"الإسلام
هو الحل"
شعار رفعه الإخوان المسلمون قديما ولفترة طويلة من عمر
الجماعة كان هذا هو شعارفهم فى الشارع وبين الناس حتى فترة الانتخابات السابقة
بسبب قرار منع الشعارات الدينية فى الدعاية..
مصر منذ أكثر من عام وهى واقعة تحت حكم من رفعوا شعار
الإسلام ونادوا بالدين والتمسك به وبأحكامه وتشريعاته فى كل الأمور.. فهل كان فعلا
الدين الحل؟ هل قدمت شعاراتهم الإجابات المنتظرة؟
ربما حال البلد حاليا يغنيني عن الإجابة على هذه الأسألة
ولذلك سأتفرغ لموضوع التدوينة.. هل "الإسلام هو الحل" حقا؟
فى الفترة الأخيرة تصاعدت بحدة الأصوات المنادية بفشل
المشروع الإسلامي وبأن الدين عموما والإسلام خصوصا لا يحمل إجابات لمسائل العصر
وأن فشل الإسلاميين فى ادارة البلدان الإسلامية المختلفة التى يحكمون فيها لهو
أبلغ دليل على خواء الدين الإسلامي وإفتقاره لمشروع سياسي وإجتماعي قادر على
النهوض بالدول..
لسان حال الكثير الآن يقول: "ها نحن قد جربنا الحل
الإسلامي فانتقلنا من حال سىء إلى حال أسوأ وقد أثبتت التجربة أن الدين مكانه دار
العبادة وأن الحياة العامة لا يحكمها الدين واخيرا أن العلمانية هى الحل"
وبدون شك فرأي هؤلاء يجب أن يؤخذ فى الإعتبار واذا اضفنا
له موجة الإلحاد والعلمنة الآخذة فى الإنتشار فى الدولة بعد حكم الإسلاميين فسنجد
أننا أمام معضلة حقيقية.. فهل فشل الإسلام حقا؟
التفكير الموضوعى والتدقيق المتأني فى إجابة سؤال بمثل
هذه الخطورة سيأخذنا حتما إلى ضرورة ينبقى الإتفاق عليها بداية وهى "التفرقة
بين الإسلام والإسلاميين".. وهو مبدأ ثابت فى العلوم يعرفه كل من درس
النظريات, هناك دائما فارق بين النظرية والتطبيق..
فالتطبيق الخاطىء للنظرية المثبتة صحتها لا يعنى فشل النظرية
وانما يعنى خطأ التطبيق فقط, ولذلك فتجاوز محل الخطأ الى النظرية نفسها لهو محض
افتراء تتعدد أسبابه.
الذين يقولون بفشل الإسلام يمكن تقسيمهم إلى عدة فرق:
1. مواطن مسلم من عوام الناس يعانى من ظلم النظام الحاكم
باسم الدين.
2. مواطن مسلم يعتنق الفكر العلماني أو الليبرالي بتطرف
3. مواطن غير مسلم.
4. مواطن ملحد أو #عقلانيون كما يحلو لهم تسمية أنفسهم.
الفريقان الأول والثاني يدركان أن من يحكم باسم الدين
الآن هو شخص لا يمثل الدين ولا يمتثل بأوامره ويدركان جيدا أن من في يدهم مقاليد
الأمور الآن ليسوا أكثر من تجار دين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا.. ولذلك فالعجب
كل العجب أن يسقطوا فشلهم على الدين نفسه..
فكيف تقول أن الحاكم ينتمى لتيار منحرف دينيا ثم تقول أن
التجربة الإسلامية فاشلة؟
التناقض هو أقوى من أن يحتاج لتوضيح فالحاكم لا يمثل
المشروع الإسلامي وإنما يمثل مشروع ما يعتنقه هو وجماعته وهو ما أقررت بنفسك
انحرافه
أما الفريقان الثالق والرابع فأحدهما حتما ضد كل ما هو
إسلامى لأنه صاحب عقيدة ويتمنى أن يراها محل الحكم الإسلامي والثاني ضد كل ما هو
ديني فى الأساس لأنه يكفر بكل العقائد وينكر فكرة وجود الإله ذاتها..
ولذلك فحكم هؤلاء الفريقين على التجربة الإسلامية(سواء
أكانت سليمة أو مشوهة) ليست بالضرورة عادلة ودوافعهم ليست بالضرورة أمينة..
ومع ذلك فاعتراضاتهم لا بد وأن تسجل وتدرس حتى فى ظل
نظام إسلامي حقيقي لأنها ربما تكشف عن قصور ما موجود بالفعل فى التطبيق فلا يوجد بشر
كامل.
نحن كمسلمين مؤمنين بالله تعالى ومؤمنين بكل ما نزل من
عنده نعلم علم اليقين أن كل ما جاء من عند الله لهو الحق وأن تشريعات الله تعالى
وأحكامه وهديه ما جاءت إلا لتصلح معاشنا وآخرتنا و نعلم علم اليقين أن الفلاح كل
الفلاح فى الدنيا والآخرة لن تتأتى لأمة "لا إله الا الله" الا بطريق
ومنهج "لا إله الا الله",, وأنه ان كان غير هذا الطريق صلح لأمم أخرى
فإنه لا يصلح لنا طريقة لا يتشكل بحدود عقيدتنا ولا يتشكل بتعاليم ديننا ولا يتهذب
بهديه..
واى مسلم يرى فى كلامي هذا تناقضا مع عقله فعليه أن
يراجع نفسه لأن ايمانه حتما غير سليم,, فلا معنى أن تؤمن بدين وعقيدة ثم تشكك فى
تعاليمها أو تقول انها جاءت بما ينافي العقل وبما يصعب عليك فهمه..
نعم أحيانا نجد فى الدين ما يستعصى علينا
"فهمه" أو "فهم الحكمة منه" ولهذا قال تعالى: "واسألوا
أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".. وواجبنا تجاه مثل هذه الأمور أن نحاول قدر
جهدنا ان نحيط بها علما وفهما فإما وفقنا الله تعالى وكشفها لنا واما اخفاها عنا
لحكمة لا يعلمها سواه وفى هذه الحالة لا ننكرها بل نؤمن بها ونصدق بها لأنها نزلت
من عند الله تعالى..
هذا هو الإيمان كما أعرفه وكما أفهمه..
نعم "الإسلام هو الحل".. ومن يشكك فى هذا
فليراجع تاريخ دولة الرسول-صلى الله عليه وسلم- ودول الخلفاء الراشدين من بعده
عندما كان فعلا "الإسلام" هو السيد والحاكم..
فليست كل دولة "إسلامية" قد حكمها الإسلام..
وليس كل حاكم "مسلم" أو "إسلامي" قد حكم بالإسلام..
التاريخ ملىء لمن صدقت فى قلبه رغبة المعرفة والبحث عن
الحقيقة,, أما من يبحث فى فترات البعد عن المسلمين عما يدين به الإسلام فهو شخص
اما جاهل يحتاج للعلم واما معلول النية..
نعم "الإسلام هو الحل".. ليس إسلامهم.. بل الإسلام
كما أنزله الله تعالى على نبيه الأمى خاتم الرسل-صلاة الله وسلامه عليك يا حبيبى
يا رسول الله- وكما حفظه الله تعالى فى كتابه الكريم إلى يوم الدين كي يعود إليه
كل من يبحث عنه..
من يرد حقا إصلاح حال هذه الأمة فعليه بمنهجها...
والله الموفق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق