الاثنين، 8 مارس 2010

وكيف أحزن والله ربى؟

من حوالى شهرين, قبل امتحانات التيرم الأول بفترة بسيطة كنت مريت باكسبرينس مش كويسة خالص.. خسرت حد مهم جدا فى حياتى, وكانت خسارة-والله أعلم بالغيب- نهائية وبلا رجعة وكانت هى الحل الوحيد بعد استنفاد جميع الحلول التانية اللى كانت متاحة.

كانت بالتاكيد حاجة صعبة ومش عادية خالص بالنسبة ليا.. يمكن أنا بعتبر نفسى زى ما كاظم قال "معلم على الصدمات"-بفتح اللام وتشديدها- وعشان كده مش بفزع بسهولة..

يعنى فى سنة تانية لما النتيجة بتاعة التيرم الاول طلعت ولقيت نفسى سقطت فى كل مواد التيرم, عادى.. ما قعدتش أعيط ولا حاجة,, اتمشيت شوية فى أكتوبر وروحت البيت وعادى يعنى.. ما كانتش مشكلة بالنسبالى رغم انها فعليا مشكلة كبيرة بالنسبة لمستقبلى المهنى.

ونفس الموضوع لما اتوفى ابن عمى من اربع سنين وهو قريب منى فى السن وكنا مقربين لبعض الى حد كبير وانا كنت بحبه جدا-الله يرحمه- لكن استقبلت خبر وفاته بهدوء وحضرت غسله ودفنه بهدوء برضه رغم انى كنت فعلا زعلان وقتها..

وفى حاجات تانية مرت بيا لكن للأسف مش أقضر احكى عنها.. لكن النقطة انى الحمد والشكر لله ربنا بيقدرنى انى اثبت وقت الصدمات ودى حاجة انا فعلا شاكر لله تعالى عليها.. لأنها فعلا بتفرق فى لحظات.. حاسمة

لكن... لكن فى التجربة اللى مريت بيها من شهرين دى واللى بدأت الموضوع بالكلام عنها, على غير العادة.. تقريبا انهرت تماما(المفروض تتكتب انهارت لكنها مش هتتقرى لو كتبتها كده).. بصراحة لما حصل اللى حصل كنت totally lost control وفعلا ما كنتش قادر اتحكم فى نفسى خالص.. ودخلت فى دور اكتئاب بس كان فعلا deep.. حتى فى الأوقات اللى ضعفت فيها قبل كده(منا مش هرقل يعنى) ما كنتش بوصل للمرحلة دى.. المرة دى كنت فعلا متدمر..

وقضيت حوالى أسبوعين فى دنيا غير الدنيا خالص.. ووصلت للـ peak فى نهاية الأسبوعين دول.. وبعدين ربنا ادانى القوة انى اخرج من الحالة دى.

فى آخر يومين من الإكتئاب ده أخدت قرار انى لازم أنهى ده وكنت عارف ان ربنا ادانى قوة كفاية انى اتحكم فى نفسى(رغم انى كنت وصلت لأسوأ حالاتى على الاطلاق) وكنت عارف ومتأكد كمان ان ربنا مش هيسيبنى أبدا أقع..

وأخدت قرار انى أخرج من الحالة دى وانى ما أكتأبش تانى أبدا مهما يجرى.. مهما يجرى لازم أكون اقوى من الظروف.

وقمت أخدت دش وحلقت دقنى اللى كانت ليها حوالى 18 يوم من غير حلاقة لما بقى شكلى غريب وبدأت أخرج تانى وأتعامل مع الدنيا.

الحمدلله اللى نجانى من ده.

بعد كده بقى لما قعدت افكر فى الاكتئاب والانهيارات النفسية اللى بتجرى.. لقيت ان الاكتئاب ما يمشيش مع الايمان السليم بالله تعالى..

ربنا سبحانه وتعالى قال فى القرآن الكريم آية معناها اننا ما نحزنش على الحاجات اللى نخسرها وما نتغرش بالحاجات اللى ربنا رزقنا بيها.. وكمان اللى يفكر فى موضوع الرزق والنصيب ويؤمن بان الارزاق بيد الله تعالى ويؤمن بالنصيب ويؤمن بأن "ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ما كان ليخطأك" وده أساسا من تمام الايمان السليم- هيعرف كويس ان الحاجات اللى بنخسرها فى حياتنا دى احنا فعليا مش بنخسرها وانما هى ما كانتش بتاعتنا فى الأساس ولو كانت بتاعتنا ما كناش خسرناها.. ده بالنسبة للأشياء المادية.

وفى الموت.. احنا لما يموت لنا حد مقرب فاحنا كمؤمنين لازم نكون فاهمين كويس انه هو كده انتهى دوره فى الحياة وان الموت حق وسنة فى الدنيا ربنا شرعها زى ما شرع الحياة نفسها.. واننا لازم نعرف ان كلنا هنموت وكلنا هييجى دورنا والحياة هتستمر من بعدنا زى ما استمرت بعد رحيل اللى كانوا قبلنا.. ولو كان موت فرد هيهد الدنيا ما كانش الإسلام استمر بعد رحيل رسول الله محمد-عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- لكن الحياة بتستمر بعد الموت لأن ربنا خلق الدنيا على الشكل ده.. يبقى ليه الاكتئاب؟؟

وحتى لو خسرنا حاجة قيمة زى صديق عزيز أو علاقة حب بريئة ودى حاجة بتحصل كتير(انا بتكلم عن الصداقة الحقيقية وعلاقات الحب الجادة) لازم نكون فاهمين ان ده حصل لسبب وان الله تعالى أراد كده لصالح الأطراف المتعلق بيها الموضوع وان ليه سبحانه وتعالى- حكمة فى ده لو دورنا عليها هنلاقيها حتى لو ما كناش إحنا شايفينها.. ومحدش قال أبدا ان فراق اتنين بيحبوا بعض هو نهاية علاقتهم.. محدش يعرف المستقبل فيه ايه والله تعالى يفعل ما يريد وهو قادر.. ونفس الأمر لو اتنين أصحاب بجد حصلت بينهم مشاكل وانتهت صداقتهم(ودى حصلت ليا أنا شخصيا مع حد من أحسن الناس اللى عرفتها فى الكلية الزبالة بتاعتى) فده مش معناه انهم هيفضلوا منقطعين عن بعض لغاية ما يموتوا.. سبحان مقلب القلوب.. هو يغير ولا يتغير

الخلاصة.. ان الله تعالى هو الحقيقة الوحيدة الثابتة فى هذا الكون وكل شىء صادر عنه(أديان, كتب سماوية, موت, بعث......) فهو حق وهو ثابت.. وكل شىء صادر عنا احنا بنى البشر(نجاح, فشل, علاقات, خطط......) فهو دائما وأبدا محل التغير والتقلب.. يبقى ليه الإكتئاب؟؟

آخر حاجة أحب أقولها ان اللى كاتب الكلام ده وصل ليه بعد عمر-مش طويل- قضاه بين كآبات مختلفة وصدمات مختلفة ونجاح جزئى وفشل متكرر وخساير فى العلاقات الانسانية وغيرها وغيرها..

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

كلامك قواني وقراته في وقت كنت محتاجه فعلا حاجه تفوقني من الغيبوبه الي انا فيها
ربنا موجود وقادر على كل شيءبس اوقات بتحس ان الاوان فات عشان تحقق حلمك

eslam يقول...

لو ما قدرناش نحقق حلمنا.. ممكن يفضل عايش فى قلبنا.. حلم

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors