السبت، 23 مارس 2019

nowadays last year.. every year



such a tough time to go! 
every day is a new battle 
every memory 
every thought 
every vision 
it's all like sharp knifes 
mercilessly slashing through 
unbearable pain 
hitting continuously 
blow after a blow 

such a long time it's been.. 
such a long time to go.. 
nothing can make it stop
nothing can relief the blue

fear
insecurity
taking over the mind
so frightening 
so intimidating 
afraid of all that's been 
afraid of all that's yet to unfold
afraid of what tomorrow may bring

such a long time it's been.. 
such a long time to go.. 
nothing can make it stop
nothing can relief the blue

الثلاثاء، 19 مارس 2019

أسطورة البحث العلمي في مصر





الريس انهارده كان بيتكلم في مؤتمر الشباب العربي الأفريقي على نقطة ان البحث العلمي محتاج منظومة كاملة ومتكاملة.
الحقيقة دي نقطة بديهية يعني هو مجابش جديد.. بس تعليقا على كلامه وبما اني حاليا تصنيفي المجتمعي باحث علمي على قوة دراسة الماجستير في إحدى الجامعات المصرية العريقة؛ فأحب يعني اقول حاجة صغيرة كدا

هو بصراحة عيب نتكلم عن حاجة زي البحث العلمي في مصر.. ايوة عيب صدقني
ليه بقى؟
لا مش عشان معندناش عقول.. مفيش اكتر منهم
ولا عشان معندناش امكانيات.. مخازن كل المؤسسات في مصر مليانة خير مقفول عليه ومتسجل في العهدة واتدفن من كتر التراب
ولا عشان مفيش انفاق على البحث العلمي.. الحقيقة دا سبب قوي جدا لكن في سبب اعظم منه

حضرتك احنا في مصر ما عندناش حاجة اسمها "قواعد بيانات"
البتاعة اللي هي بتبقى كشف على الكيمبيوطر دي وفيه اسامي البني آدمين واسم كل واحد ملحق بيه بياناته كاملة.. البتاعة دي معندناش منها في مصر
مازلت لما بتروح اي مصلحة تلاقيه يقولك هتروح تجيب الورقة الفلانية من المديرية.. وتختم من الوزارة وتعدي على اي اتنين موظفين من احد الكواكب المجاورة يخلصولك الحتة الصغيرة اللي تحت الخط دي.. كل دا عشان تخلص حاجة واحدة لنفس ذات الإنسان اللي هو انت..
احنا مفيش عندنا قواعد بيانات للمواطنين..
في الواقع دا بيخرجنا من اطار مواطنين في دولة وبيخلينا مجموعة من الناس العشوائية تماما اللي محدش فيهم يعرف التاني ومحدش في البلد يعرفهم ولسبب ما لقوا نفسهم اتوجدوا في هذه البقعة من الكوكب!

هضربلك مثال صغير
دي حاليا السنة التالتة ليا في الماجستير وطول السنين دي كل ما اخلص ورقة في الدراسات العليا في الجامعة وهي جامعة عريقة بييجي الطلبة من العالم كله يدرسوا فيها (الأزهر) بتلاقي ان في كل مرة الموظف بيدور في نفس الملفات اللامتناهية في الحجم والعدد على نفس البيانات
تلاقيه جايب ملف كبيييييييير قد سور الصين كدا عشان يدور فيه على رقم التسجيل.. ومجموعة مهولة من الدوسيهات عشان يدور فيها انا دفعت المصاريف ولا لا.. و خمسين ستين كومة ورق بيدور فيهم على تاريخ امتحان معين وحاجة كدا آخر مسخرة
الموظفين دول بيبذلوا مجهود جبار فعلا في الولا حاجة.. مجهود مهول كان ممكن اختصاره في ثواني بكليك ماوس لو  الجامعة فيها قاعدة بيانات

قيس على كدا بقى في كل مرافق الدولة.. يمكن خارج نطاق الأجهزة الأمنية معندناش قواعد بيانات دا بفرض ان قواعدهم مكتملة اصلا ودا اشك فيه

قواعد البيانات دي.. لو لاحظت حضرتك اسمها "قواعد" مفردها "قاعدة" يعني أساس.. هي الأساس اللي هتقدر تبني عليه أي حاجة وكل حاجة ومن غيره متتكلمش في اي بطيخ بقى
فلو سمحت متكلمنيش عن بحث علمي والطالب عشان يخلص ورقة واحدة في الجامعة بيحتاج يوم او اكتر عشان بس يدور على اسمه.. دا لو لقاه اصلا (في ناس ورقها بيكون ضاع وسط المسخرة دي وبيضطروا يبدأوه من الأول وايصالات مصاريف بتضيع ويدفعوها تاني و زيطة)

المشكلة ان الموضوع اصلا مش صعب.. يعني هما بدأوا موضوع الحكومة الاليكترونية دي من ايام نظيف من يطلع ١٥ سنة مثلا.. يعني مفروض دلوقت يكون في قواعد بيانات كاملة متكاملة اعتمادا على الرقم القومي اللي هو لما اي موظف يدخل الرقم القومي في المصلحة اللي هو فيها يلاقي بيانات سيادتك قدامه.. على الأقل البيانات الأساسية + البيانات المتعلقة بالوزارة اللي المصلحة تابعة ليها.
-_-_-_--_-_-_-_-_-

- ماجستير ولا دكتوراة يا دكتور؟
- ماجستير
- طيب خد الملف دا بتاع الماجستير دور فيه على اسمك (ملف من سلالة العماليق) ولو ملقيتهوش خد الملفين دول بتوع الدكتوراة دور فيهم ساعات اسامي الماجستير بتيجي هنا اها.. اها.. اها ها ها هااااا

السبت، 16 مارس 2019

عن العداوة بين المجتمع المصري والأطباء ج. 3





في الجزء الأخير من التدوينة دي أحب أتكلم عن أثر الموقف العدائي من المجتمع دا على الطبيب وعلى المجتمع بالتبعية:

أولا.. انا كطبيب شاب في بداية حياتي العملية لما كل يوم اشوف الاحوال بتدهور واشوف زميل او زميلة بينضرب او يتهان لمجرد انه بيؤدي عمله او بيتسحب على النيابة والحبس بدون خطأ منه أو اشوف اعلامي طالع بيشحن الناس ضدي وزمايلي.. متوقع أثر دا في نفسي هيكون عامل ازاي؟
تفتكر هيكون عندي رغبة في الاستمرار في المهنة اللي بتهدد امني وسلامي النفسي والبدني وسلام وامن اسرتي؟
انا هرد عنك.. انا حقيقي غير راغب في العمل كطبيب مادمت داخل مصر.. واتمنى اما تغيير محل العمل او تغيير المهنة في حالة الاحتفاظ بمحل العمل
افاجأك؟
دا مش حالى انا بس.. دا حال الأطباء المصريين بالكامل من الصغير للكبير..
اثبات؟ نقابة الأطباء مقيد بيها 250 ألف طبيب منهم حوالي 70 ألف فقط (28%) بيعملوا في مصر حاليا والنسبة الباقية (72%) طفشوا برا البلد او ماتوا.. انت متخيل حجم الكارثة؟ زمانك قلت في داهية صح؟ ماشي

ثانيا.. الأطباء حاليا بقى همهم الأول أمانهم الشخصي.. ودا طبيعي لأني مش ههتم بيك على حساب نفسي.. مستحيل.. نتج عن دا ان الأطباء بدأوا في الهجرة من الدولة.. واللي مقدرش بدأوا في الهجرة من التخصصات الأكثر خطورة زي الجراحات والتخدير والرعاية المركزة وكله بيدور على تخصصات مفيهاش مشاكل زي الجلدية والتغذية مثلا.. قريبا مش هيكون في مصر جراحين ولا أطباء تخدير..
والأطباء اللى مازالوا بيعملوا في التخصصات دي صاروا اكثر انتقاءا للحالات وبيبعدوا عن الحالات اللي فيها خطورة.. وبالتالي المريض الحرج قريبا هيموت لأن محدش مستعد يضحي بنفسه عشان يعالجه..ودا أصلا لأنه كان خطأ من البداية ان يكون التصدي للحالة الخطرة للمريض بينتج عنه خطورة على الطبيب نفسه.. زمانك بتقول مش مشكلة صح؟ ماشي



طيب ايه أثر دا على المجتمع؟
تعالى كدا نفكر مين الخاسر في المعركة دي؟
الطبيب هيخسر ايه؟ في أسوأ الأحوال هيغير مهنته  او هيسافر مع احتفاظه بالقدرة على علاج نفسه وذويه.. في حين ان المجتمع هيفقد الميزة دي.. فعليا والله.. بتقول مش مشكلة هنجيب دكاترة بتفهم من برا صح؟
طيب خليني أفاجأك بان الدولة اللي مش مستعدة تصرف على الصحة مش هتجيبلك دكاترة من برا
وخليني افاجأك أكتر بان مفيش دكتور من برا هيرضى ييجي يشتغل في ظروف العمل بتاعت مصر دي وبمقابل  150 دولار شهري (أجر الطبيب المصري 2500ج).. مفيش صدقني.. الأطباء في  مجاهل أفريقيا الأفقر في العالم بيتقاضوا متوسط 2000-3000 دولار شهريا.. ودي مجاهل أفريقيا مش أوروبا ولا أمريكا ولا الخليج

طيب.. كل اللي فات دا ملفتش نظرك لخطورة الموقف.. عايزك تتخيل معايا الموقف الجاي دا وانا هختم بيه:
حضرتك راكب عربيتك مع اسرتك زوجتك وطفلين وفي سفر وربنا اراد انكم تعملوا حادثة.. ربنا يحفظنا جميعا يعني
روحتوا المستشفى زوجتك في حالة خطرة وطبيب العناية مش موجود لعدم وجود أطباء عناية.. ابنك محتاج جراحة عاجلة لايقاف نزيف داخلي والمستشفى مفيهاش طبيب تخدير ولا جراحة عامة.. واحد طفش برا البلد والتاني فتح محل ملابس حريمي.. وحضرتك واقف بتتفرج على المشهد دا وبتشوف ابنك ومراتك بيموتوا قدامك ومش قادر تعمل حاجة..
سلام
---------------------------------------------

الجزء الأول عن أسباب العداء بين المجتمع والطبيب.. هنا
الجزء الثاني عن بعض المفاهيم المنتشرة في المجتمع المصري عن الطبيب والتعليق عليها.. هنا 

عن العداوة بين المجتمع المصري والأطباء ج. 2




في الجزء دا من التدوينة أحب أرد على بعض التعليقات الشائعة اللي بيقولها الناس عن الأطباء وبيبرروا بيها كراهيتهم ليها:

1.      دول على قلبهم فلوس قد كدا.. الواحد فيهم في اليوم بيعمله (بيتحط بقى ارقام تتراوح بين 5000 و مليون حسب اللي بيهبد)
طيب معلش يعني.. هو ايه المشكلة؟ ايه المشكلة ان الطبيب يكون بيتكسب من عمله بغض النظر عن ان الكلام دا غير صحيح بالنسبة لأغلب الأطباء؟ يعني ايه العيب في ان الطبيب يكون بيتقضاى أجر عن عمله؟ انا لما اكون فاتح عيادة او شغال في مستشفى خاص انا مش فاتح جمعية خيرية دا محل كسب رزق وأكل عيش وطبيعي اني بقدم خدمة بأجر انا اللي احدده ولو يناسبك اهلا وسهلا مش مناسب ليك البدايل الكتير موجودة ومنها المجاني.. انما انك تطلب ان الطبيب يشتغل في الخاص بدون اجر عشان ميبقاش جزار فدا هطل وهبل وملهوش اسم تاني بصراحة
كل فئات المجتمع بتتكسب من عملها ودا الطبيعي والمكاسب بتتفاوت وفي مصر الطبيب مش في قمة هرم الاجور وفي كتير بيكسبوا اكتر حسب طبيعة العمل اللي بيقدموه.
فضلا عن ان الدخل دا مرتبط بعمل .. يعني الطبيب بيشتغل ساعات عمل أطول من الموظف العادي فطبيعي يكون دخله أكبر..دا ربح مرتبط بعمل ومش شايف في دا اي شيء غير منطقي يستدعي مناقشته اصلا

2.      الطب مهنة سامية والمفروض الدكتور يكون عنده رحمة.
يعني بصراحة اللي ابتلانا بالمقولة دي لو كانت نيته خير فربنا يسامحه بقى
الطب مهنة زيها زي أي مهنة مقدمها انسان عليه التزامات وطبيعي انه بيقدم "سلعة" بأجر مناسب ولو السلعة دي مش مربحة ليه مش هيقدمها.. بالزبط زي ما حضرتك تروح تطلب اي سلعة من سوبرماركت فيقولك صاحب المحل انه مبيجيبهاش عشان "مش ماشية" و "معليهاش طلب".. هو ليه هيشتغل في حاجة بتخسر؟ طيب ليه بقى عايز الطبيب يكون بيخسر هو كمان؟ دي بديهيات
اما السمو في مهنة الطب فخليني أفجأك وأقولك انه موجود في كل المهن التانية.. المعلم لو أخلص في عمله واهتم يخرج اجيال واعية فهو بيقوم بمهنة سامية.. رجل الأمن لو اهتم بالتأمين وان حضرتي وحضرتك ننام في امان فهو بيقوم بمهنة سامية.. ودا ودا بيتقاضوا اجور عن المهن دي رغم سموها..
كذلك الطبيب.. السمو في مهنتنا اننا نقدملك أفضل رعاية ممكنة ونكون حريصين على صحتك ومنبخلش في سبيل دا بأي جهد أو علم.. ودا ميتعارضش مع تقاضي الأجر المناسب عن دا وتقاضي الأجر مينتقصش من سمو المهنة دي

3.      الدكتور بيعالجه غلط/ بيعمله عملية غلط/ عايز يموته... الخ من كل انواع الهبد والهيستريا المجتمعية دي..
طيب قبل ما نتكلم بالعقل في كل هذا الكم من انعدام العقل.. هو ايه مصلحة الدكتور في ان المريض ما يتحسنش او يتأذي؟ فكر فيها كدا؟
خليني ادهشك واقولك ان الطبيب بيهمه ان المريض يتحسن أكتر من المريض نفسه.. ببساطة لأنها حاجة في وشه وسمعته واسمه.. انا يهمني انك تبقى كويس عشاني قبل ما يكون عشانك.. فاطمن انا حريص على مصلحتك بسبب حرصي على نفسي غير الامانة اللي بتحتم عليا الحرص عليك
نيجي بقى لنقطة مهمة.. انت على اي اساس حكمت ان الطبيب بيعالج غلط؟ مش عايز اقول الكلام بطريقة لا تليق.. بس يعني هو ببساطة مش شغلك واللي يحكم بدا لازم يكون طبيب مختص أكثر علما من الطبيب المعالج.. مش ام سناء ولا استاذ كامل بتاع المعاشات ولا حتى هايدي اللي في خدمة عملاء فودافون.. أي كلام من غير مختص هو مجرد هبد لا قيمة له وسبب وجود تأثير ليه هو الفوضى والغوغائية وانعدام القانون والنظام اللى مصى بتتمتع بيهم.. ليس الا

4.      الدكاترة الصغيرين دول مبيفهموش حاجة/ لسة ميعرفوش حاجة/ لسة مطلعوش من البيضة.. الخ
انا الحقيقة مش عارف اجيبهالك ازاي.. بس هو الانسان ربنا خلقه صغير وبعدين بيكبر.. لسة منزلش في السوق موديلات كبيرة جاهزة
ايوة شباب الأطباء أقل علما وخبرة من اساتذتهم.. دا طبيعي وفي العالم كله مش في مصر بس.. لكن في كل الأحوال الطبيب الشاب دا المحتوى العلمي اللي عنده في الطب لا يمكن مقارنته بالجهل اللي عند حضرتك في الطب.. تمام كما هو الحال بان المحتوى العلمي بتاعك في تكنولوجيا الاتصالات مثلا لا يمكن مقارنته بجهلى الشخصي(كاتب التدوينة) كطبيب في المجال دا.. دا مش شغلي ومعرفش فيه ومش ينفع افتي فيه
فضلا عن ان الاطباء الشباب هم القوة العاملة في جميع المستشفيات على مستوى العالم وبيشتغلوا تحت توجيه واشراف الأكبر منهم ودا اللي بيضمن ان سيادتك تتلقى خدمة طبية آمنة وبيضمن ان الطبيب دا في يوم يبقى كبير بما يكفي انه يعالج سيادتك منفردا بأمان.. محدش بيتولد كبير ومعرفش فين الاندهاش في كدا
--------------------------------------------------------------------------

انتهى الجزء التاني عن بعض المفاهيم البسيطة جدا المنتشرة في المجتمع المصري بخصوص الأطباء والتعليق عليها

الجزء الأول عن أسباب العداء المتنامي من المجتمع المصري تجاه الأطباء.. هنا
الجزء الثالث فيه كلمتين عن أثر العداء دا على الطبيب و  المجتمع .. هنا

عن العداوة بين المجتمع المصري والاطباء ج. 1





ok.. this is gonna be long!
السطرين دول اضفتهم بعد ما انهيت كتابة التدوينة لأني لقيت انها طويلة جدا على انها تتنشر مرة واحدة فهقسمها على 3 تدوينات ان شاء الله..

في السنوات الأخيرة ابتلى المجتمع المصري بظاهرة غريبة جدا وخطيرة جدا في نفس الوقت.. هي ظاهرة العداء بين الشعب و بين الأطباء.
مبدئيا.. الطبيب في أي دولة في العالم هو شخص له مكانة علمية وأدبية واحترام بحكم امتهانه مهنة تتعلق بسلامة أفراد المجتمع فضلا عن تقدير المجتمع لعلمه ومهاراته العملية اللي بيحتاجها الأفراد.
حتى عندنا في مصر.. ولوقت ليس ببعيد.. قبل الانحدار المجتمعي الرهيب اللي حصل في الدولة مع تردي الأحوال الاقتصادية وفترات الثورات وما اعقبها من انحدار وفوضى مجتمعية وسلوكية وغياب شبه كامل للقيم الأساسية ومفاهيم التعامل الإنساني السليم بين أفراد المجتمع.. حتى ذلك الوقت القريب كان الطبيب يحظى بمكانة محترمة في المجتمع يستحقها دون شك.
في السنوات الأخيرة فوجئنا نحن الأطباء بتزايد نبرة الكراهية والعداء من المجتمع تجاهنا.. العداء الذي تخطى حدود المشاعر إلى الأفعال التي تسبب أذى نفسي وبدني كبير للأطباء وذويهم
تقريبا لا يخلو يوم دون أن نقرأ عن خبر تعدي على مستشفى ما من أقارب احد المرضى.. أصبح خبرا يوميا نقرأه بشكل روتيني دون أن يترك في أنفسنا أثر بجسامة حجمه.
طيب لازم يكون أول سؤال.. ليه؟
ايه هو السبب.. أو الأسباب اللي نتج عنها الوضع دا؟
هنا هسرد الأسباب من وجهة نظرنا نحن الأطباء اللي قد يتفق او يختلف معاها الطرف الآخر (المجتمع).. وايوة مع الأسف.. الوضع حاليا اننا بقينا اطراف متصارعة
أولا: انحدار إلى حد شبه زوال منظومة القيم والأخلاقيات البدائية البسيطة في التعامل في المجتمع المصري في آخر ١٠-١٥ سنة وتدهور ثقافي وسلوكي كبير أصاب أفراد المجتمع من الفئات المختلفة جعل الفوضى والغوغائية والهمجية هم المسيطرين على التعاملات الحياتية اليومية بين جميع أفراد الشعب إلا من رحم ربي.. ودا مينطبقش على التعامل مع الأطباء فقط.. لكنه بقى سلوك حاكم من المواطن مع أي حد يقدر عليه

ثانيا: تردي الأحوال الاقتصادية.. فمعروف ان ضيق العيش والفقر من أهم أسباب الإنفجار المجتمعي.. وفي مصر حدث ولا حرج.. الأمور على الجانب الاقتصادي للمواطن تنتقل من شيء إلى أسوأ ومن بعد الثورات وتوابعها الاقتصادية حصل downgrade  لكل المواطنين.. كل واحد وقع في شريحة أقل من اللي كان متعود عليها.
نفس السبب دا بيخلي المواطن ينظر للطبيب على انه غني وهو فقير؛ الحقيقة معظم شباب الأطباء بيشحتوا فعليا.. لكن معظم الأطباء بعد استقرار حياتهم العملية عندهم مستوى دخل ومعيشة أعلى من باقي طبقة موظفي الحكومة من أقرانهم بدرجات متفاوتة.. والحقيقة برده ان دا طبيعي وانه مش عيب وانه مش من فراغ لكن نتيجة تعب سنوات و مجهود جبار و تضحيات كثيرة وأخيرا عمل لساعات أطول.. الطبيب مستواه المادي مش بيرتفع من العمل من ٨-٢ و القعدة على القهوة باقي اليوم؛ ولازم نقر بحقيقة انه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية فالمواطنين بيكرهوا اي حد معاه فلوس لمجرد انه معاه فلوس.. دي حقيقة
يعني لو شافوا واحد غني يقولوا ما دا اكيد حرامي.. رغم انه ممكن.. ممكن يعني.. ميكونش حرامي.. ممكن والله عادي
تاخد مثال؟ نجيب ساويرس
اغلب المصريين بيكرهوه عشانه معاه فلوس ومنهم اللي بيتسائل هو ليه ميوزعش على كل مواطن مليون (وفي اقاويل مليار) مهو معاه فلوس كتير.. دي حقيقة والله
(صحيح ساويرس تحديدا المصريين بيكرهوه لأنه غني ولأنه مسيحي..ودي حقيقة برده بس دا مش موضوعنا دلوقت)

ثالثا: ضعف القدرة الفعلية للخدمات المقدمة من وزارة الصحة.
مبدئيا لازم نفهم ان الخدمة الصحية الجيدة مكلفة للغاية.. والخدمة الصحية فقط مكلفة فقط.. في كل الأحوال الخدمة الصحية مكلفة ولا يمكن توفيرها بدون نفقات.. عشان كدا مفيش اي دولة في العالم فيها تآمين صحي مجاني كامل غير كندا فقط.. دولة تعداد سكانها بسيط و عندهم موارد تغطي دا.. اما باقي العالم فالخدمات الصحية فيه تقدم بأنظمة تأمينية مختلفة ولكن جميعها مستقطعة من رواتب الأفراد.. بمعنى انك في اي دولة في العالم غير كندا انت بتدفع تمن الخدمة الصحية بتاعتك يا اما عن تأمين بيخصم من راتبك زي امريكا مثلا او كاش زي امريكا برده في حالة ان ميكونش عندك تأمين او معندكش عمل اصلا..
طيب لو مفيش تأمين ولا عمل؟ لا ولا حاجة هتترمى في الشارع وتتساب تكوت حرفيا.. حرفيا.. ودا في أمريكا مش في مصر
يبقى اذا نتفق على مبدأ ان الخدمة الصحية مكلفة.. طيب هل مصر بتنفق على الصحة؟
لأ طبعا.. معدل الإنفاق العالمي على القطاع الصحي ١٤% وعندنا في مصر بيتراوح بين ١.٤-١.٧% مع العلم انك في مصر يفترض انك بتقدم علاج مجاني بالكامل ودي حاجة مبيقدمهاش اللي بيصرف ١٤%.. انت متخيل حجم المهزلة؟
نتيجة دا انه ببساطة مفيش إمكانيات لتقديم الخدمة الصحية اللي حضرتك منتظرها كمواطن واللي نص الدستور المصري بيكفل ليك الحق فيها على فكرة.. وبالتالي فانت كمواطن ارجعت نقص الإمكانيات دا لأن الدكتور مش عايز يعالجك وخلاص لأن طبيعي ان عوام الشعب هيفكروا في المشكلة من سطحها مش من قلبها فبياخدوا اللي قدامهم وخلاص اللي هو آخر درجة في سلم الخدمة الصحية.. مقدم الخدمة

رابعا: الدولة مدركة جيدا انها بتضغط على المواطن اقتصاديا وأمنيا بشكل كبير.. وان لازم المواطن يفرغ الضغط دا.. بس طبعا مش هينفع يحصل دا في جهاز أمني او قضائي.. المواطن يخاف يجرب أصلا.. فكان الحل الأمثل هو قطاع الصحة.. الدولة بتدفع المواطن دفعا لتفريغ كل مشاعره السلبية ناحيتها في المستشفيات ومن خلال التعدي على الأطقم الطبية..
وزراء الصحة المختلفين دايما بيصرحوا ان المستشفيات كاملة التجهيزات.. ودا كذب بين يشهد ربنا عليه.. ودايما تلاقي الوزير اول ما يمسك ينزل يحوله ٥٠٠ دكتور للتحقيق في اي مكان او ينقل زيهم اماكن بعيدة او غيره من أفعال الشو اللي بتكون مقصودة لتوجيه المواطن.. مع ان الطبيعي ان لو في تقصير من طبيب يحاسب قانونا زيه زي اي موظف بتحقيق من الشؤون القانونية المختصة ويوقع عليه كافة العقوبات المستحقة المنصوص عليها في القانون.. زي ما بيحصل مثلا مع ظابط.. بلاش.. امين شرطة عمل شيء مخالف زي انه قتل مواطن مثلا او قاضي اتمسك بمخدرات.. الحاجات دي بتحصل برده (وعلى فكرة في العالم كله مش عندنا بس) وبيتم سلك كافة الطرق القانونية في التعامل مع المخالفات دي and guess what? هو دا الصح ودا اللي مفروض يكون

خامسا: الغياب الكامل لمنظومة القانون والتأمين في المستشفيات وغياب قوانين المسائلة الطبية..
النقطة دي انا جمعت فيها نقطتين متصلين؛ غياب التأمين عن المستشفيات وغياب القوانين الصارمة اللي تتصدى للتعدي على المستشفيات والاطقم الطبية(بالمناسبة دا مش privilege دا شيء بديهي وطبيعي الطبيب في النهاية موظف ولا يجوز التعدي على موظف في مكان عمله).. غياب التأمين رغم تكرار حوادث التعدي بشكل يومي انما بيؤكد النقطة الرابعة
اما عن قانون المسائلة الطبية فغيابه مع شيوع الفوضى وتردي الأحوال الإقتصادية جعل الأطباء مطمع لكل ضعاف النفوس في انهم يكونوا مصدر دخل عملا بمبدأ ان كل واحد في مصر ماشي يحط ايده في جيب اللي جنبه؛ ولغير الأطباء أوضح ان المقصود هنا هو غياب آليات صحيحة للمحاسبة في الحالات التي تقع بين المضاعفات الطبية وبين الإهمال الطبي.. والفارق بينهما كبير.. فالأول وارد ااحدوث مع اتخاذ التدابير اللازمة ولا يسأل الطبيب عنه والثاني ناتج عن خطأ من الطبيب يسأل عنه قطعا.

سادسا: أخطاء تحدث من بعض الأطباء أذكر أهمها
 - تقصير بعض الأطباء في أداء واجبه في العمل الحكومي واهماله لحساب العمل الخاص وهو قطعا خطأ يستوجب المحاسبة ولكن يجب الانتباه لأنه خطأ يشمل جميع المصالح الحكومية ولأنه لا يشمل الأغلبية من الأطباء.
- تدني بعض الأطباء في تعاملهم مع المرضى.. في دكاترة للأسف عشان "الزبون" ميمشيش بيعملوله كل اللي هو عايزه وبالتمن اللي يرضى بيه.. دول فعليا سبب مهم في استعلاء المواطن على الأطباء
- التعسف الداخلي بين الأطباء وبعضهم.. المدير الظالم طبيب و مدير الإدارة ووكيل الوزارة المتعسف طبيب و الزميل الغير ملتزم اللي بيسيب شغله لزمايله طبيب و الطبيب اللي بيتكلم على زميله بشكل سيء ويجرح فيه طبيب.. كلها سلوكيات بتساهم في سوء الوضع وانحدار صورة وقيمة الطبيب أمام متلقي الخدمة.


سابعا: الشحن الإعلامي المستمر والمتواصل ضد الأطباء وهو في جزء منه بتوجيهات امنية من الدولة وفي جزء آخر بسبب الجهل والغباء المترسخ في القائمين على العمل الإعلامي في مصر وفي كل الأحوال لأن الأطباء لا شوكة لهم ولا يخشى منهم رد فعل لأي تطاول مهما بلغ.. فلا تنظيم ولا نقابة ولا وزارة تحمي.

ثامنا: تقاعس الأطباء عن المطالبة بحقوقهم
الأطباء هم الفئة الأسوأ في مجال التنظيم والتحرك ودا بيأتي في تزامن مع موقف دائم من وزارة الصحة المنوط بيها المحافظة على حقوق الأطباء ضد الأطباء فضلا عن ضعف تام وكامل لنقابات الأطباء المختلفة وبخاصة في عهد.. عهود.. د. منى مينا اللي نجحت في شيء واحد وهو تحويل النقابة لمركز جبايات جديدة تأخذ من الأطباء أموال طوال الوقت بدون تقديم أي مقابل اللهم الا معاش ٧٠٠ج.
--------------------------------------------------------------

انتهى الجزء الأول عن أسباب العداوة المتزايدة من المجتمع تجاه الأطباء.

الجزء الثاني فيه تعليق على بعض المفاهيم الشائعة بين الناس عن الاطباء.. هنا 
الجزء الثالث فيه كلمتين عن أثر العداء دا على الطبيب و  المجتمع .. هنا 

every night story




and when the night comes
oh! it's the worst
everywhere is dark 
everything is silent
except the loud burning flames
of all that's inside
racing heartbeats
emerging flood of emotions
inside that grieving heart
tormenting him
body shaking
out of fear
devoid of defenses
afraid of what the memories
should bring this time

الأحد، 10 مارس 2019

bitter sweet




bitter sweet
sorrowful joy
sad happiness
visual wrapped in visions
scarred beauty
turbid rivulet of emotions 
murky crystal view 
hopes dipped in fear
shadows in the light
insecure rest
no longer perfect 
not any more complete 


الثلاثاء، 5 مارس 2019

واجب العزاء






الحقيقة دايما بكون حريص على المشاركة في العزاء اللي يخص دايرة معارفي.. يمكن بحاول اخلع من الأفراح بس العزا كنت بحس انه مينفعش اتأخر عنه طالما يخص حد اعرفه
كنت زمان دايما بقول طيب لو الحد اللي اعرفه دا هو اللي توفاه الله.. هروح اعزي مين؟ انا معرفش حد من اهله ومش هبقى عارف حتى مين اللي في الخاطر ولا هما عارفيني

مع وفاة والدي - رحمه الله وأكرم مثواه - ومع جنازته اللي كانت بفضل الله تعالى ممتلئة بالبشر عن آخرها.. فهمت
وقت صلاة الجنازة المسجد كان ممتلئ عن آخره.. والساحة حول المسجد على اتساعها كانت ممتلئة عن آخرها.. كمية مهولة من الناس انا معرفش معظمهم
بس اعرف اني حسيت بشعور طيب ان والدي كان بينه وبين الناس دي كلها خير بشكل او بآخر
منهم االي كان قريب بالدم او النسب ومنهم اللي كان جار ومنهم اللي كان معرفة حسنة ومنهم اللي كان في يوم والدي الطبيب ربنا استخدمه سبب في شفاءه.. ومنهم اللي لسة باقي على شيء من أخلاق الإنسانية والمسلمين الطيبة وحضر الصلاة والعزاء من باب الأجر والثواب للمتوفي ولنفسه او لتقديم الدعم لأهل المتوفي

المهم ان ايا كان السبب فالأكيد ان مشهد الجنازة الممتلئ بالناس أعطى لي شخصيا قدر من السكينة والاطمئنان على والدي وقد استعدت في عقلي كافة المقولات التراثية عن فضل ودلالات سعة الجنازة وما إلى ذلك مما لا أعرف ان كان من اصول الدين ام انه دخيل عليه.. الا اني اعرف انه كان شعورا طيبا

لذا.. فمن استطاع حضور جنازة من يعرف ومن لايعرف فلا يتأخر.. فلا تعلم قدر الدعم الذي تقدمه لأهله ولا تعلم ما يصل المتوفى من رحمة بحضورك الصلاة والدعاء له
-------------

شكرا لكل حد قدم العزاء في والدي واخص بالشكر اصدقاء الطفولة والشباب اللي ربما بعدتنا المسافات وانقطعت الصلات بحكم الحياة لكن فوجئت بوجودهم في العزاء.. شكرا ليكم جدا

الاثنين، 4 مارس 2019

till the very last breath





wasn't sure he fully understands
not believing this might be true
didn't know if.. when.. how
with him shaking to the core
shaking intensely as if
there were a thousand earthquakes inside of him
with every single word
how it was like? it's something he can never describes
no words can ever tell
didn't realize back then
that he was all ruined for good
and it's just the wrecks of his soul
get to relive every moment 
every detail
get to live in this ablazing hell
till the very last breath

الأحد، 3 مارس 2019

"" سكون الموت "".. في رثاء أبي




ذلك السكون الذي يملأ الاجواء عند الموت
فكأنما الأماكن صارت أوسع 
وكأنما كل شيء صار أهدأ
كان كل ما حولك من حياة صارت اقل صخبا
كأنما كل ما حولك من جماد صار أكثر صمتا
شعور غريب بالخواء و الفراغ
شعور ربما تندهش من عدم تخيله قبل معايشته
شعور غريب ان فرغت من حولك الدار وهي عامرة
فكأنما من رحل كان الوجود
أو ان الوجود كان به أكمل 
----------

رحم الله والدي د. محمود شحاتة وجزاه خير الجزاء بحسن ما ربى وما عالج وما علَّم
٢ مارس ٢٠١٩ - من أمام منزله الأخير

visitors