الاثنين، 30 مايو 2011

مدنية أم إسلامية



وأخيرا ربنا كرمنا والغمة انزاحت.. واتحقق المستحيل وعشنا وشوفنا اليوم اللى مبارك فيه مش رئيس.. وده فى حد ذاته اثبات ان زمن المعجزات لسه ما انتهاش.. 
من نهاية الثورة لحد دلوقتى شفنا ألفات من المحللين السياسيين على اعتبار ان كل من عنده بدله ومعاه رقم ماسبيرو بقى محلل.. وسمعنا آلاف النظريات السياسية المتفقة والمتناقضة على طريقة ان أى حد بيقول أى حاجة تعتبر نظرية.
وفضلنا فترات طويلة ما زالت مستمرة حتى الآن نسمع حلقات نقاش عن شكل الدولة الجديدة.. وهل هتكون مدنية.. ولا اسلامية.. ولا دينية.. ولا كرمباوية(نسبة الى الكرمب مش كرومبو).

البرامج الحوارية على اختلافها تفننت فى استضافة العديد من الشخصيات منها اللى كان ليه باع طويل فى السياسة ومنها اللى يعتبر وجه جديد.. واتعملت مناقشات كتيرة بينهم منها اللى كان يستحق يتسمع ومنها اللى يا دوب يتشد عليه السيفون.

أعتى النقاشات كانت هى اللى بتدور بين من يتحدثون باسم الجماعات الإسلامية والليبراليين.. وانا اتفرجت على نقاشات كتير وخرجت بشوية نقاط...
من يتحدثون باسم الجماعات الاسلامية يفترضون انهم هم المسلمون الوحيدون فى الكوكب وان من دونهم هو اما ليبرالى كافر أو علمانى كافر او ابن **** كافر برده.. ودا وان يمكن ما بيصرحوش بيه علنا الا انه يتضح فى طيات حديثهم.
من يتحدثون باسم الجماعات الإسلامية تظهر فى كلامهم لهجة "كسكسة".. والكسكسة لمن لا يعرفها هى ما يعرف بـ "جاب ورا".. ودى ممكن تفهمها لما تشوف العربجى بيقول للحمار "كسكس" عشان يرجع لورا..
الكسكسة دى باينة فى ان المتحدثين باسم الجماعات الاسلامية سواء أكانت اخوانية أو سلفية-عشنا وشفنا السلفيين بيشتغلوا سياسة.. أستغر الله- ما بيتكلموش عن اقامة دولة اسلامية وانما بيتكلموا عن اقامة دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية.. طبعا دا يخص المعتدلين منهم.

اما المتشددين فتفهم من كلامهم بحثهم عن دولة دينية أكتر منها اسلامية.. دولة يحكمونها هم باسم الاله وتكون لهم الكلمة العليا فيها انطلاقا من مبدأ انهم هم الوحيدون أصحاب علوم الدين.. فى حين انهم يبعدون عن الدين نفس المسافة اللتى يبعدها العلمانى الغارق فى الدنيوية.

من يتحدثون باسم الليبراليين منهم من يتحدث عن مبادىء منطقية وبديهية مثل الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة واحترام حقوق الأقليات والمساواة أما القانون ويقرون بأن مبادىء الشريعة لا غنى عنها للتشريع.. وهؤلاء هم المعتدلون.
ومنهم من يتحدث عن فصل تام بين الدين والدولة قائلين ان الدين مكانه فى القلب والمسجد والكنيسة وليس له دخل بالسياسة.. أمثال ضعيف العقل مجدى الجلاد-الجدع دا غبى غباء فاحش-.
---------------------------------------------------------------------
بعد بقى ما دماغى صدعت من الحوارات دى.. وما لقيتش فى كلام الطرفين ما اتفق مع 100% منه.. وانطلاقا من انى مسلم فخور بدينى وبحبه ومقتنع تماما ان كل ما جاء به الإسلام هو فــــــقـــــــــــط السبيل الوحيد لصلاح الكون.. قولت طيب وليه ما تبقاش إسلامية؟
طبعا هتقولوا الجدع دا بيقول ايه؟؟؟
اسلامية؟؟ يعنى ايه؟؟
يعنى يبقى الحجاب اجبارى؟؟ والمسيحين ما يشربوش خمرة؟؟ المسيحيين يدفعوا الجزية؟؟ ونمشى فى الشارع بجلاليب وشبشب؟؟
الجدع دا اتهبل.. عليه العوض ومنه العوض.
قبل ما الضرب يبدأ.. خلونا نشوف البحث وصلنى لايه...

انا فكرت ايه اللى مخلى الناس خايفة من الحكم الإسلامى؟
قلت أول حاجة الليبراليين بيتكلموا عنها هى حقوق الغير مسلمين على أرض الإسلام.. مش هياخدوا حريتهم لو الإسلام اتطبق.. فدورت عن حقوق أهل الذمة فى الإسلام.. وهعرضها عليكم بابجاز فى التفاصيل من دراسة للأستاذ الدكتور/ حسين حامد حسان.. ولكن قبلها أبدأ بتعريف بسيط لأهل الذمة فى الإسلام:
الذمة هي العهد والأمان ، وأهل الذمة هم غير المسلمين الذي يعيشون في كنف الدولة الإسلامية على أن يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ، فتبذل لهم الحماية من الاعتداء الخارجي ، والمنع من الظلم الداخل ي ، مقابل مبلغ من المال لا يفرض إلا على القادر منهم ، ولهم على ذلك ذمة الله ورسوله .

حقوق أهل الذمة فى الإسلام:
1. الحماية من الإعتداء الخارجى: لأهل الذمة فى الإسلام الحق فى الحماية من الاعتداء الخارجى بما تحمى به دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم و سائر مقدساتهم. وعلى الأمة ان تبذل أموالها ودمائها فى بيل الدفاع عنهم ضد الإعتداء لخارجى كما تبذلها فى حماية دماء أبنائها ولهم على ذلك الذمة والميثاق.

2. الحماية من الظلم الداخلى: فمن أرادهم من داخل المجتمع الإسلامى بظلم تصدت له الدولة الإسلامية بشوكتها وضربت على يده ومنعته من ذلك مهما كانت سطوة المعتدى وأيا كان موقعه فى الدولة الإسلامية.

3. حرمة أموالهم وأعراضهم: فالذمة كالإسلام فى تحريم الأموال والأعراض
((يقول القرافي رحمه الله : (( إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقا علينا ، لأنهم في جوارنا وفي حمايتنا وذمتنا وذمة الله تعالى وذمة رسول الله وذمة الإسلام فمن اعتدى عليهم -ولو بكلمة سوء أو غيبة- فقد ضيع ذمة الله تعالى وذمة رسوله وذمة دين الإسلام.

4. تركهم وما يدينون: فلأهل الذمة فى كنف الدولة الإسلامية الحق فى التدين بما يشاؤن فكل ما اعتقدوا حله في دينهم مما لا أذى للمسلمين فيه من الكفر وشرب الخمر ونكاح المحارم ونحوه لا يجوز لأحد التعرض لهم فيه.

5. حرية العمل والكسب: وكما كفل الإسلام لأهل ذمته الحق في التدين بما يشاءو ن ، وأمنهم على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم فقد أعطاهم كذلك الحق في العمل والتكسب كما يشاءون، فالذميون في المعاملات وا لتجارات وسائر التصرفات كالمسلمين ، فكل ما جاز لنا من البياعات جاز لهم مسئله ، بل لا نبعد النجعة إن قلنا إنه أعطاهم في هذا المقام ما لم يعط نظيره للمسلمين ، فقد منع المسلم من التجارة في الخمر والخترير وأقرهم على ذلك ، بل ضمن لهم ما يتلف من خمرهم وختريرهم إذ ا اعتدى عليه مسلم في أظهر أقوال أهل العلم.

6. المساواة فى المعاملات المالية.

7. حرية التنقل والإقامة داخل بلاد الإسلام: فلم يضع أحد من أهل العلم قيدا على حرية الذميين في التنقل والإقامة حيث شاءوا في بلاد الإسلام سوى بلاد الحجاز والحرم.

8. الكفاية والعدالة لأهل الذمة فى الدولة الإسلامية: روى أبو داود بسنده أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: " ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أوكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة"

9. المعاملات اليومية: تحدث الفقهاء عن رد تحيتهم بمثلها أو بأحسن منها، وعن عيادة مرضاهم، وعن تعزيتهم بموتاهم، وعن قبول هداياهم، وغير ذلك من صور البر بهم والإقساط إليهم.

اذا.. فهذى هى حقوق غير المسلمين من أهل الذمة فى الإسلام.. ولا أعتقد ان ذميا قد يرفضها أبدا ففيها كل ما يطلب وكل ما يكفل له تمام حريه فى العقيدة والإعتقاد وممارسة حياته بشكل أكثر من طبيعى.
---------------------------------------------------------------------

اما عن باقى نقاط الانتقاد التى قد توجه لمن ينادى بدولة اسلامية حقيقية كما أرادها الله وليس كما أرادها هواه.. نجد ان فى القرآن آية كريمة قمة فى الروعة والجمال تكفى للرد على جميع الأسألة والتخوفات وتعطى الأمان للجميع.. "مسلمين" و غير مسلمين.. يقول جل وعلا فى كتابه الكريم: "لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى".
وهذه الآية تنقذنا من لغط وخلافات وهمية كثيرة.. فليس معنى اقامة الدولة الإسلامية ان تتحجب النساء بالاكراه(فلا اكراه فى الدين).. وليس معناها ان نرتدى جلاليب وشباشب (فلا اكراه فى الدين)..
لــاــ إكــراه فــى الـديـــــــن

وهنا يجب أن نتوقف عند عدة أسألة هامة..
· اذا كانت هذه حقيقة الإسلام.. فلماذ يرفض حكمه عوام المسلمون وغير المسلمين؟
فى رأيى ان لهذا عدة أسباب رئيسية يمكن تلخيصها فيما يلى:
بعد المسلمين عن الإسلام وعدم معرفتهم بحقيقة دينهم مما يتسبب فى خوفهم من تطبيق شرائعه.. فالإنسان جبل على الخوف من المجهول.
الحرب العنيفة على الإسلام من أعداءه والتى عمدت الى تشويه صورة الإسلام السمحة فى عيون الغير مسلمين والمسلمين أيضا بالطرق المختلفة ابتداءا بالتشويه السافر والهجوم العلنى واما من خلال تغذية المتطرفين باسم الإسلام والذين تبرأ الإسلام من تطرفهم ومن اثمهم.

· اذا لماذا لا يطالب من يتحدث باسم الإسلام بتطبيق الشريعة الإسلامية كاملة اللآن؟
للاجابة على هذا السؤال ينبغى التفرقة بين نوايا من يتحدث باسم الإسلام.. فمنها الخبيث ومنها الطيب.. وبما اننا لسنا فى حل من الحكم على نية الآخرين.. فدعونا نحلل موقف أصحاب النفوس السليمة والنوايا الطيبة..
ففى رأيى ان من يريد لحكم الإسلام أن يعود حقا.. فهو بدون شك يدرك استحالة تطبيقه الآن.. فتطبيق الإسلام فى الحكم لا يأتى الا بعد دخوله الى النفوس.. فمع الأسف قد بعدنا كثيرا عن هذا الدين الحنيف حتى صار كثيرا منا مسلم فى البطاقة فقط.. ومسلم البطاقة لن ينادى أبدا بتطبيق حكم الإسلام.. فقلبه مشغول بما هو دونه.
أعتقد ان ذلك الذى ينادىبتطبيق شرع الله حقا. يدرك اننا كما بعدن عن الإسلام تدريجيا.. لا بد وأن نعود له تدريجيا قبل ان نطالب بتطبيق حكم الله.. ولنأخذ مثالا لذلك..
لنفترض ان حكم الله هو شقة فى الدور الأول.. وأن السلم المؤدى اليها هو الدين الإسلامى.. وأن سكان هذه الشقة هم المسلمون...
اذا خرج شخص من الشقة. فهو مثل من يرفض تطبيق حكم الله.. فاذا تحرك الشخص نازلا السلم.. فهو كمن يبتعد عن الإسلام خطوة خطوة.. وبذلك يبتعد عن حكم الله أضا.. فاذا اراد العودة لتطبيق حكم الله(الشقة) فعليه صعود السلم مرة ثانية خطوة خطوة حتى يصل الى مرحلة تطبيق حكم الله..
فكذلك حال المسلمين اليوم.. لن نطالب بتطبيق شرع الله فى أرضه حتى تتشرب قلوبنا ونفوسنا بالإسلام..
و أعتقد ان من يطالب بتطبيق حكم الله حقا واقامة الدولة الإسلامية كما أرادها رب الكون.. انما يدرك هذه الحقيقة.

أذكر فى حديث لى مع أحد أعز أصدقائى ورئيس مصر يوما ما-ان شاءالله- اننا كنا نتناقش فى هذه المسألة.. وقلت له.. انى أول من يريد ويتمنى أن يرى شريعة الله تطبق والدولة الإسلامية التى أقامها أشرف خلق الله تعود مرة ثانية.. وقلت له فى النقاش اقتناعى بنظرية تدرج العودة للإيمان.. وعلى ذلك فلا يمكن اقامة هذه الدولة الآن أو حتى المناداة بها فى هذا الوقت.. ولكن يجب البدأ فى التحضير لها بنشر صحيح الدين بين المسلمين حتى نصل لمرحلة أن يطالب عوام الناس بتطبيق حكم الله.. فيمن الله علينا بتطبيق حكمه واقامة دولة الإسلام.

ولذلك فأنا أميل فى هذه الفترة الى من ينادون بالدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية.. فهى تأخذ كثيرا من فكر الإسلام على ما بها من اعوجاج وكلنها فى رأيى الأمثل والأصوب فى الفترة الحالية.. وكلى أمل فى ازدياد نشاط الدعاة الى الله.. ولا أقصد فئة بعينها وانما أقصد كل من يدعون الى الله ان ينشطوا ويهديهم الله الى نشر صحيح الدين بين الناس حتى نسعد جميعا بالوصول الى "حلم" تطبيق دولة الإسلام فى الأرض.

والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
---------------------------------------------------------------------

لمزيد من التفاصيل عن حقوق أهل الذمة ى الإسلام.


ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors