الاثنين، 30 يناير 2012
الجمعة، 27 يناير 2012
أنا منتقبة. أنا ملتحى
"أمى
كانت زمان بتقولى: "تحت القبة شيخ".. عاجبك كدة يا حاجة؟ أهى بقت كلها
شيوخ"
السطر اللى فات كان تويتة لطيفة بخصوص مجلس
الشعب قريتها فى الهاش الأسطورى اللى اتعمل مع انطلاق أول جلسة وحبيت أبدأ بيها
التدوينة على سبيل المرح.
فى التدوينة دى هحاول أتكلم عن نظرتى وفهمى
للنقاب واللحية لازالة اللبس لدى بعض أصدقائى من المنتمين للتيار السلفى(هدانا
الله واياهم الى الطريق المستقيم) بخصوص نظرتى للحية والنقاب..
استعنا على الشقاء بالله
بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ مع النقاب..
النقاب كما أفهمه وأعرفه فهو ليس بفريضة
وانما فضيلة.. من شائت ان تلتزم به عن اقتناع وايمان وفهم فهو حق لها وزيادة لها فى
درجاتها ان شاءالله.. وهو ليس أبدا رمز للجهل أو التخلف أو الفقر أو اى من
السلبيات وانما هو فى معناه وحقيقته رمز لزيادة فى الفضيلة..
وعليه فالمنتقبة لها كامل الحق والحرية فى ان
ترتدى نقابها فى أى مكان تذهب اليه سواء أكان فى الشارع أو الجامعة او العمل وليس
لأحد أن يبادر بتصرف فيه انتقاص لحق المنتقبة فى نقابها كأن يطلب منها الكشف عن
وجهها عند دخول أحد الأماكن العامة كالجامعة او العمل أو غيره.. ومن يجترأ على ذلك الحق فهو لا يفهم معنى مقولة:
"انت حر مالم تضر".
واما عن الجدل الدائر عن بعض الحالات التى
تتطلب التحقق من الشخصية أو كشف الوجه لفترة فهذا دون شك حق الدولة على المنتقبة
ويجب أن تمتثل المنتقبة لذلك الحق ولكن على الدولة ان توفر لها سبل التحقق من
الشخصية بما لا ينتقص من نقابها.. مثلا
كأن يتم التحقق من شخصيتها عن طريق موظفة امرأة فى غرفة منعزلة أو خلف ستار..
ومثلا فى الامتحانات تؤدى الطالبات المنتقبات الامتحانات فى لجان خاصة مقتصرة على
الفتيات وتحت رقابة سيدات بحيث يتسنى لهن كشف الوجه طوال مدة الامتحان منعا لحالات
الغش وفى هذا حفاظ على حق المنتقبة وحق
الدولة.
هذا هو النقاب كما أفهمه.
ننتقل الآن الى اللحية..
واللحية كما أفهمها هى سنة عن الرسول-صلى
الله عليه وسلم- والسنة فى حدود ما أفهم العمل بها ينفع وتركها لا يضر اللهم الا
ضرر عدم الحصول على المنفعة.. ولن أطيل فى الحديث عن اللحية لأنها ليست موضوع
بحساسية النقاب.
وهنا يوجد سؤالان أوجههما الى نفسى..
1. اذا كانت هذه نظرتى للنقاب واللحية فكيف
يستقيم أن أكون من أكثر المنتقدين لأصحابهم وبأسلوب ساخر فى معظم الأحيان؟
2. لماذا لم ألتح؟
أولا.. بخصوص انتقاد الملتحين والمنتقبات.
فى البداية أحب ان أوضح وأؤكد على أنى لم
أسخر يوما من اللحية أو النقاب فى ذاتهما وان كنت فعلتها عن خطأ أو جهل فليغفر الله
لى..
على العكس تماما, عندما أرى منتقبة أبادر
بابعاد نظرى عنها حتى لا أسبب لها الحرج.. وعندما أرى شخص ملتحى أعامله على أنه
شخص جدير بالاحترام الا ان يبدر منه ما ينفى ذلك.
وانا بالفعل مع ذلك كثير الانتقاد لأصحاب
اللحى والنقاب. ولكن ""فقط"" لمن يأتى منهم بفعل يتنافى مع ما
يدعو له مثل ان يتسلط ملتحى مفترضا انه بلحيته أفضل من غيره او انه أكثر اسلاما من
غيره.. او ان يرتفع صوت منتقبة فى الحديث بين الرجال بأسلوب فظ.. او غيرها من
الأمثلة وهى أمثلة موجودة ورأيتها بعينى ولينكر من يريد أن ينكر.
ثانيا.. لماذا لم ألتح وانا اعلم انها سنة؟
انطلاقا من فهمى للحية على انها سنة فانا لا
أجد نفسى آثما ان لم أطبقها فهى سنة وليست فرض وفى الواقع السنن كثيرة منها مثلا
الصلاة فى المساجد مع جماعة المسلمين وحسن معاملة الجار وحسن المعاملة مع المسلم
وغير المسلم والتصدق على الفقراء واماطة الأذى عن الطريق ومساعدة المحتاج وغيرهم من آلاف السنن العظيمة
التى سنها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم
ليحسن بها معاشنا.. وفى رأيى لا تقدم اللحية على حسن المعاملة مثلا.. فما نفع
لحيتى اذا كنت فظا مع أخى المسلم؟ وما نفع لحيتى اذا جعلتنى أظن أنى من أهل الجنة
وأخر الغير ملتحى من أعداء الدين؟! حسب فهمى للدين وفى ضوء مقولة: "الدين
المعاملة" أعتقد ان سنن تهذيب النفس مقدمة على سنن تهذيب اللحية فليس باللحية
وحدها أكون مسلما كما ينبغى.. وهذا ليس انكارا للحية او تقليلا من قدرها.. فكما
قلت انها سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكنها ليست السنة الوحيدة وانما هى
احدى السنن التى سنها لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وانا افضل فى تهذيب
نفسى ان أبدأ بالسنن القلبية قبل السنن الظاهرية..
ومن يدرى.. ربما فى يوم أطلق اللحية رغم
قناعتى انها لن تضيف لى شىء سوى نفس ما يضيفه لى اماطة الأذى عن الطريق وهو فضل
اتباع "احدى" سنن الرسول صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق
السبت، 14 يناير 2012
د. البرادعى.. وعتاب رقيق لشخص أكن له كل الإجلال والإحترام
الموضوع بدا لما اتناقلت أخبار على تويتر
بخصوص مفاجاة كبيرة هيعلن عنها البرادعى فى عدد الصباح من جريدة
"التحرير" وكانت التكهنات كلها متجهة نحو تحالف بين البرادعى وأبو
الفتوح فى أغلب الاحتمالات فى حين اتجهت بعض التكهنات الى اتجاه جماعة الإخوان المسلمين
لإعلان دعمها لـ د. محمد البرادعى فى انتخابات الرئاسة يونيو 2012.
دخلنا نمنا-أقصد البرادعاوية- واحنا مش
عارفين ايه الموضوع وكلنا متوقعين مفاجأة حلوة تفتح النفس بعد الفترة الأخيرة اللى
غلبتها الأخبار السيئة ومنتظرين صدور عدد الصباح من جريدة التحرير عشان نشوف
المفاجأة.
فى ظهر يوم السبت 14 يناير 2012 فتحت تويتر
وعملت سيرش على أحد أهم الأسماء القليلة اللى بعمل ليها سيرش على تويتر وكتبت “ElBaradei”.. وكانت المفاجأة
بالفعل كبيرة زى ما وعد الدكتور لكن مش حلوة زى ما كنت متوقع.. فيما يتعلق بيا انا
على الأقل باعتبارى برادعاوى فلول زى ما أصحابى بيسمونى.
الخبر كان إعلان د. البرادعى عن قراره بعدم
ترشحه للرئاسة فى يونيو 2012 والأسباب كانت انه زى ما ذكر قبل كدا انه يرفض الترشح
فى ظل عدم وجود دستور أو دستور غير معد بشكل يضمن تمثيل كامل لكافة فئات الشعب.
من خلال متابعتى لردود فعل الشباب على قرار
الدكتور لاحظت تنوع فى رد الفعل بين المعارض والمؤيد للقرار لكن غالبية الشباب
اللى شفتهم على تويتر على الأخص كانوا من المؤيدين للقرار وطبعا الأسباب معروفة
وهى يمكن تلخيصها فى ان دى حركة من شأنها تأجيج الموقف قبل ذكرى الثورة الأولى بعد
11 يوم من لحظة كتابة السطور دى ان شاءالله.
أما عن موقفى أنا فكالعادة استقبلت الخبر
بهدوء وقلت قدر الله وما شاء فعل ولكن فى الواقع كلى ضيق من دكتور البرادعى بسبب
قراره ده لعدة أسباب هذكرها هنا ان شاءالله..
1. احنا كشباب بقالنا سنتين وداخلين فى
التالتة كمان شهر كنا شغالين مع الدكتور وفى ضوء فكره ومشاريعه السياسية الشبابية
شفنا منه كل ما يجعلنا نؤمن أنه وليس غيره رجل المرحلة وأنه "الوحيد"
-وبشدد على كلمة الوحيد- اللى عنده المقومات المطلوبة للمرحلة القادمة والمؤهلات
اللى مصر محتاجها عشان تتحول من عزبة لدولة. فكان طبيعى خيبة الأمل والإحباط يكون
حجمهم كبير جدا مع خبر زى دا وخصوصا انه كان-بالنسبالى على الأقل- غير متوقع على
الإطلاق.
2. قرار الدكتور فى رأيى غير مبرر والأسباب
اللى قدمها يمكن ضحدها بسهولة.. فالمعروف حتى لحظة كتابة التدوينة ان الدستور
سيوضع قبل الدستور وحتى الآن لا يوجد كلام نهائى بخصوص لجنة تشكيل الدستور
وبالتالى المجال مفتوح لأن تكون اللجنة ممثلة لجميع فئات الشعب كما ينبغى أن
يكون.. اذا فلما العجلة فى قرار عدم الترشح؟
واللى كمان بيعزز رأيى ان الدكتور أخطأ فى
قراره هو ان الأيام الأخيرة شهدت العديد من المبادرات السياسية من فئات مختلفة من
المجتمع سواء أكانت قوى سياسية ممثلة فى الأحزاب أو قوى دينية ممثلة فى مبادرات
الأزهر والتى كان آخرها قبل أيام قليلة ولاقى توافقا كبيرا حتى من الجهة التى يخشى
من تشددها وأشير هنا للسلفيين, فقد شهد
المؤتمر حضور فضيلة الشيخ محمد حسان بالإضافة لممثلين عن حزب النور على رأسهم رئيس
حزب النور نفسه. إذا فالجميع بما فيهم السلفيين يسعون نحو التوافق حتى لو كان فى
هذه المرحلة فقط.
إذا فالاستناد لعدم وجود دستور قبل
الانتخابات هو أمر غير سليم حتى اللحظة والاستناد لعدم وجود تمثيل كامل لكافة فئات
الشعب هو أمر غير موضوع حتى الآن لأنه لم يتم تحديده والمؤشرات فى الفترة الأخيرة
فى هذا المجال تبدو ايجابية على عكس ما كان متوقع.
3. السبب الثالث والأكثر أهمية فى رأيى هو
الخطأ فى إختيار التوقيت-الا ان يكون ليس خطأ!-, فإعلان قرار مثل هذا فى مثل هذا
التوقيت والذى يسبق ذكرى الثورة الأولى بايام قليلة ويضج بدعاوى كثيرة لبدأ ثورة
ثانية وكلام من هذا القبيل لهو بمثابة
دعوى صريحة للنزول الى الشارع مرة ثانية وينبغى التنويه لأن مؤيدى البرادعى وان
كانوا ليسوا بالكثرة لاحداث ثورة ثانية منفردين الا ان عددهم كافى لخلق اضطرابات
نحن أحوج ما نكون للبعد عنها فى هذه المرحلة, وللأسف فإن رفاقى البرادعاوية قد غلب
على معظمهم تشوش الرؤية وصاروا ينقادون خلف أى دعوة ثورية مهما كان مصدرها أو شكلها
أو مضمونها ودون النظر للعواقب وهو أمر خطير جدا.
فى النهاية يأتى وقت الرسالة التى أرغب فى
توجيهها للدكتور وسأخاطبه بما احببت دوما ان اناديه به..
أبى الروحى/ د. محمد البرادعى :-
أنت أحد الأشخاص القليلة جدا التى كان لها عظيم
الأثر فى نفسى وعقلى والتى تعلمت منها كثيرا وعشقت فيها صدقها اللامتناهى
واحترامها المطلق لمبادئها وعدم الحياد عنها تحت أى ظروف أو عوائق, وأنت أحد أكثر
الأمثلة وضوحا للرجل الصلب وهو ما أثبته بصبرك على كل ما لاقيته من أبناء وطنك من
افتراءات واهانات وتجريح بالباطل فقط لأنك تحمل لهم الخير وكنت دائما ما ترفض
الالتفات لهذا وتستمر فى طريقك عازما على النجاح وتحقيق المراد وايصال رسالتك لكل
من يهاجمك على طريقة: "اللهم إهدى قومى فإنهم لا يعلمون" وهى رحابة صدر
يندر أن تتكرر كثيرا فى الزمن الواحد أو حتى الأزمان المتلاحقة.
باختصار انت تحمل أكثر الصفات اللتى أتمنى أن
أحوز ولو بعضها يوما وكنت وما زلت وسأظل
دوما أفتخر بكونى "برادعاوى" أصيل وحتى النخاع حتى وان اختلفت معك فى
الرأى أحيانا. فقد تعلمت منك كيف يكون الخلاف وسيلة لتكملة الطريق وليس للفرقة.
أكتب هذه الكلمات وقلبى يحترق بخيبة الأمل
الكبيرة والتى لم أعهدها يوما من جانبك فقد كنت دوما ما تحمل لنا جميعا الأمل
والأمل فقط ومن ثقتك فى الغد المشرق كنا دائما ما نستلهم مصدر قوتنا وإصرارنا على
الكفاح مهما كانت الصعاب, ولكن يبدو أنها احدى سنن الله فى الأرض تتحقق كالعادة:
"دوام الحال من المحال".
هذه التدوينة هى عتاب رقيق يخلو من أى تجريح
أو اهانة لشخص أجله وأحترمه كثيرا ولم أتخيل يوما ان أكتب له هذا الكلام وقد تعمدت
اختيار هذا العنوان حتى لا يستخدم البعض من ضعاف النفوس هذه الرسالة فى التشهير بك
أو ادعاء انقلاب مؤيديك عليك.. فقد كنت وما زلت وسأظل الى ان يأتى أجلى ان شاءالله
أفتخر بانتمائى للقامة العظيمة المسماة بالدكتور محمد البرادعى وانى أعتبرك وبكل
صدق الشخصية الأبرز فى مصر منذ وفاة معلمى وأستاذى د. مصطفى محمود-الرجاء قراءة
الفاتحة له وما تيسر من الدعاء يرحمنا ويرحمكم الله- ولكن العتاب ضرورى وأتمنى لو
تصلك هذه الرسالة فى يوم من الأيام.
وفى الختام أعلم انك لم ولن تبتعد عن المشهد
السياسى أو تكف عن خدمة وطنك بالشكل الذى تراه مناسبا ولذلك فأنا أجدد العهد على
اتباع خطواتك دائما أيا كان الدرب الذى ستسلكه طالما انى أتفق معك فهذا ما تعودت
عليه, وانى اعلم انه وان كنت قد أخفقت فى أحد أهم قرارت حياتك الا ان عقلك ما زال
ملىء بالأفكار القوية والتى لم يسبقك اليها أحد فى المشهد السياسى المصرى كما
عودتنا دائما ولذلك فأنا ما زلت فى إنتظار
جديد مشاريعك السياسية من أجل تحقيق هدفنا جميعا وهو الإرتقاء بمصر ووضعها فى
المكان الذى تستحقه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
والله الموفق
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)