لماذا يذهب المنتحر للنار والعاصي للجنة؟
سؤال كثيرا ما فكرت فى اجابته فما الفارق الذي يجعل مصير اثنين من العاصين مختلف؟
الفارق كبير بين من يعصى الله تعالى ومن ينهى حياته انتحارا.. والموضوع كله مرتبط بالحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي"
- فالعاصي الذي يداوم على ارتكاب الذنوب واغتراف الآثام ولا يستطيع الخلاص ولكن بداخله أمل فى رحمة الله قد ينالها بإذنه لأن هذا ظنه بالله والله تعالى عند ظنه به, كان ظنه بربه العطاء فناله ودخل الجنة.
-أما الذي ينهي حياته انتحارا فهو شخص قد يأس من رحمة الله وظن ألن يغفر الله له ذنبه الذي يؤرقه أو انه لن يهون عليه آلام معيشته, يأس من رحمة ربه وأنهي حياته كافرا بهذه الرحمة.. فهذا كان ظنه بربه المنع فناله ودخل النار.
هى ليست دعوة للتساهل مع الذنوب وانما هي دعوة للتمسك بحسن الظن بالله والأمل في رحمته مهما كنت بعيدا عنه..
فالله تعالى ليس مثلنا..
فنحن بنى البشر عندما يبتعد احدنا عن الآخر يقابله الآخر ببعد مماثل وتنقطع العلاقة..
اما الله تعالى فمهما ابتعدت عنه فهو أقرب اليك من حب الوريد..
ومهما ابتعدت عنه وأتيته مشيا أتاك هرولة..
ومهما ابتعدت عنه واتيته بآثام وذنوب تبلغ عنان السماء طولا غفر لك ولا يبالي..
هذا هو الله تعالي رحمة خالصة تحيط بك اينما كنت وايا ما كان وضعك وموقعك منه من قرب او بعد.. فقد اختص نفسه باسم "الرحيم" وهو أهل له.
أختم حديثى بآيتين كريمتين من الذكر الحكيم:
"قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"