الجمعة، 12 أغسطس 2011

الشرك بالوطن... والكفر بالثورة




انهارده كان فى هاش تاج على تويتر فاجأنى بصراحة واتبسطت منه الى حد كبير.. كان اسمه #Ghaltetna.. انا للامانة ما استعرضتوش بس اصحابى كانوا بيرتوتوا منه تويتات كتيرة فشوفت كمية مش بطالة من التويتات اللى اتكتبت وللامانة أعجبت جدا بتويتات محمد دياب اللى لو ما كانش محمد دياب كان زمانه خسر الفولورز بتوعه بسببها.
التويتات كانت بتبين منحنى جديد فى تفكير أهل تويتر باعتبارهم رقم فاعل فى المعادلة فى المرحلة الحالية واتضح منه انهم بدأوا فعلا يحسوا بأخطائهم الواضحة واللى تجاهلوها لفترة طويلة فى نشوة الثورة والفرح بالقدرة على التعبير عن الراى السلمى والعنيف.
واتبسطت كمان من حاجة تانية متعلقة بيا انا لا مجال لذكرها هنا.

الهاش تاج دا فكرنى بتدوينة كانت فى دماغى من فترة طويلة وكنت عايز أكتب عنها بس مكانش فى وقت للأسف.
كنت عايز أتكلم عن نقطتين مرتبطين ببعض على طريقة المقدمات والتوالى..
فاما المقدمة فهى الشرك بالوطن وأما التوالى فكانت الكفر بالثورة.

اللى مراقب أداء الشباب فى فترة ما بعد الثورة على مدار الشهور السبعة الماضية هيلاحظ الحماس الكبير والرغبة المشتعلة فى الانطلاق بأقصى سرعة وعدم التوقف أو التأخر للحظة.. ولكن المتامل فى المشهد هيلاقى ان الشباب كانوا بيتحركوا وهما مش دايما عارفين هما بيتحركوا لفين ورايحين على فين.. فى ظل زخم الثورة ونشوة الانجاز الكبير اللى اتحقق فى 25 يناير بقى الشباب عايز ينزل الشارع كل يوم وكل لحظة.. مش مهم ينزل ليه لكن المهم انه ينزل.. ودا سلوك متوقع بعد فترة الكبت الطويلة دى.
المراقب المتأمل فى تحركات الشباب هيلاقى ان بد فترة وجيزة من الثورة بدأ يظهر عليها تغير كبير وجذرى. وهو ان اخلاص الشباب وانتمائهم تحول من الاخلاص للوطن الى الاخلاص للثورة.
هيجى حد يقولى-واتقالى فعلا كدة- طيب ما هو الاخلاص للثورة فى صالح الوطن واستكمال مصالح الثورة هو اللى فيه تحقيق الخير لمصر.
وهنا الرد الوطن والثورة مش شىء واحد ولا يمكن ان يمون شىء واحد ابدا..
الثورة شىء حدث مؤقت والطن حقيقة دائمة ما شاءالله لها ان تدوم.
الثورة "مطالبة" بحقوق مسلوبة و الوطن هو مكان يجب ان تحترم فيه الحقوق وتؤدى لأصاحبها.
الثورة يحتاج اشعالها الى "غضب" و الوطن يحتاج بناءه الى "عقل".
الفروق بين الثورة والوطن لا تعد ولا تحصى.. عشان كدا ما يصلح للثورة قد لايصلح بالضرورة للوطن..
عشان كدا تحول ولاءنا من الوطن للثورة لازم ياتى بنتايج سلبية على "الوطن والثورة" ودا اللى هنشوفه فى الشق التانى من التدوينة.
ويمكن المشهد الخاص بتقبل الشباب لرسومات رسام الكاريكاتير البرازيلى كارلوس لاتوف واللى معظمها فيه تعمد واضح لإهانة الجيش اللى هو شئنا أم أبينا رمز مصرى يجب على كل مصرى حقيقى أن يفتخر به ويدعمه ويزود عنه.. وكمان الأمر ما توقفش عند هنا لا دا فى أحد رسوماته وضع كلمة #JAN25 على الجزمة.. ومع ذلك الشباب احتفوا بالصورة ودا بيأكد كلامى ان تحول الإخلاص من الوطن الى الثورة بيعود بنتائج سلبية على كلا من الوطن والثورة.

قبل ما انقل على الشق التانى خلونا نفتكر ان الثورة دى ما قامتش عشان مبارك يتحاكم على التليفزيون ولا عشان الليبراليين يحطوا الدستور ولا عشان المنتسبين للإسلام يوصلوا للحكم.. الثورة دى قامت عشان الراجل اللى د. البرادعى قالنا عليه عنده 70 سنة وبينزل الجبل يجيب المياة اللى بيشربها يلاقى بعد كدا مياة فى بيته ويعيش عيشة تليق بسنه وآدميته.. خلينا فاكرين الكلمتين دول بس.

اللى بيحتك مننا بالناس العادية فى حياته اليومية بمختلف طوائفهم وايديولجياتهم ومستواهم الاجتماعى هيقدر بدون شك يعرف رأى المواطن العادى(ولا أقصد الفقير فقط) فى الثورة..
انا كنت فى مرة راكب ميكروباص من أكتوبر للتحرير بعد امتحانات التيرم التانى وكان وقتها فى اعتصام هناك والميدان مقفول.. الحوار اللى كان جوا الميكروباص كان كالآتى:
السواق: ربنا يحرقها الثورة دى واقفة حالنا وقاطعة عيشنا.
راكب: ما شفناش منها خير.
راكب 2: هيفضلوا وقفين حالنا كتير كدا؟
راكب 3: هما اللى هناك دول عايزين ايه؟؟.. حطوا دى بين قوسين لأننا بنسمع دايما هتاف الشعب يريد فى حين ان الشعب واضح انه ما عندوش فكرة عن ماذا يريد.
راكبب 4: والله أيام مبارك كانت أحسن.

دى مجرد صورة مصغرة لحال قطاع كبير من الشعب المصرى أهل النت بيتعامل معاه باستحقار وبيسموه الأغلبية الصامتة-اللى بالمناسبة ما هياش صامتة بس هما بيبانوا فى الجد.. نزلوا فى الثورة.. وشاركوا فى الاستفتاء وهنشوفهم فى الانتخابات.. يبقوا مش صامتين لكن بينتقوا وقت كلامهم ودا عين العقل-.. الصورة دى تمثل الشق التانى من المقال وهو: "الكفر بالثورة".. الناس فعلا كفرت بالثورة لما شافوا الاخوة اللى بيطلقوا على انفسهم ثوار أشركوا بالوطن.
ممكن جدا يجى حد يقولى بس دول 14 راكب ما يعبروش عن الشعب كله.. هقولك ماشى تعالى نشوف المواقف اللى تعبر عن الشعب كله:
..المليونيات اللى اتعملت كان بيشارك فى معظمها ملايين.. يبقى اذا الشعب مع "التظاهر" لتحقيق مطالب الثورة.
..اعتصام 8 يوليو كان قايم على 3000-5000 شخص وكلهم تقريبا من أهل تويتر.. يبقى اذا الشعب يرفض "الاعتصام" حتى لو من اجل تحقيق مطالب الثورة.
..اهالى العباسية دافعوا عن مقر القوات المسلحة ومنعوا المهاجمين من التعرض للمبنى.. يبقى اذا الشعب "يرفض" المساس بالقوات المسلحة(بما فيها المجلس العسكرى عشان الناس اللى بتحب تفرق بين الجيش والمجلس)
..اهالى التحرير ساعدوا الجيش فى فض الاعتصام الأخير وهو فى رايى أكبر ناقوص خطر يدق للأخوة اللى بيسموا نفسهم ثوار.. فقد ضاق بهم "الشعب" ذرعا وأصبح الواقع بيقول: "الشعب يريد.. اخلاء الميدان"

اللى ما اقتنعش بالصورة الأولى اللى عرضتها لازم يلتفت للصورة التانية والا ما يلومش غير نفسه لما يكتشف ان الشعب فى الانتخابات اختار من استطاع ان يفرض نفسه على الساحة فعلا باساليب شريفة كانت او ملتوية.
والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors