الاثنين، 22 أكتوبر 2018

أسير الجحيم





في وسطِ ذلكَ البحرِ
جاهدًا
يستنفذُ كلَّ قواهِ
فقطْ.. ليبقى فوق سطحِ مائِهِ
فقطْ ليبقى طافيًا
تلعبُ برأسِهِ الأفكارُ والظنون
فيظُنُّ أنه منه ناجٍ
يظُنُّ أنَّ له منه مخرجًا
فيزيدُ اجتهاده
علَّهُ إلى برٍ يصِل
يُزيحُ عنه بعضَ عناءِه
يكون له مفرًا مما يقاسيه
يكونُ لهُ ترياقًا
يُداويَ ما فيه من همومٍ و آلام
ما يلبثُ أن يُفكِّرَ في خلاصِهِ حتى
حتى يغرِقُ في ظلامِ ذلكَ البحرِ المُوحشِ
تتقاذَفُهُ أمواجُهُ العالية
مرةً بعد مرةٍ
يغرقُ فيها
بلا موت
بلا حياة
فكلما غمَرَتْهُ مياهُهُ وظنَّ
أنه وجدَ راحةً في الموتِ
بُعِثَ من جديدٍ ليبدأَ كرةُ أخرى
يبحثُ فيها عن خلاصِهِ
ثم يغرقُ فيها في ظلامٍ موحِشٍ
ثُمَّ تتقاذَفُهُ أمواجُهُ العالية
ثم تغمرهُ مياهُهُ من جديد
ثم يُبعَثُ فيها إليها من جديد
هكذا في جحيمِه الأبدي يحيا
مرة ً بعد مرةٍ يُعيد
بلا حياةٍ
بلا موتٍ
بلا أملٍ في يومٍ جديد

ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors