فى حلقة الثلاثاء 8/6 من برنامج آخر كلام استضاف الاعلامى المتميز يسرى فودة المستشار المحترم/ هشام البسطويسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.. وفى الواقع اثبت المستشار البسطاويسى انه صاحب كاريزما من نوع خاص.. فهو شخص متمكن من مادته العلمية(القانون) ويعرف جيدا كيف ينسق كلامه وكقاض فهو شخص يحترم الحقوق ويحرص عليها و اتضح هذا فى كلامه.. وفى الواقع لو لك أكن برادعاويا بالفطرة لربما كنت وضعت المستشار البسطاويسى على قائمة من يمكن ان يتجه اليهم قلمى فى ورقة الانتخاب.
تحدث المستشار البسطاويسى عن قضايا عدة فى الواقع اهمها بالنسبة الى هى ما يتعلق بالمجلس العسكرى.. وقد خرجت من حديثه بعدة نقاط:
- المجلس العسكرى ما زالت حتى الآن نواياه سليمة وهو ما زال صادقا فى رغبته فى تسليم السلطة لحاكم منتخب من قبل الشعب.
- و فى الواقع ربما يكون هذا الحديث جزءا من باب الديبلوماسية لكنى أميل اليه كثيرا وخاصة بعد مواقف القوات المسلحة المشرفة من الثورة والتى لا يمكن بأى حال من الأحوال ان تذوب بفعل تجاوزات محدودة ان حدثت.
- الاعلان الدستورى كان ضرورة لا غنى عنها لحصول المجلس على شرعية حقيقية دستورية لادارته للفترة الانتقالية..
وقد كتبت عن هذه النقطة تحديدا من قبل..
http://errant-aml-knight.blogspot.com/2011/06/blog-post.html
- الاعلان الدستورى ليس شيئا غير شرعى او التفاف على ارادة الشعب فى الاستفتاء كما اوضح سيادة المستشار وهو قانونى وبدون شك هو أفضل من يتحدث فى مثل هذه الأمور.
- اذا لم تتحد القوى الوطنية الموجودة حاليا وتضع الخلافات فيما بينها فلا نلومن الا انفسنا ان استمر حكم القوات المسلحة ورجعنا الى عهود الحكم العسكرى مرة أخرى.. فطبيعى ان المجلس العسكرى لن يسلم السلطة الا عندما يكون هناك من هو جاهزا لتسلمها.. وهذا بالمناسبة اشارة قوية على صدق نوايا المجلس وحرصه على الوطن.. فمن السهل ان يطيع المنادين بضرورة سرعة ابتعاد العسكر عن الحكم ولكن النتيجة ستكون فى الواقع خراب أكبر وركلة كبيرة الى الخلفحصل عليها الشعب كمقابل لكل التضحيات التى قدمها فى الثورة.
---------------------------------------------------------------------------------
فى رأيى الشخصى..
1. المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما زالت نواياه سليمة وما زال يريد لمصر ان تنتقل حقا الى عصر جديد أفضل ينعم فيه الجميع بما طالبوا به طويلا من حقوق مسلوبة.
2. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يريد حاكما توافقيا لا تختلف عليه فئات كبيرة من الشعب حتى يتم الاستقرار سريعا وهذا لا يتوفر فى أى من المرشحين حتى الآن.
3. هناك عدة أشياء يريدها المجلس العسكرى من الحاكم القادم ويمكن ان نلخصها فيما يلى..
- ان يكون حاكما توافقيا كما أشرنا.
- ان يكون معتدلا فى توجهاته العسكرية نظرا لأوضاع وظروف البلد.
- ان يكون هناك تنسيق كافى ومطلوب بين الرئيس الجديد المدنى وبين القوات المسلحة.. وهذه النقطة بالذات قمة فى الخطورة.. فمصر دولة ذات وضع خاص دون شك بالنسبة للناحية العسكرية لأسباب لا تخفى على أحد.. وبدون شك لا بد ان يكون هناك نوعا من التوافق بين الرئيس المدنى والقيادات العسكرية.. وهذا ليس عيبا بالمناسبة.. فلننظر الى الكيان الصهيونى والذى يعد من أكثر دول العالم ديموقراطية.. رئيس الحكومة دائما شخصية عسكرية.. وبذللك فلا نستطيع ان نلوم المجلس العسكرى او نتهمه بالسعى خلف السلطة عندما نشعر انه يريد رئيسا ""متفهما""
4. لا بد للمجلس الأعلى ان يعيد النظر فى مسألة الدستور.. وان كان ولا بد ان تجرى الانتخابات اولا فيجب عليه ان ينظر بجدية لمقترح د. البرادعى الخاص باعداد وثيقة تتضمن المبادىء العامة للدستور والتى لا خلاف عليها ولا تتغير مع تغير الوقت(وهى غير وثيقة حقوق الانسان التى أعدها الدكتور بالفعل).. على ان يتم تضمينها كمواد أولى فى الدستور تبقى الى الأبد غير قابلة للتعديل أو التغيير.
5. لا بد للقوى السياسية ان تضع صراعاتها فيما بينها وصراعاتهاالداخلية جانبا حتى تتهيأ لما هو آت وتكون على قدر المسؤلية حقا. فقد كنا نقل دائما ان الاخوان هم الأكثر تنظيما ولكن الشقاقات بدات تعصف بهم وتقسمهم الى قيادات وشباب.. كما نرى فى حركة 6 أبريل الانقسام الحالى والذى لا نفهمه حتى.. اما عن الأحزاب.. فلا تستحق الحديث عنها أصلا.
و ختاما.. انا ما زلت أثق فى المجلس العسكرى واثق ى نواياه ولكنى أقدر المسؤلية الواقعة على كاهله واعلم انه يجب عليه مراعاة التوجهات المختلفةللقوى المختلفة فى الشارع.. فاذا كنا نحن دعاة "لا" نرى ان المجلس متواطىء مع اصحاب "نعم" فعلى الجانب الآخر اصحاب نعم يرونه محايدا وعادلا.. واذا كان المجلس منحازا لأصحاب "لا" لانعكس الحال.. اذا فالمجلس ليس متواطئا ولكن موقعنا هو من يحدد نظرتنا اليه ما بين متواطىء ومحايد.
انا اثق اننا نسير على الطريق الصحيح واننا سنصل الى ما نهدف اليه ولكن لنحقق ذلك فلا بد ان نقوم بما علينا كقوى سياسية من نبذ الخلافات وتنحية الاهداف الشخصية كما يجب على المججلس العسكرى ان يكون أكثر ليونة واستماعا وان يراجع بعض سياساته.
والله الموفق والمستعان