السبت، 27 أكتوبر 2018

قهر الرجال






ربما يكونُ بامكانِك استخدامِ مادةٍ لاصقةٍ ما
 لإصلاحِ مزهريةٍ مكسورةٍ او كوبٍ من الفخار
 لكنك حتمًا لا تستطيعُ استخدامها لجبرِ كسرِ رجلٍ فخور
هل رأيت قبلًا ما يفعلُ الصمغُ بشيءٍ مكسور؟
هل رأيت كيف يجمعُ أجزاءَه برابطٍ واهٍ ضعيف؟
هل رأيت ذلك الأثرُ الكبيرُ الذي يتركُه فيه الكسرُ رُغمَ الإصلاح؟

هذا ونحنُ نتحدثُ عن طبقٍ او إناء
فما بالك بجبرِ كسرِ إنسانٍ
من لحمٍ ودمٍ وشعور
كيف تظنُ ان بامكانِك جمعُ ما تفرق من أجزاءِ روحِه و ضمها من جديد؟
كيف تظنُ ان بإمكانك استعادة كلُّ او جلُّ ما كان عليه يومًا؟
كيف تظنُ.. كيف تظنُ ان كلًّ كسرٍ يجبرُه صمغٌ كالحديد؟؟

هذا ونحن نتحدثُ عن الإنسان
فما بالك ان كان رجلًا عنيد
هل رأيتُ يومًا رجلًا فخورًا وتأملتُ في صفاته؟
هل علمت شيئًا عن نفسِه وعن حياتِه؟
هل تدركُ قدرَ الفخرِ والعزةِ في كلِّ ذرةٍ من كيانِه؟
هل تظنُ حقًا أن كسرًا قد ضربَ كلَّ ما فيه يمكنك ان تصلِحَهُ ببعضِ صمغِكَ فتعيدٌه كالجَديد؟؟
والله ما ينكسرُ الرجلُ الا لأمرٍ شديد
فإن كان فإن جبرَه قد صار أمرٌ بعيد
لا تقدرُ عليه ولا تقدرُ أن
تعيدُه رجلًا رشيد

قهرُ الرجالِ وجعٌ استعاذَ منه سيدُ الأنام
وما استعاذَ منه لشأنٍ بسيط
لكنه ما إن حلَّ برجلٍ حتى أنزلَ بهِ
عذابًا مقيمًا وكسرًا أليمًا واذاقَه مرَّ الوعيد
إياك وقهرُ الرجالِ فما يقدر على جبرِهِ
شيءٌ لديكَ ولا سحرٌ شديد
إياك وقهرُ الرجالِ فما أن نزلَ برجلٍ
أنهَكَهُ
دمَّرَهُ
أنهَاهُ
كان به كسرًا وذلًا
ووجعًا رعيد

ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors