الثلاثاء، 5 مارس 2013

تخلف الحجاب وتقدم الـ هوت شورت


فى الفترة الماضية قدر الله لى الاحتكاك بكثير من الملحدين والعلمانيين ودارت بيننا نقاشات طويلة احيانا وعابرة احيانا اخرى وسعدت بها كثيرا لأنى من خلالها استطعت الحصول على نظرة مقربة عن كيانات لم اكن اعلم عنها الكثير سلفا وخرجت منها بخبرات وافكار كثيرة لا يسعنى الحديث عنها الآن وليست هي موضوع التدوينة بالأساس.
بداية فالتدوينة موجهة فى الأساس الى منتقدى الإسلام ومن يربطون الزى بالتقدم وربما لن يكون ذا قيمة للمسلمين.

من الملاحظ دوما على المنتقدين للإسلام على اختلاف توجهاتهم سواء أكانوا ملحدين أو علمانيين أو حتى مسلمين غابت عنهم مفايهم الإسلام الصحيحة, جميعهم عندما يصف الإسلام بالرجعية والتخلف يكون الأساس المستند اليه هو حجاب المرأة.
دائما حينما تسمع عبارات من قبيل: "بطلوا رجعية وتخلف" أو "سايبين التمدن وعايشين فى عصر الخيمة والجمل" الى آخره من عبارات الإهانة المتعمدة يكون الحديث فى أغلب الأوقات عن حجاب المرأة وزى المرأة فى الإسلام.
فى عجالة فالإسلام وضع قواعد عامة للزى سواء للرجل أو للمرأة قد لا ألم بجميعها ولكن ما أعرفه عن قواعد الزى الإسلامي للمرأة يقول أن زي المرأة ينبغي ألا يصف ولا يشف, وينبغى أن يغطى جسدها كله فلا يظهر منه سوى الوجه والكفين كما هو الحال فى ملابس إحرام المرأة وأخيرا ألا يكون ملفت للانتباه أو متكلف أكثر مما ينبغي فالله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على العبد ولكن نحن أمة وسطا لا إفراط ولا تفريط ولا مجال لدينا للخيلاء والفخر.

ونأتى هنا لإشكالية الزى وعلاقته بالتقدم والتخلف..
بداية الأزياء تتشكل من عادات المجتمع وتقاليده.. فتجد أن لكل مجتمع زيه الخاص به, ففى اليابان مثلا لديهم "الكيمونو" وفى الهند ترتدى النساء "السارى" وفى اوساط البدو نجد زيهم المميز سواء للرجال أو النساء وفى أوروبا العصور الوسطى كانت جميع النساء ترتدى فساتين طويلة تكشف منطقة الصدر وفى العصر الحالي تغير الزى طبقا لتغير الزمن واختلاف العادات والتقاليد وفى أدغال أفريقيا نجد القبائل الوثنية ترتدى لباسا مميز لها وتتزين بأحجار وعظام ورسومات إلى آخره.
اذا الأزياء تتشكل بحسب ثقافة مجتمعاتها.. ولو أضفنا لهذا البعد بعد آخر وهو المعتقدات على اختلافها فسنجد أنه من الطبيعى أن يكون لأصحاب كل عقيدة قواعد خاصة بأزيائهم.. فنرى السيخي فى الهند يضع عمامته والراهبة فى أوروبا ترتدي لباس الراهبات الشهير والمسلمة ترتدي ما يتوافق مع معتقداتها وما يوفى شروط الرداء فى الإسلام.
فما علاقة هذا بالتقدم والتخلف؟
وما الذى يضيفه تغطية أو كشف جزء من جسد المرأة الى عقلها؟
فالمرأة ستظل هى مفسها سواء أكانت بنقاب أو بـ هوت شورت. امكاناتها العقلية وتعليمها سيظل نفسه ولن يتأثر بما ترتديه, ولو كان الزى معيار التقدم والتخلف فكيف يتأتى لمسلمة ملتزمة بتعاليم دينها أن تكون طبيبة ناجحة أو عالمة فى مجال ما؟ كيف تخلفت هذه عن ركب التخلف الذي يفترض أنها تسير فيه؟
 وكيف يتأتى لأخرى متحررة أن تكون مجرد نادلة فى مطعم فى تكساس أو ربما بائعة هوى فى حارة ضيقة فى شيكاغو؟ كيف تخلفت هذه عن ركب التقدم الذى يفتر أنها تسير فيه؟
الموضوع يا سادة أن ما يحدد التخلف والتقدم هو القالب وليس الغلاف.. المرأة بداخل الزى أيا كان عدد قطعه.. ولذلك فى أوساط المسلمات نجد أستاذة الجامعة المرموقة و نجد بائعة الفجل الأمية.. وفى أوساط المتحررات نجد أيضا عالمة الصواريخ و عاملة النظافة.

الهجوم على حشمة المرأة المسلمة وانتقاده وتعمد تقبيح صورة الحجاب فى أذهان النشأ من بنات المسلمين هو لا يعدو كونه أحد أسلحة شياطين الإنس والجن فى الحرب على الإسلام, فقد قالها الشيطان لله تعالى منذ بدأ خلق الإنسان: "فبعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين", وللأسف  حديثهم هذا يلاقى رواجا فى بعض الأوساط وبخاصة فى زمن كثر فيه البحث عن الحرية وقل فيه من يعرف معنى الحرية.

وختاما الى بنات دينى وأخواتى المسلمات: تذكرى دوما أن حريتك وشرفك وجمالك محلهم طاعة الله ومتى كنتى الى الله أقرب كنتى أكثر تحررا من كل من تحررت أجسادهم واستعبدت نفوسهم.
والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by AllBlogTools.com Enhanced by MyBloggerTricks.com

إرسال تعليق

visitors