قرأت مقال قصير عن قصة سيدنا علي مع الخوارج واعتصام
حروراء وغزوة النهروان.. سأترككم مع المقال الذي لا أعلم من كتبه للأسف لكني تتبعت
ما جاء به من معلومات سريعا.
اللافت في المقال هو ما يمكن التعبير عنه بـ "ما
أشبه اليوم بالبارحة", حيث بمجرد قراءتك للمقال ستجد انك امام احداث معاصرة تمثل
فيها الدولة دور سيدنا علي-كرم الله وجهه- ويمثل فيها الإسلاميين دور الخوارج
واعتصام رابعة كان بمثابة اعتصام حروراء ثم فض الاعتصام بمثابة معركة النهيروان,
مع الفارق ان الجيش لم يقتل من فى رابعة كما فعل سيدنا علي بالخوارج-وانا لا أقول
بأنه أخطأ لا سمح الله انما فقط اوضح الفارق-.
أترككم مع المقال ولكل رأيه ولكن هذا أول ما شعرت به
عندما قرأته:-
-------------------------------------------------------------------
اعتصام حروراء في عهد الامام علي بن ابي طالب
وتقول الرواية ان الخوارج ادعوا أن سبب اعتصامهم هو أن سيدنا على بن أبي طالب لم
يطبق الشرع الشريف وحكم الرجال في قضية قتاله مع جيش الشام ولم يحكم كتاب الله،
وكانت النتيجة أنهم كفروا علنًا ومن معه بل غالوا بأن من معهم هو المسلم ومن
يعارضهم هو الكافر.
واشارت الرواية انه كان هناك وساطات لحل الأزمة التي ستعصف بالمجتمع المسلم، ولكن
أصر اعتصام حروراء على رأيهم ووضعوا حلًا لفض اعتصامهم والاندماج مرة أخرى في
المجتمع المسلم وهو حل غريب " أن يشهد على بن أبي طالب على نفسه بالكفر ثم
يعلن إسلامه" فبلغ سيدنا على بما قاله المعتصمون في حروراء، كيف أحكم على
نفسي بالكفر بعد إيماني وهجرتي" فانصرف عنهم.. ولم يعد مفر من القتال.
كما كانت هناك وساطات أخرى فذهب إليهم سيدنا عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما-
فناظرهم في مناظرة شهيرة فرجع منهم ما يقارب الألفان.
وقيل لسيدنا علي ان الخوارج قد عاثوا في الأرض فسادًا وسفكوا الدماء ولقوا عبد
اللّه بن خباب وهو من أبناء الصحابة قريبًا من النهروان فعرفهم بنفسه فسألوه عن
أبي بكر وعمر، فأثنى خيرًا، ثمّ سألوه عن عثمان في أوّل خلافته وآخرها.. فقال كان
محقًا في أوّل خلافته وآخرها.. فسألوه عن على قبل التحكيم وبعده... فقال: "هو
أعلم باللّه وأشد توقيًا على دينه" فقالوا: "إنك توالي الرجال على
أسمائها" ثمّ ذبحوه وبقروا بطن امرأته وكانت حاملًا، ثمّ قتلوا ثلاث نسوة من
قبيلة طي.
غضب الإمام على وبعث إليهم رسولًا لينظر فيما بلغه فقتلوه.. فقال أصحاب علىّ كيف ندع
هؤلاء ونأمن غائلتهم في أموالنا وعيالنا ونذهب للشام؟.. فبعث على إليهم يقول:
"ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم فنكف عنكم حتى نلقى أهل الغرب (يعني أهل
الشام) لعلّ اللّه يردكم في خير.." فقالوا: كلّنا قتلهم، وكلّنا مستحل دماءهم
ودماءكم!.
وسئل على بن أبي طالب عن أهل النهروان أمشركون هم؟ قال: "من الشرك
فرّوا" قيل: أمنافقون؟ قال: "إن المنافقين لا يذكرون اللّه إلاّ
قليلا.." قيل: فما هم يا أمير المؤمنين؟ قال: "إخواننا بغوا علينا
فقاتلناهم ببغيهم علينا".
ومع أن الخوارج كانوا يجبهون عليًا برأيهم فيه، وأنه قد كفر بعد إيمانه..
ويهدّدونه بالقتل ابتغاء مرضاة اللّه! فإنه لم يرَ فيهم سوى ضالّين، مخدوعين،
استحوذ عليهم الشيطان... وقال فيهم وفي معاوية كلمته المأثورة: "ليس مَن طلب
الحق فأخطأه، كمَن طلب الباطل فأدركه".
وأمر سيدنا على أمير المؤمنين على برفع الحالة القصوى في الجيش، والتجهز لفض هذا
الاعتصام بالقوة وقتال هؤلاء المارقون، ومن العجيب أن معظم الجنود والقادة في جيش
سيدنا على خافوا أن يقتلوا هؤلاء لما رأوا من شدة عبادتهم، ومن فرط زهدهم، ومن
كثرة تلاوتهم لكتاب الله تعالى، وكثرة صلاتهم وقيامهم لليل، حتى صارت ركبهم كثنمات
الجمل من الركوع والسجود.
و كان قد أخبر الرسول الكريم سيدنا على بن أبي طالب بأوصاف هؤلاء فقال لهم: والله
ما كذبت ولا كذبت، هم الذين أخبرني رسول الله بهم، وكانت الغزوة الشهيرة التي تسمى
(النهروان) والتي قضى فيها سيدنا علي على الخوارج وقتل منهم العديد في يوم واحد،
ولم ينج منهم إلا بضعة نفر.
ويؤكد المفكرون الإسلاميون أن فكر الخوارج لم ينته بل أخبر رسول الله أنهم سيخرجون
على فترات، فعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول: يخرج من أمتي قوم يسيئون
الأعمال، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ".
قال يزيد: لا أعلم إلا قال: " يحقر أحدكم عمله من عملهم، يقتلون أهل الإسلام،
فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، فطوبى لمن
قتلهم، وطوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرن قطعه الله عز وجل "، فردد ذلك
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشرين مرة أو أكثر.
وبمقارنة اعتصام "حروراء" باعتصام "رابعة العدوية " سنجدهم قد
تشابهوا في العديد من النقاط ومن ابرزها ان اعتصام رابعة جعل من عارضة كافر وانهم
وضعوا الشروط التعجيزية مثل رجوع الرئيس المعزول الى الحكم .
ومن نقاط التشابه ايضا انهم رغم كل هذا شديدين العبادة والزهد ولكن في نفس الوقت
هناك تعذيب وضحايا لمن خالفهم.
هناك تعليقان (2):
مقال مسيس ولكن ولكن لا وجه للمقارنة
المقارنة التي توصلت اليها رائعة
1- يوم حروراء شبيه باعتصام رابعة
2- الخوارج يشبهون الاخوان .و لماذا لم تكمل و تقول السيسي الصعلوك المجرم شبيه بأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه.خيبك الله
إرسال تعليق