بتاريخ 8 مايو 2013
إنتهيت اليوم من قراءة القسم الأول من رواية "بنات إيران", وهى قصة واقعية تحكي فيها الكاتبة الإيرانية "ناهيد رشلان" قصة حياتها، وهى قصة غريبة بلا شك وتسردها الكاتبة بأسلوب شيق غير ممل رغم التفاصيل الدقيقة أحيانا قليلة.
الرواية مقسمة إلى ٣ أجزاء الأول منها تقع أحداث فى إيران بين مدينة طهران حيث نشأتها الأولى كطفلة ثم مدينة الأهواز حيث قضت الصبا والشباب..
أكثر ما جذبني إلى الرواية كان رغبتي فى الحصول على نظرة فى عمق المجتمع الإيراني وإكمال جزء من النواقص الكثيرة عندي فى مسألة إيران والشيعة.
الكتاب يوضح بشكل سلس جدا وصف بسيط لكن مجمل للمجتمع الإيراني "المتدين" فى فترة الخمسينات والستينات حينما كانت ايران تحت حكم الشاه السني محمد رضا رغم ان غالبية سكانها من الشيعة
وبغض النظر عن الإختلافات العقائدية والتشريعية فى معرفتنا كمسلمين سنة بالإسلام عن معرفة الشيعة به، إلا أنه يمكن القول أن المجتمع الإيراني كان حتى وقت قريب متمسك بما يعرفه عن الإسلام ويعتنق فيه ويساير تعاليمه(بغض النظر عما اذا كان ما يعرفونه هو الإسلام الصحيح أم لا) كما يعرفها ويألفها من خلال شيوخهم..
جدير بالذكر ان نشأة الفتاة ناهيد فى الأهواز كانت بعيدة الى حد كبير عن التدين الإيراني الصارم نظرا لانفتاح أسرتها على التقاليد الأمريكية فى بعض الأمور مع الإحتفاظ ببعض التعاليم الإسلامية والعادات الشرقية ولذلك تجد نسيج متناقض بين الحياة التى هى مزيج من الشرق والغرب، رغبة فى التغرب مقيدة بأساور الشرق، ولذلك فموضوع الكتاب ليس الدين او الفرق بين الشيعة والسنة وما الى آخره فقد اقتصر التعرض لنظاهر تدين المجتمع الايراني على نشأة الفتاة الأولى فى طهران حينما كانت فى بيت خالتها الأكثر تدينا والمتمسكة بالتعاليم الإسلامية كما يعرفها الشيعة من صلاة ٣ مرات فى اليوم الى وضع غطاء الرأس الى القصص المتداولة عندهم عن الأئمة وآل البيت، فهذا الإسلام الذي يعرفه العوام و "يؤمنون" به ويتبعون تعاليمه..
الكتاب أيضا يعطى لمحة قوية فى الفصول المتأخرة من القسم الأول عن نظام الحكم الإيراني فى فترة الستينات وكيفية استبداد الشاة وقمعه لكل مظاهر الحرية وقمع حقوق المرأة بخلق مجتمع ذكورى قوى وظيفة الإناث فيه الإنجاب وتربية الأبناء فقط، وكيف أنه كان حاكما فاسدا يعيش مترفا من أموال البترول بينما يجاهد أفراد شعبه لتوفير الحياة الكريمة الى الحد الذي يجعل سن الزواج للرجال يتجاوز الثلاثين وربما الأربعين فى حين تتراوح أعمار الفتيات عند الزواج بين التاسعة والسادسة عشر.
وضعت فى حسباني أن الكاتبة بطبيعتها ثائرة متمردة مفعمة بالطموح والرغبة فى حياة عصرية من الطراز الأمريكي إلا أنى أستبعد ان تكون تبالغ فى وصف نظام دولتها لأنها تصف بالضبط ما نراه من حكامنا السنة حاليا فى مصر وغيرها..
وجدير بالذكر أن حال ايران وقتها تحت حكم الشاه السني لا يختلف عن حكمها حاليا تحت الحكم الشيعي.. فالفارق الوحيد بين ديكتاتورية السنة وديكتاتورية الشيعة أن الأولى هى "ديكتاتورية سياسية باسم الدين" كما نرى فى مصر الآن أما الأخيرة فهى "ديكتاتورية دينية فى ثوب سياسي"..
الكتاب أكثر من رائع وأنا متشوق لاكماله حينما تسنح الفرصة وبخاصة ان القسم الثالث تدور أحداثه في ايران مرة أخرى-حسب ما اعتقد- بعد ان انتقلت ناهيد فى القسم الثاني الى امريكا
نصيحة أخيرة لمن سيقرأ، تعامل مع أفكار الكاتبة عن الدين وطريقة حياتها وأسرتها على انها أدب لا مصدر تستقي منه دينك..
عن رواية "بنـــــات إيـــــــران".. 2/2
تحميل رواية "بنات إيران"
عن رواية "بنـــــات إيـــــــران".. 2/2
تحميل رواية "بنات إيران"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق