"إنت أكتر حد بيكره
الإسلاميين أنا شفته فى حياتى"
دى كانت عبارة أحد أقرب أصدقائى وأحد المنتمين للتيار
السلفي لما كنا بنتكلم فى احدى المرات عن الشؤن الداخلية, أنا حبيت أبدأ بيها
التدوينة عشان اللى هيقرا يكون عارف إنى مش من الناس الطرية اللى بتحب تعمل فيها
محايدة وبتحترم جميع الأطراف وواقفة على مسافة متساوية من الجميع... الى آخر قايمة
الهرى الهلامى دى لأن الكلام دا أصلا يستحيل عمليا وجوده فى الطبيعة.
أنا ضد تيار الإسلام السياسي وعندي أسبابي اللى دفعتنى
لدا ومش بخفي دا ولا بنكره واللى يعرفنى أو متابع مدونتي بدون شك هيكون أدرك دا
تماما.
قبل ما أبدأ التدوينة أحب أنوه انى قصدت استخدام مصطلح
"الإسلام السياسي" لإن الإخوة الإسلاميين بيرفضوا وصف نفسهم بالتوصيف دا
وبيفضلوا "السياسة الإسلامية" للتعبير عن آدائهم السياسي, وبما إن فهمى
للإسلام لا يتفق أبدا مع تطبيقهم فمن الطبيعى انى أرفض توصيفهم بما يدعون وإلا
أكون بأكد على إن أفعال التيارات الدينية بتمثل الإسلام.
فى التدوينة دى أنا أحب أوجه محموعة رسايل لأتباع
التيارات الدينية على إختلافها وجدت إنه وجب إطلاقها فى الوقت الراهن:
- يتهم أنصار تيار الإسلام السياسي الشباب الثائر بأنهم
فاقدون للمبادىء لقبولهم الإتحاد مع أنظار النظام القديم من أجل إسقاط دولة الفقيه
الحالية فى مصر..
وفى هذا الصدد يجب أن نذكر هؤلاء أن نفس هذا الشباب قد
اتحد سلفا مع الإسلاميين رغم كل مساؤهم ورغم الإختلافات الجذرية بين الفصيلين ورغم
التكوين والتكفير المستمرين من قبل التيارات الإسلامية للثوار, إلا أن هذا كله لم
يمنع إتحاد الثوار مع الإسلاميين فى أكثر من معركة ربما كان آخرهم ما يعرف تاريخيا
باسم "معركة الليمون" والتى كانت السبب الرئيسى فى صعود الإسلاميين إلى
الحكم وسيطرتهم على مفاصل الدولة وتنكرهم فيما بعد لمن أتوا بهم إلى سدة الحكم.
- تيار الإسلام السياسي يتهم الشباب الثائر بالبلطجة
لقيامه بالإعتداء على مقرات حزب الحرية والعدالة -الجناح السياسي لجماعة الإخوان
المسلمين- المتنشرة فى الدولة..
وفى هذا الصدد ينبغى التذكير بأكثر من شىء:
أولا.. أن هذا الفعل هو عمل رمزى يعبر عن رفض شعبى واسع
لهم ولحكمهموبما أنه قد حدث فى الكثير من محافظات الدولة وصولا للمقر الرئيسى فهو
بدون شك يعبر عن غضبة شعبية عارمة من ادارة الدولة بأسلوب ولاية الفقيه وليس مجرد
فئة تعادى فئة وتسعى لاسقاطها كما يدعى التيار الإسلامي.
ثانيا.. إبان ثورة يناير حدث نفس الشىء لمقرات الحزب
الوطنى الحاكم آنذاك فلماذا لم نسمع اعتراضاتكم آنذاك ولماذا لم تشجبوا الفعل بل إنكم
ربما تكونوا قد شاركتم فى حرق تلك المقرات وقتها؟؟ إذا كان الحديث عن مبادىء وما
يصح وما لا يصح فأنتم مطالبون أخلاقيا(اذا كان لمثل هذه الكلمة وجود فى قاموسكم)
أن تبرروا سكوتكم عن حرق مقارات الحزب الوطنى, أما اذا كان الموضوع لا يعدو كونه
تجريم معارضتكم فأهلا بكم فى جحيم الشعب الذى ستكتوون بناره.
ثالثا.. هل التعدى على مقارات الحزب بلطجة والتعدى على
دار القضاء العالى والمحكمة الدستورية و التهديد بحرق مدينة الإنتاج الإعلامى-وقت
كتابة هذه السطور- هو عمل مدنى حضارى تفتخرون به؟ اذا كان الأمر كذلك فليتعامل كل
فريق بموازينه ويكون نزالا حتى الموت.
- تيار الإسلام السياسي يتهم الشعب الخارج على حكمه بالعمالة
والتمويل من الخارج..
وفى هذا الصدد نتسائل..
- اذا كان الشعب ممولا من الخارج كما تدعون(وأنا لا أنفى
مطلقا وجود ممولين فى الأوساط الثورية) فمن أين يأتى تمويلكم؟ من أين تأتى هذه
المليارات التى تنفق فى الإنتخابات ومن أين تأتى أموال المقرات الفارهة فى أرقى
أحياء ميادين وشوارع مصر من شرقها إلى غربها.. اذا كنتم تملكون دليلا على تلقى
البعض تمويل فرجاء قدموا ادلتكم لنيابة أمن الدولة العليا و خلصونا منهم, ولكن
قبلها اكشفوا لنا عن مصادر تمويلكم ومن أين يأتى انفاقكم!
- ثانيا تتحدثون عن عمالة الرموز الوطنية فى مصر اما
باشاعات عن التقائهم ممثلى دول معادية أو باستخدام لقائاتهم بالفعل بممثلى بعض
الدول سيئة السمعة فى الشارع المصرى.. وهنا أتسائل, ما وجه الغرابة فى لقاء شخصية
وطنية رائدة فى المعارضة بسفيرة أمريكية أو إسرائيلية أو ألمانية أو غيره؟ ما هو
تعريف السياسة فى نظركم إذا؟ واذا كان هذا دليلا للعمالة إذا فأنتم أكبر العملاء,
أنتم من سارع لطمأنة أمريكا وقت الإنتخابات أن مصالحها لن تتأثر حتى يضمنون دعمها
فى ذلك المؤتمر الشهير بواشنطن.. و إذا كانت هذه عمالة فرجاء فسروا لنا ماذا كانت
تفعل السفيرة الأمريكية فى مكتب الشاطر ساعتين كاملتين في يوم السبت 12/8/2012؟؟
وماذا يفعل عصام العريان بذهابه ""السري"" الى الولايات
المتحدة فور اندلاع الاحتجاجات ضد حكم مرسي؟؟
"اللى بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب"
- وأخيرا إلى شيوخ السلفية..
أيام مبارك كنت خانعين مهادنين لا يسمع لكم صوتا ولا
يصدر عنكم أى حديث فى الشأن السياسي ولم نسمع منكم يوما كلمة حق فى وجه سلطان جائر
ولم نر منكم يوما تحفيزا لشبابكم على مواجهة طغيان الحاكم المستبد, وحتى عندما سقط
منكم قتلى لم تهبوا لدمائهم!
عندما قامت الثورة استعملكم النظام لإخمادها بفتاوى
تحريم الخروج على الحاكم ولما أيقنتم أن النظام ساقط لا محالة إنضممتم الى صفوف
الثوار فى محاولة للفوز بقطعة من الغنيمة وادعيتم ان كنتم من أوائل المؤيدين المباركين
حتى اذا وصلتم الى الحكم وبدأت الاعتراضات على ظلمكم وتجبركم عدتم الى سيرتكم
الأولى فى تحريم الخروج على الحاكم وتكفير كل من يعارضكم.
اذا هو حلال وحرام بقدر احتياجكم وبحسب ما تستدعى مصلحتكم
فقط.
اذا فأنتم لا تتحدثون فى دين وإنما مصالح شخصية لكم أو
لمن يمدونكم بالأموال الطائلة ويستخدمونكم ف تضليل الناس لتحقيق أهدافهم, لإنكم
تستحلون الإتجار بالدين وأن تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.. بئس القوم أنتم وساء
ما تفعلون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق