امبارح وانا قاعد مع الشباب جبت كتاب لمصطفى محمود وقريت منه رايه فى البنوك عشان نتناقش حوالين الفكرة دى من منطلق معلوماتنا المحدودة وفكرنا المتواضع عن الازمة اللى شغلت كتير من المسلمين...
مصطفى محمود ملخص فكرته عن البنوك..
"انه لا ربى فى التعامل مع البنك.. لان الاثل فى الربى ان يزداد المال عند المرابى.. الا ان الزاوية الاقتصادية البحتة اللى نظر بيها دكتور مصطفى لتعاملات البنك اثبت بيها ان المال بيقل مش بيزيد..
دكتور مصطفى بيقول ان التضخم العالمى واللى بيزيد سنويا بيخلى قيمة الفلوس تقل.. يعنى انا لو عندى 1000 جنيه فى 2008 مثلا.. قيمتها الشرائية 1000 جنيه.. فى عام 2009 بتقل قيمتها الشرائية من 20-30% يعنى بتكون ال 1000 جنيه نفسها قيمتها الشرائية نحو 750 جنيه فقط.. ولو البنك ادالك 15% نسبة يعنى بدل ال 1000 اخدت 1150.. يبقى الفلوس برده ما زادتش لان القيمة الشرائية للمبلغ العددى 1150 ده بتساوى حوالى 900 جنيه"
(القيمة الشرائية هى المقابل الذهبى للعملة)
دى كانت وجهة نظر د. مصطفى اللى انا طبعا اقتنعت بيها ودارت بسببها الحرب الضروس(دى غير حرب اللبوس) بينى وبين اصحابى فى حوار لطيف استمر ساعتين عن الموضوع..
-د. محمد (طبعا كالعادة دماغه شغالة) حب يوقع د. مصطفى محمود فى ورطة.. فقالى: "التضخم بيكون على البنك والمودع.. يعنى الفلوس قيمتها بتقل جوه البنك وبراه.. وبكده بيكون ربا لان الالف جنيه لو بره البنك هتكون بعد سنة قيمتها الشرائية 750 ولو اتحطت فى البنك هتمون قيمتها 900 جنيه.. يبقى البنك ادى زيادة)
وبصراحة دى كانت نقطة انا وقفت عندها ومعرفتش ارد... وبعد تفكير شوية قلتله: "انا لما احط 1000جنيه فى البنك يبقى انا اديتله قيمة شرائية 1000 جنية ولما اخدهم بعد سنة 1150 يبقى انا اخدت قيمة شرائية 900 جنيه.. يبقى كده الفلوس ما زادتش وانما قلت.. لان بحساب القيمة الشرائية يبقى برده انا فلوسى ما زادتش عند البنك.. وطالما مفيش زيادة يبقى مفيش ربا".. وهو تقريبا نفس الفكرة الاساسية..
طيب ليه بقى اصلا البنك بيدينا الفايدة؟؟.. العملية البنكية اساسها انى بحط فى البنك فلوس يستثمرها لصالحه نظير مقابل مادى انا باخده.. الاعتراض على ان المقابل ده ثابت مش متغير.. لكن احنا لازم نفهم الفايدة دى البنك بيحسبها ازاى(لاحظوا ان الفايدة بتختلف من بنك للتانى).. البنك عبارة عن مؤسسة بتعمل مشاريع نقول مثلا البنك بيعمل الف مشروع.. كل مشروع له دراسات خاصة بيه.. فبيحسبوا لكل مشروع الربح والخساره وبيعملوا فى الاخر المحصلة النهائية للربح والخسارة بتاعة المشاريع كلها وعلى اساسها بيتم حساب نسبة الفايدة..
يبقى فعليا انت بتشارك فى الربح والخسارة مش الربح بس زى ما الناس فاكرة.. لان اذا البنك كسب من المشرةع 200% انت بتاخد 7-10% (يعنى بيضيع عليك حوالى 190%) واذا البنك مشروعه خسر بيغطى الخسارة من المكسب الزيادة اللى انت مش اخدته.. يعنى المودع شارك فى الربح وشارك فى تغطية الخسارة..
الربا حسب ما انا فهمته من الشيوخ هو ان يكون انسان فى حاجة للمال فيستلف واللى يسلفه يفرض عليه فايدة ربوية مقابل تسليفه المال.. وده حرام قطعا لان فيه استغلال واضح لحاجة الانسان وده بيتنافى مع القيم الانسانية عامة وتعاليم دينا بوجه خاص(حتى اليهود محرم عليهم يتعاملوا بالربا بينهم وبين بعض الا انه واجب عليهم يرابوا مع غير اليهود)...
وفى حالة البنزك الوضع مختلف.. لان هنا محدش مزنوق فى قرشين وانا باسلفه بفايدة.. لا البنك يعتبر كشخص بيعمل مشروع.. انا عايز استفيد من فلوسى فبديهمله يشغلهم فى مشروعه لقاء مقابل احصل عليه وانا قاعد فى بيتى لا اشارك فى تنفيذ المشروع ولا التخطيط ولا المتابعة ليه ولا اشغل بالى باى حاجة.. يعنى ببساطة.. بسيب كل اعباء المشروع على الشخض التانى(اللى هو البنك).. وفى الحالة دى يبقى طبيعى ان البنك ياخد مقابل للادراة وتحمل اعباء المشروع ومن هنا جات الفايدة البسيطة اللى البنك بيطلعها.. وكان لازم الفايدة تكون بسيطة لو طلعت لان داخل فيها حساب الخسارة(مفيش مشروع مش بيخسر) وداخل فيها عمولة البنك كمدير للمشروع.. وفى الحالة دى بنلاقى ان الحال مختلف عن الربا..
ده رأيى الشخصى والمتواضع.. ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسى وربنا يهدينى
نيجى بقى لنقطة تانية وهى ان البنوك دلوقتى مش بتعمل مشاريع وبتوجه اموالها انها تدى قروض مقابل فوايد ضخمة(وهو ده الرا بعينه).. فذنب الموضوع ده يقع على البنك وليس على المودع لان المودع نيته الاستفادة من الاموال فى مشروع اما الطرف المنفذ فهو اللى بيغير صورة الاستفادة وبالتالى الذنب عليه هو.. وده رأى بيشاركنى فيه.. او انا بشارك فيه د. مصطفى
يعنى خلاصة الموضوع ان الايداع البنكى والفايدة البنكية مختلفين عن الربا اما القروض البنكية اللى بفايدة فهى عين الربا.. وهذا رأيى الشخصى المتواضع وانا لا عالم دين ولا افهم فى الاقتصاد.. بس هى فكرة قريتها ودرستها واضفت ليها وخرجت بالشكل ده.. وربنا يهدى
اجمل حاجة ان الحوار بينى واصحابى خلص كالاتى..
-واحد نام فى نص الكلام(اه والله)
-واحد قاللى.. (انت بتتكلمبلسان اليهود)
-التلاتة ما اقتنعوش برأيى ولا انا اقتنعت برأيهم لكنى اشهد ان دى كانت من اجمل النقاشات اللى انا عملتها فى حياتى.. لانه حتى لو كنا كلنا غلط.. فالاكيد ان كلنا استفدنا وفكرنا
لكن بس عندى سؤال اطلقه الشيخ اللى طلعوا عينه هجوم.. فضيلة المفتى "على جمعة": "لما تقولوا ان البنوك حرام.. هاتوا بديل ليها وبعدين حرموها".... وده كلام العقل
واذا يعنى حد غلط وعدى على موضوعى وقراه ارجو انى ما الاقيش كلمة "البنوك الاسلامية" فى الردود لان بكل بساطة مفيش حاجة اسمها بنك اسلامى وشرح النقطة دى محتاج موضوع تانى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق