بسم الله الرحمن الرحيم
"البراءة للجميع".. دا كان التعليق اللى تناقله الشباب على الانترنت بخصوص محاكمات 5 يوليو 2011 اللى طالت اربعة من رموز النظام السابق وهم يوسف بطرس غالى وأنس الفقى وأحمد المغربى و أسامة الشيخ.. ودا كان بعد ما الأربعة أخدوا براءة فى بعض القضايا المتهمين فيها..
بعد صدور الحكم.. الدنيا ولعت.. بمعنى كلمة ولعت ودا طبيعى.. وبدأت الاتهامات تنهال على جميع أركان الحكم فى الدولة بدءا من ااسلطة الحاكمة المتمثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة د. عصام شرف وبالطبع.. هيئة القضاء..
وبدأ الناس يتكلموا على ان كدا خلاص الموضوع بقى واضح وان المحاكمات كلها هتتم بنفس الطريقة وان احنا فى انتظار خبر براءة مبارك وابنه..
فى الواقع انا شخصيا محتار جدا.. ويمكن حتى الآن مش عارف آخد قرار أو أبنى راى قاطع.. وبما ان رأيى ما زال غير جاهز فانا هعرض الأفكار اللى عندى فى هيئة نقاط..
- نظرتى بشكل عام للقضاء المصرى انه من الأجهزة اللى نسبة الصلاح فيها أكتر من نسبة الفساد وان- فى رأيى- يمكن الثقة فى المؤسسة القضائية بشكل كبير.
- فيما يتعلق بقضايا الفساد المالى على وجه الأخص.. أعتقد من وجهة نظرى المحدودة ان الأحكام فيها بشكل كبير مش هتكون مرضية لأن اثبات التهم فى القضايا اللى من النوع دا بيكون مش سهل والناس دى بتعرف تخبى وراها كويس وبالتالى هيكون صعب اثبات التهم
- القانون المصرى سابقا والنابع من دستور مبارك كان ملىء بالفساد وملىء بالقوانين اللى تسهل عملية السرقة من المال العام.. دا معناه ان كتير من الفلوس اللى اما مسروقة او مهدرة هتكون اتسرقت او اهدرت بقوة القانون نفسه وهنا القاضى مش هيقدر يحكم على المتهم لأنه ما خالفش القانون
- عشان كل اللى فات دا فأنا كنت متوقع ان فى المحاكمات هيطلع أحكام ما تعجبناش وفى ناس كتير احنا موقنين من تورطها هتخرج براءة.. ودا مش عيب فى القضاء ولكن عيب فى القانون اللى القاضى بيشتغل بيه.. وطبعا مش كل القضاة كويسين لأن القضاء زيه زى أى مؤسسة فيها الفاسد والصالح.. لكن حاليا لو احنا اعترضنا على القضاء كمان يبقى ما فاضلش فى الدولة اى مؤسسة بنثق فيها ويكون الحل....... ؟؟؟؟؟؟ ما اعرفش بصراحة يكون الحل ايه
- رغم انى كنت متوقع بعض البراءات لكن بصراحة انا نوعا ما اتفاجأت لدرجة الصدمة من محاكمات 4 يوليو لأن مرة واحدة كدا اربعة ياخدوا براءة.. وفى وقت زى دا قبل ايام من جمعة 8 يوليو.. دى كانت حاجة مربكة بالنسبالى وانا اعترف انى يمكن حتى لحظة كتابة المقال مش عارف ابنى رؤية واضح.
- فى رأيى ان السبب الفعلى للغضب العارم من القرار دا وغيره من قرارات المحكمة فى القضايا الأخرى زى التاجيل والاخلاء على ذمة القضية.. السبب فى جا راجع لأن الأحكام بتكون بالفعل صدرت فى الشارع من قبل بدأ المحاكمة نفسها.. الناس وعلى الأخص الشباب متوقعين.. او خلينى اقول منتظرين ان اى حد من رموز النظام السابق طالما كان مسؤل يبقى لازم يحاكم ويعدم على طريقة عادل امام فى مسرحية الزعيم.. وبالتالى اذا كان قرار المحكمة ايا كان مخالف لتوقعات الناس بيكون الغضب هو رد الفعل الطبيعى..
طيب ايه العمل؟
- فى رأيى ما ينفعش بأى حال من الأحوال التشكيك فى القضاء حاليا او الهجوم الحاد عليه عشان ما يزيدش الضغط على القاضى لأننا-وأقصد العقلاء من أبناء الشعب- لا نرضى أبدا بحكم ظالم حتى لو كان ساعة واحدة عقوبة زيادة لمتهم مذنب.. احنا عايزين نوصل للعدالة اينما كانت
- فى رأيى ما ينفعش نحكم على أداء القضاء قبل نهاية المحاكمات تماما.. بمعنى ان القضاء مش هنقدر نقيم آداءه دلوقت.. احنا محتاجين بس لشوية صبر ودا مش حاجة سهلة ابدا ومحتاجة مجهود كبير عشان تفضل مسيطر على نفسك وسط كل اللى بيجرا دا.
- اتمنى اننا ما ننساقش ورا اى شائعة تطلع واننا ما نتفاعلش مع اى خبر غير بعد التيقن التام من صحته لأن الفترة دى فيها ما يكفى من الحقائق الملتهبة ومش محتاجة أبدا أى اشاعات اكتر عشان تولع.. وخصوصا ان كتير من الشباب اللى بينقلوا الأخبار دول لسه ما اتعلموش سياسة ومعظمهم بدأ الاهتمام بالسياسة بعد الثورة وبالتالى ما ينفعش ابدا ان الناس القديمة تنساق وراهم بدون وعى كافى.
فيما يتعلق بيا انا..
- حتى الآن ما زلت واثق بشكل كبير جدا فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وواثق فى نواياة.. المجلس الأعلى غير ثورى بطبيعة انتمائه لمؤسسة منضبطة لكن انا ما بشكش أبدا انهم بيعملوا من أجل صالح مصر.
- كمان انا بثق جدا فى النائب العام المحترم المستشار عبد المجيد محمود واتمنى انه يستمر فى منصبه وثقتى دى جاية من مواقفه الايجابية الكتيرة جدا قبل الثورة وبخصوص القضايا اللى عليها كلام فالعمل تحت مظلة النظام السابق يضع دائما سقف لأى شخص مهما كانت نزاهته.
- حكومة شرف حكومة انتحارية بكل ما تعنيه الكلمة.. فهى بتشتغل باخلاص وبجهد حقيقى عشان تزرع ثمار تجنيها الحكومات القادمة.. وكل نصيب حكومة شرف هو تلقى اللعنات فى الوقت الحالى. كان الله لهم عونا
- انا راضى بشكل كبير جدا عن اداء وزارة الداخلية حاليا واشعر بحق انه فى تغير مقبول على "السياسة" العامة للجهاز تختلف طبعا عن الوضع قبل ثورة يناير.. فى رأيى ان قبل الثورة كان "منهج" الوزارة هو تعمد اذلال المواطنين واهانتهم والتعدى عليهم بكافة الأشكال. اما الآن فكبار الظباط بالوزارة والقيادات تحاول بالفعل تغيير سياسة التعامل الرسمية والأمن بالفعل بدأ فى العودة للشارع بشكل ملحوظ جدا وان كان غير مكتمل تماما وهذا طبيعى جدا.. وبخصوص التجاوزات التى حدثت بعد الثورة فى رايى هى ليست أكثر من مجرد تصرفات فردية تعبر عن مرتبدكبها ولا تعبر عن سياسة الجهاز الحالية وهذا طبيعى جدا لأن تغيير سلوكيات الظباط سيستغرق وقت ليس بالقصير.. ويحتاج منا الصبر والتجعيم والمحاسبة بالقانون وليس بالاعلام.
- انا كنت قبل ايام رافض لاعتصام 8يوليو.. وما زلت حتى الآن رافض لأى اعتصام.. لكن حاليا انا أؤيد.. او على الأقل غير رافض لـ "مظاهرات" 8 يوليو وخصوصا فى ضوء تعديل المطالب الى المطالب التوافقية واقصاء المطالب الخلافية والالتزام بالتظاهر وليس الاعتصام
كفاية كدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق