السبت، 31 ديسمبر 2011

أنا ما كفرتكش يا كافر



طبعا اسم التدوينة مش تريقة على السلفيين ولا حاجة عشان محدش يفتكر انى بخبط فيهم..
هو مجرد اسم كنت قريته فى مقال لبلال فضل وضحكت عليه وشفته مناسب للتدوينة وحبيت استخدمه.
ننط بقى على موضوع التدوينة ذات نفسه.. اخواتنا المسيحيين كفرة ولا مش كفرة؟

طبعا انا قلت انه بما اننا فى مناسبة حافلة بالنور وأم النور وعائلة النور كلها(وبرضه هنا مش بتريق على السلفيين) فحبيت انى اكتب عن حاجة انا مش عارف كلامى فيها صح ولا غلط ومش عارف اللى هقوله دا هتشتم بس عليه ولا هيهدر دمى كمان لكن عموما انا هقوله وخلاص والله من وراء القصد. وأحب بس انوه ان دا مش رأيى الدين لأنى بكل بساطة مش عالم دين.. دى مش أكتر مما يعتمل فى نفس بن يعقوب عن هذا الموضوع.

الفكرة ببساطة ان عندنا فى مصر نوع من الكائنات المصرية اسمه "المسيحيين" والنوع دا بيعيش جنبا بجنب ووسطا بوسط الى جانب وبين نوع آخر من الكائنات المصرية برده اللى اسمها "مسلمين".. وزى ما النوع التانى من الكائنات عندها مناسبات واعياد واحتفالات فاتضح ان النوع الأول لا يختلف عن النوع التانى كثيرا وانه هو كمان عنده مناسبات واحتفالات واعياد.. وبما ان عبد الرحيم(دا مش اسمى لكن صفتى) بينتمى للنوع التانى من الكائنات ولكن عنده اصدقاء من النوع الأول من الكائنات والاصدقاء دول دائما ما يهنئونه فى المناسبات والأعياد الخاصة بقومه فكان لزاما عليه انه يرد تهنائتهم فى مناسباتهم وأعيادهم ان لم يكن من باب الحب فمن باب الأدب أو حتى من باب اللوق. ولكن المشكلة اللى استوقفتنى بعض الوقت هى ان كثير من شيوخ السلفية كانوا دائما ما يحذرون من تهنئة المسيحيين فى أعيادهم او مشاركتهم فى مظاهر الإحتفال.. ليه بقى؟ لأنهم حسب زعم السادة الشيوخ كفار ويحتفلون بمناسبات كفرية ولا يجوز للمسلم انه يشارك فيها او حتى يهنئهم عليها لان فى ذلك نوع من الإقرار بمثل هذه المناسبات.

لما حاولت أفكر فى تبرير السادة الأفاضل بالإضافة لبعض فتاواهم الأخرى الخاصة بالمسيحيين وجدت انى قدام أكتر من نقطة هكتب اللى توصلت اليه فيما يتعلق بكل منهم على حدة وأحب أأكد مرة أخرى على ان دا رأيى الشخصى اللى لا أضمن انه يكون صحيح من ناحية الشرع واتمنى فقط ان ربنا يرينا الحق حقا ويرزقنى اتباعه.

النقط اللى أثارت انتباهى فى خطاب كثير من شيوخ السلفيين(ان لم يكن كلهم) عن المسيحيين هى:
أولا.. ان المسيحيين كفار.
ثانيا.. انه من ضمن عقيدة المسلم ان يكره المسيحيين واليهود والكفار وكل مالا يدين بدين محمد-صلى الله عليه وسلم-.
ثالثا.. انه لا يجوز مشاركة المسيحيين فى احتفالاتهم او تهنأتهم فيها.
وربما كان هناك غير ذلك ولكن دول اللى لفتوا نظرى أوى.. ونأتى بقى لمناقشة كل نقطة على حدة:-

أولا.. ان المسيحيين كفار.
وطبعا بما ان فى نص فأنا ما أقدرش أخالفهم ان أى حد هيقول ان الله هو المسيح عيسى بن مريم يبقى كافر لأن دا كلام ربنا وانا مؤمن بيه لكن هنا فى نقطتين.. المسيحيين منقسمين لطوائف كتيرة منها من يئمن بعقيدة التثليث ومنها من يرى ان الله واحد بل ان عقيدة التثليث نفسها حسب فهمى لها تقول ان الله واحد لكنه موجود على 3 صور.. ما علينا من أمور ديانتهم دى.. المقصود هنا ان أى مسيحى يقول قدامى ان الله هو المسيح بن مريم يبقى كافر زى مثلا ما كان فى قسيس دلوقتى بيقول على المنصة فى احتفالات التحرير: "انهارده يا رب فى يوم ميلادك".. لكن انا بصراحة مش هكفر واحد ما قالش البقين دول صراحة فى وشى حتى لو كنت موقن انه مؤمن بيهم.. بمعنى انى أرفض تعميم صفة الكفر على أى شخص لمجرد انه يحمل صفة مسيحى فى خانة الديانة, لكن طبعا هعتبره كافر اذا تفوه قدامى.. والمراجع لتفسير الآية الكريمة المذكورة سابقا هيجد انه مكتوب انها نزلت لأن فى "طائفة" من المسيحيين قالوا ان المسيح هو الله.. وطائفة هنا تعنى ان التعميم خاطىء وانما يجب معاملة كل فرد بما يصرح به على حده.. دا فيما يتعلق بموضوع كفر المسيحيين.
_:_على الهامش_:_ والجميل فى الآية الكريمة دى اللى بتتجلى فيها عظمة القرآن الكريم ان لما واحد مسيحى يقول ان المسيح هو الله هو كدا يبقى كفر بالمسيحية نفسها لأن سيدنا عيسى قال على نفسه عبد الله ورسوله.. فمن يدعى الوهية المسيح فقد كفر بالمسيح قبل أن يكفر بربه.
وعلى كل حال فأنا مؤمن انها مش مهمتنا اننا نحكم على البشر ونقول فلان كافر او فلان مؤمن والأفضل ان ينشغل كل منا بأموره ويترك قلوب البشر لرب البشر فهو الألم بمن سيدخل الجنة ومن سيخلد فى النار

ثانيا.. ننتقل للنقطة الثانية وهى انه من تمام عقيدة المسلم ان يكره المسيحيين كجزء من كراهيته لغير المسلمين عموما..
حجة من يقول بذلك هو ان المسيحيين بيمجدوا غير الله وانهم كفروا بالله وبدينه ولذلك وجب علينا كرههم..
وفى الواقع هنا أنا أختلف مع القائلين بذلك جملة وتفصيلا سواء أكانوا سلفيين أو ازاهرة او حتى لو كانوا ايه..
وموطن الخلاف هنا أمرين..
الأمر الأول.. هو انى من المقتنعين ان المسلم يكره المعصية ولا يكره العاصى.. قد لا أحب العاصى ولكن لا أكرهه.. والعلة فى ذلك انى لما أكره شخص هيكون طريقى الوحيد معاه هو السيف فقط اما اذا أحببته مع كراهية معصيته أو حتى لم اكرهه مع احتفاظى بكراهية معصيته وبرائى الى الله منها فمن الممكن أن احاول ايجاد سبل لدعوته للهداية. فى الواقع انا كمسلم مؤمن انى ما ينفعش اكره غير اللى يعادينى فى دينى فقط.. بمعنى ان اذا حاربنى أحد فى دينى وجب عليا كرهه وقتاله ان اقتضى الأمر اما اذا اختلف معى دون يعادينى فى دينى فهنا يقول تعالى: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". يبقى اجمالا ينحصر السبب الأول فى كراهية المعصية وعدم كراهية العاصى.
الأمر الثانى.. انا مقتنع تماما ان المسيحيين عقيدنهم فيها أخطاء كثيرة وان كثير منها ملفق ومحرف بفعل أحبار اليهود.. وايمانى بالفكرة دى جى من دينى اللى انا مؤمن بيه.. لكن انا بحب افرق بين درجتين موجودين فى أى شريحة فى الكون.. الرأس والجسد.. يعنى ايه؟ اقولك انا يعنى ايه..
تخيل كدا ان انت شاب اتولدت لأسرة مسلمة ومن يوم ما فتحت عينك شايف قدامك المصحف والمصلية وقناة اقرأ وعمو الشيخ اللى بابا بياخدك عنده كل يوم جمعة.. طبيعى انك تطلع مسلم وطبيعى انك كل ما تعرف أكتر عن الإسلام تزداد تشبثا بيه وتقبل كل ما يأتى به لأن العقيدة هى أغلى ما يملك وأكثر ما يحتاج الإنسان.
طيب تخيل بقى كدا انك شاب اتولدت لأسرة مسيحية ومن يوم ما فتحت عينك شايف قدامك الإنجيل والصليب وقناة سى تى فى وعمو ابونا اللى بابا بياخدك عنده كل يوم حد؟.. طبيعى جدا انك تطلع مسيحى وكل ما تعرف أكتر عن دينك تزداد تشبثا به برده لأن العقيدة هى أغلى وأكثر ما يحتاج الإنسان.
وصلت؟ لأ لسه.. طيب أوضح اللى عايز أقوله
عموم المسيحيين طلعوا مسيحيين زى ما عموم المسلمين طلعوا مسلمين.. بحكم الوراثة.. وزى ما المسلمين بيسعموا الشيخ الشعرواى وغيره فالمسيحيين بيسمعوا البابا شنودة وغيره.. وزى ما المسلمين بيآمنوا بكل ما يأتى اليهم من دينهم حتى لو كان فوق مستوى العقل(زى مثلا معجزة الإسراء والمعراج أو معجزة القرآن الكريم) فالمسيحيين بيؤمنوا بكل ما يأتى بيه دينهم حتى لو كان فوق مستوى العقل(زى عقيدة التثليث).. وزى ما المسلمين مش بيروحوا يحضروا عظة يوم الأربع فى الكنيسة وبيعتبروا ان كلام البابا غلط.. فالمسيحيين مش بيروحوا يحضروا صلاة الجمعة فى المسجد وبيعتبروا ان كلام عم الشيخ غلط.
وصلت؟ لأ لسه.. طيب أوضح أكتر
اللى عايز اقوله ان عوام المسيحيين لا ذنب لهم فى إن ديانتهم اتحرفت واتملت بأفعال احبار اليهود وكونهم رافضين الغسلام ومتشبثين بالمسيحية فدا طبيعى زى ما احنا كمسلمين رافضين أى متنبى يأتى بعد خاتم الرسل-صلى الله عليه وسلم- ومتمسكين بديننا..
وعلى كدا فعوام المسيحيين-فى رايى- يعبدوا الله كما عرفوه.. ومش ذنبهم ان حد من كام ميت سنة أدخل نصوص على ديانتهم وابتدع نظام كنسى قوى زى الرهبانية عشان يسيطر بيها على المجتمع الكنسى.. فى رأيى ان من يستحق اللوم أو بالأحرى من يستحق التكفير والكره هو من بدل كلام الله من قديم الأزل ليضل به الأجيال القادمة أو من يعلم فى عصرنا هذا ان ديانته محرفة ويتبعها.
وعليه انا لا أرى ان كرهى للمسيحى جزء من عقيدتى.. لأنه وان كان بيعبد بشكل خاطىء فهو على الأرجح مضلل.

ثالثا.. عدم جواز مشاركة المسيحيين احتفالاتهم او تهنئتهم فيها..
والمبررات هنا كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ان المشاركة او التهنئة تعتبر اقرار بالمناسبات دى واعتراف بصحتها وان المشاركة تؤدى لزيادة سواد المسيحيين وخلافه..
وفى الواقع انا أفضل أقسمها لنقطتين كل على حدة.. المشاركة والتهنئة
فأما عن المشاركة فأنا فى الواقع محتار لأنى لا أقبل ان اشارك فى احتفال يمجد فيه غير الله حتى مع انكارى لهذا.. ولكن قد تقتضى الظروف المشاركة احيانا مثلما تقتضى الظروف فى مصر أن يشارك وفد من المؤسسة الرسمية للدولة(الأزهر) فى احتفالات المسيحيين.. فى رأيى الأفضل ان يقتصر المشاركة على هذا المستوى.. أو على الأقل انا لا أرغب فى التواجد فى احتفال يمجد فيه غير الله وحسبى قرارى لنفسى.
وأما عن التهنئة فأنا شخصيا لا أرى فيها شىء طالما انها من باب "استوصوا بقبط مصر خيرا" وطالما انها من باب حسن الجوار وطالما انها من باب رد الجميل وطالما انها من أى باب فيه رفق ولين بالبشر وليس من باب الإقرار بالمناسبة او بما تعنيه لهم.

كدا انا خلصت اللى عايز أقوله.. انا والله مش عارف الكلام اللى كتبته دا شرعا صح ولا خطأ.. وعارف ان لو أى حد سلفى قرا الكلام دا هينشر اعلان على موقع انا السلفى بصورتى ومكتوب تحتها مطلوب حيا او ميتا.. وعارف ان لو قراها واحد مش سلفى قد يتفق أو يختلف معايا.. لكن كل دا مش مهم.. انا مش بكتب كدا عشان ارضى المسيحى او اغضب السلفى.. انا كتبت الكلام دا لأن دا اللى انا مؤمن بيه فعلا واللى لما ربنا يسالنى يوم القيامة انت ليه هنيت بيتر فى عيده هقوله يا رب للأسباب دى وانت تعلم انى ارفض وابرأ اليك مما يؤمن به.

والله من وراء القصد
والله الموفق

هناك 4 تعليقات:

eslam يقول...

دار الإفتاء: تهنئة المسيحيين بأعيادهم سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم
http://www.arabnet5.com/news.asp?c=2&id=124222

eslam يقول...

فتوي جبهة علماء الازهر في مسألة تهنئة غير المسلمين باعيادهم - مهمة جدا
http://www.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Fwww.hurras.org%2Fvb%2Fshowthread.php%3F31686-%25DD%25CA%25E6%25ED-%25CC%25C8%25E5%25C9-%25DA%25E1%25E3%25C7%25C1-%25C7%25E1%25C7%25D2%25E5%25D1-%25DD%25ED-%25E3%25D3%25C3%25E1%25C9-%25CA%25E5%25E4%25C6%25C9-%25DB%25ED%25D1-%25C7%25E1%25E3%25D3%25E1%25E3%25ED%25E4-%25C8%25C7%25DA%25ED%25C7%25CF%25E5%25E3-%25E3%25E5%25E3%25C9-%25CC%25CF%25C7&h=8AQHVJv4qAQHIiuZuQDKj_y5EqoiP7LtetrsFfdSph0heKQ&enc=AZOIDFVLIc2p3uEvsG0qxkZcNKHM55I5w9cUPj8mOxoED_pEQ2E6WU0AUulb8R-7mIqlaJ8Xw_JOoO8ro--m1dyk4TRNS6T0S73DmdTrURkGe-GyVqdpGS2jS9E6ROJclXs

Unknown يقول...

الله عليك وهل بعد اللى قولته هاقول كلام تانى بس عاوزة أوضح حاجة صغيرة قوى عامة يعنى سيدنا عمرو بن العاص لما دخل مصر شاف احتفالات كثير للمصريين لا قال بلاش نحتفل ولا قال امنعوا حفلاتهم ولا قال محدش يهنى المصريين فقط فى موضوع القاء عروس النيل وعارفين القصة المشهورة لان فيها روح ويتم اغتيالها
حاجة تانية برضه تخيلوا سيدنا محمد قرر صيام يوم عاشوراء اللى بيصومه اليهود والاحتفال به لانه سنة عن سيدنا موسى تفتكروا بقى مثلا عيد ميلاد المسيح لا يستحق الاحتفال به

eslam يقول...

thank you for passing by :)

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors