الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

عن الثقة أتحدث


الثقــــــــة
الثقة هى الأساس فى أى نوع من أنواع العلاقات الإنسانية سواء أكانت خاصة أو عامة, وبدون الثقة صعب جداإن أى علاقة تستمر وطول فترتها هيكون فى مشاكل ملهاش حصر من كل نوع.
كنت دايما بفكر فى حاجة كانت مصدر دهشة ليا.. ايه اللى بيخلى الناس تتبع القائد بتاعها وتطيعه وهو بشر زيه زيهم ميزيدش عنهم شىء؟
أى انسان مننا عمره ممكن يخلص برصاصة.. وكذلك القادة زيهم زينا, ممكن فى ثانية حد من اتباعهم ينهيهم برصاصة.
وكنت دايما محتار ايه اللى بيخلى الحارس بتاع القائد يحميه وميقتلوش؟
الفلوس؟ لأ.. ما دى ممكن يحصل عليها من أى مصدر وأى مهنة تانية أو حتى من تأمين شخصية تانى.
طيب المستوى الإجتماعي؟ برده لأ لأن شغلانة زى دى بتتضمن ان حياته كلها تكرس للعمل ويمكن المستوى الاجتماعي بيعود على ذويه فقط..
يبقى ايه اللى يخليه يتحمل كل صعوبات المهنة ويقبل انه ينقاد ولا يقود؟
الثقة.. الثقة فى الشخص اللى هو بيعمل لديه هى اللى بتخليه يستمر باخلاص.
والفرق بين الحارس اللى بيدافع عن قائد وهو مؤمن ان دا واجبه والحارس اللى بيدافع عن قائد لأن دى مهنته هو ان الأول وقت الجد هيضحى بحياته عشان اللى بيحميه اما التانى فوقت الجد هيخلع.

فى أمثلة كتيرة تعمق فكرة أهمية مفهوم الثقة فى حياتنا سواء على المستوى الخاص أو العام, نشوف شوية منها:
- لما الرسول-صلى الله عليه وسلم- قام برحلة الإسراء والمعراج وأخبر الناس بها وجاء الخبر لصديقه الوفي الصديق أبي بكر-رضى الله عنه- كان رد فعل الصحابي الجليل أن قال: "إن كان قد قالها فقد صدق"..
انها الثقة المطلقة التى يكنها الصديق لصاحبه محمد بن عبد الله-رضي الله عنه- هى ما جعلته يصدق الخبر رغم غرابته, انها الثقة التى فتحت باب تعميق الإيمان فى قلب من قال عنه الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "لو وزن ايمان الأمة وايمان أبي بكر لرجحت كفة أبي بكر" أو كما قال.

- كلنا مسلمين ومسيحيين نجد فى دياناتنا ما قد يبدوا صعبا على عقولنا البشرية أن تستوعبه وتدركه بالمقاييس المعتادة لنا كبشر, إلا أننا مع ذلك نؤمن بها وبأنها حق لأنها جائت فيما أنزل الينا من كتب على أنبيائنا..
انها الثقة مرة أخرى.. الثقة فى أن الله حق, و أن النبوة حق, و أن الكتاب حق, و أن قول الله تعالى حق وصدق.
انها الثقة التى بدونها يكون الكفر ولا غيره.

- فى الجيش فى وقت المعارك القادة بيضطروا يتخذوا قرارات حاسمة قد لا تبدو الحكمة منها للجندى المقاتل, الا انه مع ذلك ينفذ الأمر حتى لو كان الثمن حياته..
انها الثقة مرة أخرى فى الرؤية السليمة لقيادته حتى وان تعارضت مع ما يراه هو, وايمانه بأنهم انما يعملون من أجل الوطن ولذلك يجد انه لزاما عليه أن يلتزم بالأمر الموكل اليه.

- فى العلاقة بين الرجل و زوجته تكون الثقة هى أساس قيام البيت, ووقتما تضيع الثقة ينهار البيت من القلب حتى وان بدت جدرانه متماسكة والتى لن تلبث ان تنهار بدورها.
الرجل لا يمكن أن يستمر فى حياته اذا كانت زوجته لا تثق فيه وفى انه يسعى قدر طاقته من أجل توفير حياة أسرية سليمة و أنه يتق الله فى مصدر رزقه وانه يحافظ على بيته وانه لا يخون زوجته.
والمرأة لن تجد أبدا السعادة والراحة اذا لم تنعم بثقة زوجها وبأنها يأتمنها على حياته وحياة أولاده وأنه يأتمنها على بيته وأنه يثق أنها ستحفظه فى حضوره وغيابه.
بدون الثقة المتبادلة والثقة المطلقة بين الطرفين سينهار البيت ان عاجلا أو آجلا.

- بين الأصدقاء لن تجد شخصين جمعتهم صداقة حقيقية دون أن يثق أحدهما فى الآخر ثقة عمياء وثقة مطلقة..
على سبيل المثال قد حبانى الله تعالى ببعض الأصدقاء المقربين الذين استطيع بسهولة أن أأتمنهم على حياتى وعلى أهلى وأهل بيتى حين أتزوج.
انها ثقتى فيهم وفى خصالهم الحميدة هى ما يجعلنى استطيع أن أأتمنهم على بيتى ومن قبها على حياتى وسرارى, وانها الثقة هى ما جعلتنا "أصدقاء" ولو كانت الثقة غائبة لكانوا مثل غيرهم مجرد أشخاص تربطنى بهم علاقة طيبة فقط.

لا أريد أن أطيل فقد جائتنى شكاوى من الإطالة سابقا, وسأكتفى فقط بجملة ختامية..
“the base of any relationship of any kind is TRUST, above it everything else can be built and will be built, and without the ultimate trust, a relationship will never last”
والله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors