فى البداية أحب أنوه ان اسم التدوينة الحالى دى تم تعديله من "الإسلام السياسي والمعركة القادمة" و هو اسم أحد كتب
"د. مصطفى محمود" رحمه الله, وهو واحد من أروع كتبه, وسبب اختيارى السابق هو
تيمنا-نظرا لأنى بعتبره أستاذى- وملائمة الاسم للموضوع, رجاء-فضلا وليس أمرا-
قراءة الفاتحة له وجميع موتى المسلمين.
-------------------------------------------------------------
فى تدوينة انهارده انا عايز اتكلم عن مرحلة ما بعد
الإسلاميين..
انا من اللى مقتنعين إن حكم الإسلاميين إلى زوال وانه ان
شاء الرحمن مش هيدوم ومش هيطول حتى والأسباب يمكن إجمالاها إختصارا فى النقط اللى
جاية دى:
- أولا أنه لا يستقيم أن ينتصر المسلم للإسلام بطرق غير
إسلامية.. وكلنا شفنا الطرق اللى بيتبعها الإسلاميين عشان يوصلوا للحكم من كذب
ونفاق ورياء ورشاوى وتخوين واتهامات بالباطل وتجارة بالدين الى آخره من قائمة
التصرفات اللى لو كانت فعلا من الدين كنت بصراحة أنا أول واحد هيكفر بيه.
- ثانيا افتقار مشروع الإسلام السياسي للرؤية العملية
اللازمة لإقامة دولة.. لما تكلم حد منهم عن ايه اهدافك او برنامجك او تصورك لمصر؟
يقولك شرع الله.. و دى كل حدوده وكل نطاق رؤيته, حتى الإخوان(وهى جماعة overrated جدا على فكرة
ودا أنا مؤخرا بدأت أقتنع بيه) اللى افتكرنا ان عندهم فعلا مشروع نهضة حقيقة وكامل
للنهوض بمصر اكتشفنا انه ليس أكثر من "مفيش".
- ثالثا سعار الإسلاميين بالسلطة واستعجال التمكين
والرغبة العارمة فى السيطرة على مفاصل الدولة وفرض ارادتهم كفصيل ضئيل منها على
الكل.. وهو رغبة كل الطغاة على مر العصور والقبور ممتلئة بؤلائك الذين ظنوا أن فى
امكانهم تحقيق مثل هذا الوهم وليس الحلم.
- رابعا التفكك الشديد داخل التيار الإسلامى نفسه.. فعلى
عكس ما يبدو على السطح, هم ليسوا يدا واحدة وانما هم مجموعات من راغبى السلطة
يجمعهم فقط المصلحة الوقتية ومع الوقت ومع زيادة نفوذ جماعة عن أخرى ستبدأ
النزاعات والإنقسامات وسيبدأوا هم أنفسهم بتصفية بعضهم البعض.. وفى رأيى لن يستغرق
هذا طويلا
- خامسا السياسات الإقتصادية والإجتماعية للتيار الدينى
ستؤدى لا محالة إلى خروج الشعب ضدهم مهما بدا هذا حلم صعب للبعض ممن يتمنون وأوهام
للبعض ممن يخشون, الشعب خرج فى يناير مضحيا بالدم فى سبيل الحياة الكريمة وإن لم
تتحقق فسيخرج الشعب ثانية ان شاءالله لأنه ليس لديه ما يخسره والإحباط يولد الرغبة
فى الانتحار.
اما عن سر تأكدى من أن الدينيين لن يحدثوا اصلاحا فى
الاقتصاد وغيره هو أن أى طاغية يحتاج من أجل استمراره شعب فقير مريض جاهل,
والإسلاميون يعلمون أنهم وصلوا بالفقر(زيت وسكر وبطاطين) والجهل(حلال وحرام)..
فالفقر والجهل هما ما جعل المواطن يظن أن البلكيمى "شيخ" سينفذ شرع الله
فى البرلمان.. وأن أبو اسماعيل صادق ومصر بكاملها كاذبة.
- سادسا وهى نقطة هامشية تخص شخصى أنا وليس بها استدلالات
منطقية, أختم بها هذا الجزء من المقال.. عندى قناعة شخصية أن الصورة التى يقدمها
الإسلاميون ليست هى الإسلام, أو على الأقل الإسلام كما أعرفه وأؤمن به كشخص, والله
تعالى أخبرنا أنه حين يسدل الستار سيكون الإسلام فى المقدمة والريادة.. ولذلك أؤمن
تماما أن وقت إسدال الستار لن يكون هؤلاء على المسرح.
-------------------------------------------------------------
نصل الى موضوع التدوينة وهو ماذا بعد سقوط الإسلاميين؟
لا يخفى على أحد أن الفرصة التى حصل عليها الإسلاميون
حاليا هى فرصة العمر لهم.. وهم يدركون هذا أكثر من غيرهم, لذا تجد أن جميع
التيارات تقف خلف حكم الإخوان وتدعم بقائهم فى السلطة رغم الإختلافات الجذرية فى
الفكر والعقيدة أحيانا بين هذه الفصائل, إلا أنهم يدركون أنه اذا سقطت دولة
الإخوان سيسقطون جميعا.
ولا يخفى على أحد أن الجماعات الإسلامية على إختلافا تضم
كوادر مدربة ومسلحة ولها تاريخ طويل ممتلىء بالدماء المسلمة أكثر من حصادهم من
دماء غير المسلمين, ومن لا يحمل السلاح منهم(كالسلفية العادية) تجده على اتصال
وروابط وثيقة بالأفرع المسلحة و ان ادعوا الاختلاف معهم.
ومما لا شك فيه أن وقت الخطر سيتحد الجميع وسيقف الجميع
صفا واحدا دفاعا عن مشروعهم ودولتهم.
فى تصورى أن الإسلاميين لن يتركوا السلطة دون دماء..
دماء كثيرة, سيحملون السلاح بكافة طوائفهم على مصر, على الدولة كلها.. وسيقبلون
دعم كل الجهات المسلحة التى تتخفى تحت راية "إسلامي" مهما كان مد
إتفاقهم أو إختلافهم معهم.
فى تصورى ستكون حرب دموية بين الإرهاب ممثل فى
الإسلاميين والدولة ممثلة فى الجيش والشعب معا.. وستكون فتنة عظيمة قد نجد الأخ
فيها يقتل أخاه فى الدم.
وفى ظل رسالة الكراهية التى يبعثها شيوخهم فى صفوف
الأتباع, عندما تشتعل المعركة سيستسهل أتباعهم سفك الدماء وسيرون فى قتل أبناء
دينهم ممن خرجوا علي حكمهم قربى وفضل يتقربون به لله تعالى.
وهى حرب قد تطول وتمتد لفترة ليس بالقصيرة ربما شهور أو
أعوام قليلة.
فى تصورى مصر على شفا معركة كبيرة لن تكون حرب أهلية
وانما حرب دولة ضد إرهاب مسلح باسم الدين.
وهو مسار لا يتمناه أحد ولكنه فى رأيى نهاية حتمية لمسار
خاطىء من أساسه وبدايته.
ربما يبدو الأمر خيالا مريضا للبعض أو يبدو كراهية
للإسلاميين مبالغ فيها للبعض الآخر, ولكنه فى رأيى النهاية الوحيدة التى سيصلنا
إليها الطريق الذى نسير عليه.
ملحوظة أخيرة: ليس كل ما يسمى "إسلامي" هو
بالضرورة "إسلامي".. فحزب الله والقاعدة كلاهما جماعات محسوبة على
الإسلام.
يمكن الرجوع لمقالى السابق عن مرسي لتدعيم فكرة هذه التدوينة:
من خارج الحدث.. مبارك أم بشار؟؟
يمكن الرجوع لمقالى السابق عن مرسي لتدعيم فكرة هذه التدوينة:
من خارج الحدث.. مبارك أم بشار؟؟
والله الموفق
هناك تعليقان (2):
من اقتنع بالديمقراطية لابد ان يقبل نتائجها، ومن هنا يجب تدعيم تلك الديمقراطية دستوريا وقانونيا حتى نضمن نتائج حقيقية ولتداول السلطة سواء بدعم الاستقلال ومنظمات المجتمع المدنى وخلافه، وكل حزب اذا وصل الحكم - مثل اى دولة ديمقراطية - له تعيين الحكومة ورسم سياساته وفقا لبرنامجه مهما كنا نتحفظ عليها ، ويخضع للتقييم وبالتالى اذا اخفق يفوز حزب آخر ايا كانت سياساته ليبرالى يسارى اسلامى .. الخ
فانا اتحدث عن مبدأ تداول السلطة ، وهذا لا يأتى الا اذا تم كما قلت بتدعيم الدستور والقانون واحكام القضاء وخاصه الدستورى والادارى فى هذا الشأن
صديقى العزيز كاتب التعليق :)
اتفق معك ان من يقبل بالديموقراطية لا بد ان يقبل نتائجها.. لكن فى ما حدث فى مصر ليس ديموقراطية فى ظل انتهاك التيار الإسلامى كل القواعد والعهود التى تعهدوا بها فى قوانين الإنتخابات وقوانين اللعبة الديموقراطية..
اما عن دعم الديموقراطية دستوريا وقانونيا فهذا لا يمكن أن يتم بالتجرأ على الدستور والقانون :)
والدستور الذى يحقق استقرار لا بد أن يأتى بتأييد شعبي وليس أن يوافق عليه 60% من 33% من 45% من الشعب :) اذا اهملنا التجاوزات واعترفنا بصحة النتائج
واما عن أحقية التيار الفائز بوضع سياسات الدولة فهذا شىء مشروع له ومشروع لي الاعتراض والنقد طالما كان يغلب أهل الثقة على أهل الكفاءة ويتعامل مع مؤسسات الدولة بمنطق سلفه
شرفتنى بتعليقك سيادة الرئيس :)
إرسال تعليق