الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

تجربة مش تحب تمر بيها.. ابدا

حياة الانسان عبارة عن تجارب متتالية بيعيش فيها ويمر بكل تفاصيلها.. وبتخلص التجربة وتبدأ غيرها.. مش دايما كل التجارب بتكون من نفس النوع.. لا.. التجارب بتختلف والخبرات اللى بتستفاد منها بتختلف كمان.. يعنى فى تجارب دراسية.. تجارب فى اكتساب الاصدقاء وكمان خسارتهم.. تجارب عاطفية ويمكن دى النوع الاكتر شيوعا بين التجارب.. لان فى انسان جاهل مش متعلم وفى انسان منطوى مش اجتماعى.. لكن مفيش انسان قضى حياته كلها من غير ما يعجب ببنت الجيران على الاقل(بالمناسبة كل بنات الجيران بتوعنا اكبر منى)...
الجميل فى التجارب اللى الانسان بيعيشها انها غير انها بتصقل خبراته وتزود قدراته بتعلمه كمان انه يتصرف بالشكل المناسب فى كل تجربة مهما كانت غرابتها..
يعنى مثلا اذا انسان اكتسب مجموعة من الاصدقاء فى مرحلة من مراحل حياته وما قدرش انه يتعامل مع الصداقات دى بالشكل المناسب وخسرها او خسر بعضها.. تجربة زى دى التصرف فيها بيختلف من حد للتانى.. يعنى واحد خسر تلاتة اربعة من اصحابه الكويسين.. عادى.. البشر على قفا من يشيل.. فى حين ان ممكن حد تانى يخسر واحد بس من الاصحاب اللى فعلا كويسين ويتأثر أوى بالموضوع ده ويحاول بكل وسعه انه يستعيده مع انه ممكن يكون عنده غيره كتير.. بس خسارة صديق كويس فى ومن صعب تلاقى فيه انسان كويس اساسا ممكن تفرق مع بعض البقر.. عفوا.. البشر..
كمان اذا حد مننا فقد شخص قريب منه.. خلينا نقول حبيبة او حبيب مثلا.. الشخص ده خلع وطلع على فوق ومفيش سكة يرجع منها.. او انفصل عننا بلا عودة.. تجربة زى دى تهد اجدعها جبل.. يمكن الناس تعتبر المثل تافه لكن مارايا كارى(المغنية المفضلة عندى) لما جوزها الاول انفصل عنها(ما هى دى زى ما يكون مات) مرت بانهيار تام استمر معاها لمدة سنتين وكان هيهدد حياتها الفنية والاجتماعية كمان.. لكن هى قدرت تتعامل مع التجربة دى ببراعة.. او خلينا نقول ان رحمة ربنا بيها(حتى وان كانت كافرة فربنا ما خلقناش عشان يعذبنا.. وبعدين العبرة بالخواتيم)هى اللى هدتها لانها تخرج من الازمة دى وتقاوم الانهيار ده وطبعا ده مش حاجة سهلة.. الا انها اتعاملت بشكل ممتاز مع التجربة دى..واختارت انها تقاوم الاحباط والاكتئاب وترجع اقوى مما كانت وهو ما تحقق بالفعل
لكن الجميل بقى نوع غريب من التجارب فعلا غريب.. أوى
بصراحة هو نوع مش سهل على الاطلاق ومش اى حد يعرف يعدى منه.. وانا شخصيا مش متخيل نفسى اذا فى يوم مريت بتجربة من النوع ده هقدر اتصرف فيها صح ولا لأ..
النوع ده من التجارب انا بسميه (لت جو اوف بوسيشن) او سيب حاجتك يعنى..
انا عندى مثال حى وحقيقى على مثل النوع ده من التجارب لكن للاسف الشديد مش من حقى انى احكى التجربة الاصلية لانها مش حاجة ملكى واصحابها مش ادونى اذن لانى اتكلم عنها.. حتى لو كان من غير اساميهم لازم احترم خصوصياتهم.. لكن انا هحط مثال قريب جدا زى قصة او حاجة خيالية يعنى هحاول اخليه واضح الا انه مش هيوضح الفكرة كاملة زى القصة اللى حصلت فعلا.. يعنى هتضطر حضرتك انك تشغل الجزء المعطل فى دماغك اللى بيسموه المخ عشان تكمل الحلقات الناقصة(ما تقولش دى قلة ادب.. انا ما قلتلكش اقرأ)
-خلينا نتخيل فارس من العصور الوسطى من بتوع الدروع والسيوف والخيل والحاجت الجامدة اللى الواحد اتحرم منها دى(نحمد ربنا على عصر القرود اللى احنا عايشين فيه-التسمية لمصطفى محمود-).. الفارس ده كان عنده فرس او خليها فرسة احسن(علشان فى موجة شذوذ ماشية فى البلد وانا مش عايز اتفهم غلط).. الفرسة دى اتولدت فى مزرعته وهو اللى رباها وكبرها وروضها ودربها وخلاها خيل..ة يعتمد عليها فى اعتى المعارك.. طبعا معروف ان الانسان اللى بيربى حيوانات بيرتبط بالحيوانات دى وبيتعامل معاها احيانا كانها انسان ويمكن بيعاملها احسن من البشر.. مش من الصعب اننا نتخيل ارتباطه بالفرسة دى هيكون عالى قد ايه وطبعا ارتباط الفرسة بيه كمان.. الارتباط بينهم(بحكم العشرة) هيكون عالى لدرجة انه لولا الاختلافات فى توزيع التضاريس كانوا اتجوزوا..
وفى يوم ينتشر وباء(انفلونزا الخيول مثلا.. اهى حاجة على الموضة)فى مزرعة الفارس ده ويهدد حياة كل خيوله بالخطر.. وعشان الفيلم العربى يكمل والوكسة تتحبك.. الوباء ملهوش علاج.. وعشان ما حدش يستظرف.. الفارس مش يقدر يبعد عن المزرعة...وبكده مفيش قدامه غير حل من الاتنين.. اما انه يتخلص من الخيول السليمة عنده(بما فيهم الفرسة المفضلة) او انه يطخهم كل واحد رصاصتين ويبقى (عليا وعلى احصنتى.. حسب مبدأ شمشون)...
بعد تفكير طويل وبعد ما الفارس جرب كل الحيل لقى ان مفيش قدامه غير انه يبيع خيله السليم لفارس تانى عشان يحميهم من خطر الوباء اللى عنده ده..
بالنسبة للخيل كله.. ما كانش فى مشكلة لان البرسيم واحد فى كل المزارع.. انما الفرسة الموضوع معاها مختلف.. لا الفارس هيعرف يتنازل عنها بسهولة ولا هى هتحب تسيب البيت اللى طلعت لقت نفسها فيه.. واللى فعلا "لقت نفسها" فيه.. وهنا بيكون على الفارس انه يثبت انه فارس بجد.. بيكون لازم عليه انه يدخل فى التجربة ويسيب الفرسة.. بس الموضوع مش سهل..
كان لازم يهىء نفسه لانها هتروح ومش راجعة تانية.. كان لازم يبقى عارف انه لما يشوفها مع الفارس التانى مش هيكون من حقه ياخد زيرو لانها ببساطة غيرت عنوانها فى البطاقة.. وكان الاصعب من ده كله لازم عليه انه يفهمها(على قد عقلها الحصانى) انها هتسيب المكان اللى عرفت فيها نفسها وهتتنقل لمكان جديد.. عشان سلامتها.. كان لازم انه يقنعها انها تنسى المكان القديم والفارس القديم وتعيش فى فى مزرعة الفارس الجديد على انه المكان اللى نشأت فيه..وتعمل فورمات للميمورى كلها.. يعنى من الاخر كان لازم يختار حياة الفرسة اللى طلع عين اهله فى تربيتها على سعادته بوجودها قدامه.. وخصوصا ان وجودها مش هيطول لان الوباء كان شديد.. وملهوش علاج..
الطريف فى الموضوع ان الفرس وان كان ارقى الحيوانات(من وجهة نظرى طبعا) الا انه بيفضل فى الاخر.. من الحيوانات.. يعنى بعد فترة هتتعود على المزرعة اجديدة والفارس الجديد وبطبيعة الحال هتنسى الفارس القديم.. فى حين ان الفارس هيعيش عمره كله يفتكر الفرسة مش عشان عينيها بنى.. لأ.. عشانه تعب فى تربيتها وتعب على ما عمل منها فرسة تستحق يخوض تجربة زى دى عشانها..لأنه كمان كان لازم يبقى عارف انه لما هيشوفها فى الغابة وعلى ضهرها الفارس الجديد وهيا بتطيع اوامره كما لو كان هو.. بكل بساطة يتحكم فى نفسه ويعمل كنترول.. وحتى لو في يوم الفرسة هاجمته عشان تدافع عن الفارس التانى.. لازم يعمل كنترول اكتر.. ويستحمل

بس يا ترى بقى الفارس قدر انه يخوض التجربة دى.. ولا طلع سكه؟؟
قدر انه يتنازل بكل بساطه عن مشروع تعب فيه عمر وعن فرسة مش هيعمل زيها تانى؟؟
ولو كان قبل انه يدخل التجربة دى.. يا ترى كان هيوصل فيها لغاية فين؟؟ وهيكون ايه اخره؟؟
ده بقى اللى مش من حقى اقوله خالص... بدل ما الفارس والفرسة يضربونى بالحدوة

الجميل فى النوع الاخير من التجاري البشرية ده ان فيها الشخص بيواجه نفسه.. عشان تعدى من التجربة الاخيرة دى.. او عشان الدقة عشان تعدى التجربة الاخيرة دى.. لازم انت اللى تاخد من نفسك حاجة ما كنتش متصور ان اصلا كان ممكن حد تانى ياخدها منك.. لا والاجمل انك انت اللى بتقدمها للحد التانى وبتفصلها على مقاسه كمان..
مع احترامى لكل البشر.. كتير مننا ممكن يفشل فى تجربة زى دى وعشان كده انا بدعى ربنا من قلبى ان محدش يمر بحاجة زى دى.. يعنى احنا مش ناقصين بلاوى

ملحوظة صغيرة...
-انا عبرت بمثال عن قصة فارس عشان انا عندى تقدير خاص للفرسان.. نظرا لانهم رمز للرجولة اللى بجد من وجهة نظرى
-واما عن الفرسة ف ده له سببين..
.. اغلى حاجة عند اى فارس بيكون فرسه.. وعلى الاخص لو كان هو اللى مربيه
.. تانى حاجة انى نفسى يبقى عندى فرس.. ان شالله حتى اشتريه حمار وابقى اركبله قطع غيار.. بس يبقى عندى فرس

ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors