أنا حقا متعب
أتألم
طوال الوقت
لا أحد يعلم
لا أحد يشعر
لا أقدر على الشكوى
وماذا يجدي أن اشتكي
فليس هناك من يستطيع المساعدة
لا يهدأ عقلي
لا ترتاح نفسي
صار الأألم لي مأوى
لم يعد بي ما يتمزق
فقد صرت أشلاء مبعثرة
بين الطرقات هنا وهناك
تتألم كل ذرة بمفردها
بلا أمل.. وبلا نهاية
فكرت كثيرا في استشارة طبيب
عله يستطع المساعدة
ولكن كيف لي أن اشارك ما لا يشارك
وكيف له أن يقدم حلا لما لا حل له
كلا..
ليس عندهم ما يقدموه لمن هو مثلي
ليس لي سوى دروب الألم
تزحف بها شتات روحي
وينزف بين جنباتها قلبي
بقايا من دماء تبقيني على قيد الحياة
كنت دوما أظن أني أقوى من أي شيء
قادر على تخطي كل الصعاب على اختلاف أشكالها
لم أكن أعلم حقا
لم أكن أعلم أن هناك درجات من الألم تفوق قدرات البشر
لم أكن أعلم أن هناك ما يمكن أن يكسر من هو مثلي
كم كنت أثق في قوتي
كم كنت فخورا وواثقا
كم كنت حريصا على التواجد بين صفوف من هم جديرون بكلمة.. "رجل"
لم أظن يوما أن هناك ما يمكنه كسر ذلك
ليس كسره فحسب
بل تحطيمه تماما
تحويله لفتات وذرات متناثرة في الهواء
أنا حقا أشعر اني لا شيء سوى بقايا من كان يوما رجلا شديد الفخر
كم كان السقوط مفجعا
*****************************************
حين أفكر في كيفية التنفيس عما يعتمل بداخلي
حين أنظر في الخيارات المتاحة
رفيقة دربي وزوجتي؟
هي حتما أقرب وأحب الناس الى قلبي هي وابنتي الصغيرة
وهي لحسن الحظ طبيبة نفسية على قدر كبير من المهارة والذكاء
وهي لسوء الحظ أكثر من لا يمكني مشاركته ما بداخلي
الأصدقاء؟
نعم.. عندي أروع أصدقاء في العالم
ولا يمكنني بأي حال الانفتاح مع أحدهم
انهاء المعاناة باختياري؟
ربما يكون الموت حلا
ولكنه ليس مناسبا
فلم أصل بعد لدرجة الضعف التي تأخذ بي الى طريق الانتحار
وأحمد الله على شيء من يقين به زرعه في قلبي يحفظني من حماقة كهذه
ولدي من أهتم لأمرهم بما يمنعني عن مغادرتهم طوعا
حقا لا أجد لنفسي متنفس
لا أجد سوى رحمة ربي وهي أفضل من أي شيء
لم يبق لي سوى مدونتي القديمة
لا يزورها أحد ولا يعلم عنها أحد
سوف أأتي و أخبرها بكل ما يعتمل نفسي من ألم
ربما لا أستطيع اخبارها عما سببه
ولا تفاصيله
ولكن سأدعها تعلم أني أتألم
فقد شاركتني قرابة الـ عشرة سنوات من عمري
وهي رفيقة رائعة
لم تشكو يوما من اهمالى لها في فترات انقطاعي عن الكتابة
كانت دوما هناك مكانها حين احتجت اليها
والآن لا أجد لي سواها تسمع مني وعني
she'll be my therapist
فقط يؤلمني أن تراني في هذه الهيئة
فقد عرفتني للمرة الأولى شابا فتيا شديد الفخر
شديد الصلابة والقوة
شديد العنف والتطرف فيما أعتقد
حملت دوما كلمات كنت أصبها جحيما على من يخالفوني فيما أرى
والآن ها هي ترى شخصا آخر لم تعرفه
أجزاء و أشلاء وفتات روح منكسرة
ولكني أعلم أنها ستتفهم
فقد كانت دوما رفيقة جيدة كهذا
فقط لا تدعيني يوما أأتي اليكي ولا أجدك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق