الأحد، 28 فبراير 2010

مليش دعوة.. أنا عايز بطاقتىىىىىىىىىى

- طلعت البطاقة الإنتخابية؟
- لأ
- ليه كده؟
- مكانش فى وقت عشان الإمتحانات, انا لسه راجع رشيد من يومين وكان وقت الإصدار انتهى.
- طيب.. فاكر من خمس سنين أيام انتخابات الرئاسة؟ لما كنت زعلان أوى عشان مبارك كسب تانى واتفقنا وقتها اننا نطلع كلنا البطاقات الانتخابية لما نوصل للسن ونشارك فى الانتخابات اللى تتم؟
- آه طبعا فاكر
- طيب احنا طلعنا البطايق بتاعتنا.. شوف انت عايز تختار مين فى الانتخابات الجاية واحنا هننتخبه بدالك لغاية ما تطلع بطاقتك.
- ...........




ده كان نص الحوار اللى دار بينى وبين واحدة من أعز وأقرب صديقاتى على الإطلاق من حوالى ثلاثة أسابيع (وقت كتابة هذه السطور) و وقتها رجعت بالذاكرة لورا شوية.. لأيام مهزلة الإنتخابات الرئاسية فى مصر 2005.. وقتها كان عندنا حوالى 15 سنة ومكناش لسه فى النضج ده ولا السياسة بتشغل معظمنا أساسا.. بس وقتها أصحابى اتدايقوا لما شافونى متدايق جدا من المسخرة اللى حصلت وقتها.. مكانش الموضوع يفرق مع معظمهم أوى.. بس مجاملة ليا اتفقوا معايا اننا كلنا نطلع البطايق الانتخابية لما نوصل للسن ونشارك فى الانتخابات حتى لو احنا عارفين ان مفيش حد محترم بيتسمح له يتشرح وحتى لو احنا عارفين ان مفيش انتخابات اساسا فى مصر والحكاية كلها طبق بامية وبيتطبخ كل مرة بنكهة مختلفة..

ومرت الايام والسنين وانا وأصحابى اتفرقنا واتشحورنا فى جامعات المحروسة ما بين سلاخانات الكليات العلمية وطناش الكليات الأدبية (مش قصدى والله أبدا التقليل من الكليات النظرية خالص).. وبعدت بينا الأيام والسنين وبقينا بنتقابل بالصدفة لما ربنا يكرم..
لكن بصراحة لما اتقابلنا تانى وعرفت اللى هما عملوه حسيت بفخر جامد بأصحابى وحسيت فى الوقت نفسه بالكسوف الجامد من نفسى.. صحيح أنا مليش ذنب فى الغباوة الحكومية المدروسة بذكاء واللى هدفها انها تحرم الناس من حقهم فى انهم يبقى ليهم حقوقو أساسا بس برده اتكسفت من نفسى.. مش عارف ليه.. يمكن عشان النسوان عملتها وانا ما عرفتش اعملها..

اللى انا مش فاهمه بقى من حكومتنا العبقرية دى.. هما ليه مديقين حكاية استخراج البطاقة الانتخابية؟؟
يعنى هما محددين شهر واحد لاستخراج البطايق مع علمهم(أفترض يعنى ان عندهم فكرة) ان ده موسم الإمتحانات فى معظم المراحل التعليمية فى المحروسة.. أنا مثلا بطاقتى مستخرجة من قسم شرطة سيدى جابر فى الاسكندرية وحاليا بدرس فى مدينة أكتوبر العزيزة.. وعشان أستخرج بطاقتى يبقى لازم أسافر حوالى 460 كم رايح جاى وقت الامتحانات عشان اعمل البطاقة ويا عالم هتخلص فى يوم ولا العبقرية الشديدة بتاعة الحكومة الالكترونية اسما الحجرية أداءا هتأخرنى لمدة شهر على الأقل من تاريخه؟؟

أنا مش فاهم هما ليه بيعملوا كده مع علمهم الشديد ان البتاعة اللى بيقولوا عليها انتخابات دى.. بعد الشر بعد الشر بعد الشر يعنى مش بتحصل عندنا فى مصر لا سمح الله وانما بنستبدلها بتمثيلية سخيفة بتتعمل كده ملهاش لازمة أساسا..
العملية الانتخابية عندنا أولها كفر وآخرها تكفير:
- من البداية الناس المحترمة من الأساس مش مسموحلهم يترشحوا.. لأن عشان تترشح فى دولة بتطبق شعار "أى مواطن له الحق فى الترشح" لازم تاخد مباركة أجهزة التعذيب الموقورة فى مصر.. زى جهاز "فشخ الدولة" مثلا.. والا "فإذنوا بحرب منهم".. هما آه مش هيمنعوك من الترشيح(ده حقك أوعى تنسى) ولكن لو انت مش على هواهم العكر يبقى البس بقى اللى هيجى.. وبرده مش هتكسب على فكرة لأن خبر الموسم فى مصر اننا معندناش حاجة اسمها انتخابات.. احنا بنضحك على العبط اللى زى حضرتك يا سيادة المرشح المحترم.

- تانى حاجة جو الانتخابات عندنا صحى جدا جدا جدا.. خلونا ناخد انتخابات المجالس التشريعية مثلا.. العضو المحترم بتاع الحزب الوثنى الديموقراطى بينزل فى الدايرة ويوزع على الناس قرشين يلم بيهم أصوات.. الصوت بيبدأ من 10 جنيه فى الأرياف ولغاية 100 جنيه فى المناطق الشبه حضرية.. وساعات بيبقى فى سندوتش فلافل مع العشراية..
ولو كانت دايرة بقى فى حتة محترمة زى دواير اسكندرية الكبيرة والقاهرة بيبقى ال 10 وال 100 جمبهم حبة أصفار حلوين.. بس دول مش بيروحوا للناس.. لأ دول بيروحوا للبقر المسؤلين عشان يسلكولهم السكة.. ودى برده حركة مش مفهومة.. أصل من المعروف انه طالما انك من الحزب الوثنى يبقى هتكون كسبان كسبان.. من غير صرف ولا بعذقه.. بس انا اعتقد انهم بيعملوا كده عشان الناس تعرف شكلهم وتتاكد ان المرشحين اللى فى الصور شخصيات حقيقية مش متفبركة هى كمان!!!

- تالت حاجة فى وقت الانتخابات الداخلية مشكورة بتدى أجازة للسادة المسجونين لممارسة حقهم الدستورى وواجبهم الوطنى فى البلطجة على المغفلين اللى مصدقين ان فى انتخابات ورايحين ينتخبوا حد غير أعضاء الوثنى.. والداخلية من الناحية دى بتكون أدت اللى عليها فى توفير جو "صحى" فى الدولة.. لأن اللى يراجع احصائيات وزارة الصحة بعد الانتخابات هيلاقى ارتفاع ملحوظ-غير مبرر طبعا- فى أعداد الاصابات والجروح الواردة للمستشفيات وقت الفيلم الانتخابى السخيف.

- رابع حاجة.. الرئيس مبارك تفضل ورفع عن كاهل القضاة عبء الإشراف على الانتخابات اللى تجرى فى الدولة وخلى الاشراف فى ايد لجان متشكلة من أشرف اعضاء الحزب الوثنى اللى هما انضف واحد فيهم أساسا مشبوه(مش عايز أقول لفظ كده).. وده منطقى جدا لأن الرئيس بيقدر القضاة جدا وواثق فى نزاهتهم(أو خلينا نقول معظمهم) وعارف انهم لو أشرفوا على انتخابات حقيقية فيها مرشحين حقيقين هيلاقى نفسه بعد الانتخابات فى أول طيارة طالعة بره مصر ورايحة اى حتة.

وبعد كل ده ولسه الحكومة العبقرية بتديق على الناس استخراج البطايق الانتخابية.. مع انهم لو لا سمح الله فكروا(ودى أساسا شبهة بعيدة عنهم) هيلاقوا ان وجودها فى ايد الناس فى مصلحة التمثيلية بتاعتهم.. يعنى فى 2005 كان عدد المشاهدين فى فيلم "أنا عايز ابقى الريس" فوق ال 7 مليون بحاجة بسيطة.. يعنى دولة فيها حوالى 80 مليون وقتها اللى أدلى بصوته منهم حوالى 7 مليون بس.. يعنى أقل من 10%.. وده راجع لأسباب كتيرة كلها بتنتهى عند رجل الكبير طبعا.. لكن واحد من الاسباب دى كان ان الناس معندهاش بطايق انتخابية.. يعنى لما يطلعوا النتيجة ان مثلا 40 مليون دلدلوا أصواتهم فى الانتخابات والرئيس مبارك اله وحاكم مملكة مصر العليا والسفلى وما بينهما كسب بنتيجة 99.9% وجارى البحث عن ال 0.1% هيبقى منطقى وأوقع أكتر من انهم يقولوا ان 7 مليون بس هما اللى كسبوا الريس.. بغض النظر عن ان مفيش اساسا انتخابات لكن عشان تبقى التمثيلية أكثر منطقية.. لكن تقول لمين.. الحكومة من ساعة ما قررت انها تبقى الكترونية وهى لغت مركز التفكير اللى مكنش موجود أساسا عندهم.. وده خلى شكلهم بقى زبالة وسط كل الانظمة الفاسدة اللى فى العالم اللى نظامنا بكل فخر يعد أحد روادها.. يعنى المفروض لما يجوا يضحكوا على العالم(مش هقول الشعب عشان ده بره حسابات النظام أصلا) المفروض انهم يضحكوا بذكاء عشان ما تبقاش الضحكة صفرا.. انما احنا ضحكة نظامنا وحكومته سودا من الغباوة اللى بتشر منها

أنا فاكر ان بعد مسخرة انتخابات الرئاسة 2005 بفترة بسيطة كان فى انتخابات تشريعية.. وانا وقتها كنت فى 2 ثانوى وكنت باخد درس كيمياء عند مدرسة تنتمى للإخوان المتأسلمين وفاكر كويس أوى المجهود اللى الأخوان عملوه عشان يطلعوا للناس اللى تبعهم واللى مش تبعهم بطايق انتخابية عشان ينتخبوا المرشحين بتوعهم فى الانتخابات التشريعية..
ورغم اعتراضى التام والمطلق على ما يسمى ب "جماعة الإخوان المسلين" زى ما بيسموا نفسهم أو "الإخوان المتأسلمين" زى ما بسميهم واللى أنا شخصيا شايف انهم ليسوا أكثر من حزب وثنى جديد فى ثوب مختلف وان نظام الإخوان لو لا قدر الله مصر أتوكست بيهم مش هيختلف عن نظام مبارك وأعوانه.. بس الإخوان كسبوا من الخدمة اللى قدموها للشارع بمساعدتهم فى استخراج البطايق الانتخابية واخدوا 88 كرسى فى مجلس الشعب ما عملوش بيهم حاجة لأن مجلس الشعب مغلق للصيانة من أيام "سعد باشا زغلول" ..
يعنى الحكومة المفروض انها تكون فاهمة انها حاطة من الحفر والمطبا ما يكفى لتعطيل الحركة السياسية فى مصر لمدة 7000 سنة كمان.. على ما الرؤيس يكون عمل هرم ليه وهرم لجمال وشال أهرامات الجيزة..

بعد كل الكلام ده.. ليه بقى أنا مصر انه يبقى عندى بطاقة انتخابية؟؟ والله سؤال محترم..
والاجابة يا محترم انى مؤمن بالبلد دى تماما ومؤمن بالشعب المصرى أوى وعارف ان اللى احنا فيه مش هيستمر وعارف ان نظام مبارك زيه زى اى نظام مستبد أو حتى عادل.. مسيره هينتهى.. وأنا أعتقد ان نهايته قربت.. لأن نظام مبارك على كل لاقوة الوهمية اللى هو فيها دى ضعيف.. لأن النظام اللى يقوم أساسا على الحديد والنار بيبقى فاقد للأهلية والصلاحية للإستمرار ولعوامل الاستمرار نفسها..
نظام مبارك بيتجه نحو نحايته وده أنا بشوفه فى عيون الشباب اللى لسه فى منهم عدد محترم ما اتلوثتش أفكاره بسموم الحزب الوثنى اللى بقالها 30 سنة بتسرى فى عروق المجتمع.. وبسمع النهاية دى فى كلام الناس على القهوة لما تشكى من الفقر والغلا والواد اللى مش لاقى شغل والبت اللى مش عارف يجوزها والولية اللى مش لاقى تمن علاجها..
نهاية النظام واضحة فى الاعتصامات والاضرابات وان الناس بدأت تطالب بحقها مش تسكت زى زمان..
نهاية النظام شايفها فى عشرات الحركات الشعبية اللى تستحق الاحترام واللى بيقودها صفوة ونخبة مثقفى المجتمع المصرى بهدف الارتقاء بالدولة وعلى رأس الحركات دى حركة "كفاية" اللى فعلا كانت بداية شرارة تحريك المجتمع المصرى وعشرات الحركات المناهضة للفساد بكل صوره (الغلاء, التوريث....) واللى عددها بيزيد كل يوم.
نهاية النظام بشوفها على الفيس بوك من الشباب اللى حطوا بلدهم قدام عينهم وقرروا ان عمرهم طال أو قصر انه لازم يكون فى خدمة تحرير مصر من الاستبداد
نهاية النظام شفتها فى التفاف الناس حول الشخصيات المرموقة فى المجتمع بعد ما بقوا يقدروا يفرقوا بين الغث والثمين.. وشفنا ده فى استقبال د. البرادعى فى مطار القاهرة ومن قبله د. زويل و أتمنى لو د. عمرو موسى و د. كمال الجنزورى يدخلوا بشكل أكبر فى دايرة اهتمام الشعب المصرى..
النهاية جاية والتغيير على الأبواب وأنا محتاج بطاقتى الانتخابية عشان لما الباب يتفتح(بجهودنا) أكون مناول الرجلين اللى تعدى منه

ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors