بتاريخ 10 مايو 2013
انتهيت من قراءة رواية "بنات ايران" للكاتبة نهيد رشلان واللى بتحكى فيها قصة حياتها وكنت قبل يومين كتبت ريفيو صغير عن القسم الأول من الرواية..
--------------------------------
القسم الثاني من الرواية كان بيتكلم عن حياة الكاتبة فى أمريكا ودراستها وزواجها الى آخره وهو كان جزء مش مهم اوى بالنسبالي لكنه مكنش ممل وكان ملىء بمشاهد انسانية من حياة الكاتبة وهى السمة الرئيسية للرواية..
--------------------------------
القسم التالت بتدور أحداثه فى ايران وبتتكلم فيه الكاتبة عن زيارتها المتتالية لأيران او بتتكلم فيه عن وصف لحال ايران فى نهاية عهد الشاه محمد رضا بهلوى الى قيام الثورة الاسلامية فى ايران بقيادة الخومينى ونهاية بحرب الخليج بين ايران والعراق وبعض الاحداث القليلة التالية لها..
الجميل فى الجزء دا واللى كان فى مثل روعة القسم الأول بالنسبالى هو ان الكاتبة هنا بتروى رواية مواطن عادي غير مكترث بالوضع وغير مهتم بقيم الدين ومتغرب وغير متحيز لأى طرف..
وفى رأيى ان النوع دا من رواة الأحداث التاريخية اللى هو نقدر نسميه "spontaneous" افضل من الكتابة المتخصصة لأنه شخص فقط بيروى ما رآه دون تحيز(لأنه غير مكترث) وبيترك لك كقارىء مهمة التحليل واستخلاص العوامل والعبر بطريقتك انت وليس ككتب التاريخ العادية حيث يملى عليك الكاتب وجهة نظر بعينها ويدفع اليك بنظرة جاهزة لا يكون لك دور فيها سوى السمع والطاعة.
نقطتين أخيرتين استفدتهم من الرواية:
- الأولى انها عمقت نظرتي الى "عوام الشيعة" بانهم لا يختلفون كثيرا عنا السنة كـ"بشر" رغم اختلاف العقائد الذى لا يسأل عنه العوام, كما عمقت لدى الشعور الذى انتابني من لقاء أخ مسلم ايراني فى "الروضة الشريفة" منذ عام اثناء قيامى بالعمرة..
انا الآن بت على قناعة ان "عوام" الشيعة لا يجب أن نعاديهم ولا نكرههم ولكن يجب فقط التعامل معهم بحرص لألا تنتقل الينا الأخطاء العقائدية الموجودة عندهم وان نحاول ان نصلح منها ما نستطيع... اما العداوة فلا تكن الا لمن يعادينا منهم
قال تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لــــــــــم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياريكم أن تبروهم وتقسطوا اليهم".. ومن هنا للعموم وتشمل المسلم وغير المسلم
- النقطة الأخيرة.. الحديث عن الثورة الايرانية كان ملهم للغاية بالنسبة لى وربما احتاج للقراءة عن فترة حكم محمد رضا بهلوى بعد ذلك للإلمام بجميع مظاهر الطغيان والفساد فى عهده..
الأسباب التى دفعت الشعب للثورة على الحاكم السني المستبد محمد رضا لا تختلف كثيرا عن تلك التى دفعتنا فى مصر للثورة على نظام مبارك ومن بعده نظام الإخوان عما قريب ان شاءالله..
أيضا فالوضع فى ايران بعد اقامة الجمهورية الإسلامية يحمل لنا صورة حية عما يمكن أن يحدث فى مصر اذا ما وصل السلفيون الى الحكم لا قدر الله.. فما فعله الخومينى والحرس الثورى فى بداية حكمه هو نفس ما ينادى السلفيون بتطبيقه وهذا ليس غريبا فمن حيث أرى فلا فارق كبير بين السلفيين والشيعة فكلاهما يبتعد نفس المسافة عن الإسلام والفارق بينهما فى "الممارسات" ليس كبيرا بل ربما لا يتواجد مطلقا على الرغم من اختلاف العقائد.
ولمن يعترض على كلامي يمكن ان تنظر الى أفغانستان سترى "ايران شيعية أخرى".
-----------------------------
الكتاب متميز وشيق وأنصح بقراءته لمحبي القراءة ولا يسعنى فى النهاية سوى شكر أستاذتي التى لم احظ بشرف الدراسة على يدها د. عبير مدرس التخدير بالقصر العينى على ترشيح الكتاب لي.
تحميل رواية "بنات إيران"
تحميل رواية "بنات إيران"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق