السبت، 26 مايو 2012

كما أسقطنا مبارك.. فلنسقط نظام مبارك



والحمدلله عدت المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة فى مصر على خير وأثبتنا اننا شعب فريد من نوعه.. قام بثورة على نظام قطبيه الحزب الوطنى والإخوان وفى الانتخابات لم تخرج اختياراته عما اعتاده سلفا لنؤكد فى النهاية اننا عكس ما يتهمنا به اخواتنا العرب من دول الخليج منذ الثورة.. فقد أثبتنا بكفائة واستحقاق اننا شعب "مش" قليل اللأصل وبنصون العيش والملح ولا يمكن أبدا نسعى الى اى تغيير من أى شكل أو نوع كان اللهم الا اذا كان تغيير من نوعية "دا اسود؟.. لأ دا أسمر".

المرحلة الأولى من الانتخابات كان ليها جوانب ايجابية وأخرى سلبية لسنا هنا بصدد الحديث عن أى منهم لكن من ربما يتصدر الجوانب الايجابية حسن تنظيم العملية الانتخابية ونزاهة الاقتراع اللى شهد بيها الجميع واللى يعد نجاح كبير للقوات المسلحة المصرية -التى كثيرا ما تطاول عليها أصحاب المصلحة ومن يستغلون حالتهم الثورية من الشباب النقى الثائر- وبالطبع قضاة مصر الأفاضل والذين طالهم التطاول كما طال غيرهم من رموز مصر.
وربما يتصدر قائمة السلبيات عزوف المواطنين عن المشاركة فى الانتخابات حيث جاء الاقبال ضعيفا للغاية فى مشهد غريب لم يكن فى الحسبان ان نراه فى اول انتخابات وانا شخصيا لا اعرف له تفسيرا منطقيا حتى الآن.

وانتهينا من المرحلة الأولى بنتيجة "العودة الى المربع صفر" حيث أتت الصناديق بالوجوه المعتاده وصار علينا الاختيار بين أحد أوجه النظام القديم متمثلا فى الفريق أحمد شفيق و بين أحد الأضلاع الرئيسية فى النظام القديم متمثلا فى "جماعة الإخوان" ولا استطيع ان اسمى مرشحهم فقد كان "استبن" وربما يتم تغييره مرة أخرى أثناء كتابة المقال!

الكثير ينظر للأمر على انه اختيار بين الثورة وبين الثورة المضادة.. والكثير ينظر على انه اختيار بين الحرية والعبودية وبين الصالح والفاسد..
وربما من الوهلة الأولى والنظرة السطحية نجد أن هذه هى الصورة فعلا ولكن اذا تعمقنا فى المشهد أكثر بنظرة تحليلة أكثر عمقا ربما نجد أن الحاجة موناليزا ليست بالجمال الأسطورى الذى طالما صدعونا به! وأنها ليست الا امرأة عادية تخدع الناظرين بضحكتها التى تراها من جميع الزوايا فيخيل لهم انها جميلة!
دعونا من الحديث عن الفريق شفيق.. أو دعونا نرجىء الحديث عنه فالجميع يعلم من هو أحمد شفيق وتاريخه مع النظام السابق الى آخره وليس هناك ما يمكن أن يقال لتجميل صورته أمام شعب ثار على نظام كان هو أحد أفراده بغض النظر عن تقديرنا لدوره فى هذا النظام ومساحة هذا الدور.
ولكن دعونا نتناول الإستبن أو مرشح الإخوان (سبحن الله دى حتى الكلمة فيها "تبن" وهى اشارة لبعض المخلوقات اللطيفة!) أو بالأحرى دعونا نتناول الإخوان كجماعة ونقيم أدائها ونضعها على مقياس الثورة..
اذا سلمنا بحقيقة أن الفريق شفيق ليس بأى حال من الأحوال معبرا عن الثورة وهى حقيقة لما يجتهد هو نفسه فى انكارها.. ما الذى يجعلنا نظن أن الإخوان هم ممثلى الثورة؟
تعالوا نراجع بعض مواقف الجماعة سريعا حتى نقيمهم بمقياس الثورة..

1 - الإخوان قبل الثورة كانوا الفصيل الوحيد الذى أعلن "صراحة" على لسان متحدثهم الرسمى عصام العريان عن ""عدم"" مشاركتهم فى مظاهرات 25 يناير بل ووجهوا 10 نصائح "للحكومة" لتصحيح مسارها فى الوقت الذى كان يجتهد فيه الشباب لدعوة الناس لاسقاط الحكومه بمجلس شعبها ورئيسها.
2- شارك الإخوان فى الثورة من اليوم الأول أو الثانى لا أحد يعلم ولكن الأكيد ان وجودهم كان مؤثرا فى حماية العديد من الأرواح فى موقعة الجمل وهو فضل لا يمكن أن ينكره الا جاحد.
3- بعد الثورة كان الإخوان أول من بدأ تقسيم المجتمع المصرى.. فعندما نادت القوى الثورية بدستور جديد (مطلب الميدان فى الثورة) وافقوا هم على تعديل دستورى ردىء الصياغة -وبالمناسبة فقد صيغ بأيدى اخوانية أيضا- واتهموا كل من خالفهم بالعمالة والخيانة ومعاداة الإسلام وبذلك ارتكبوا جريمتين الاولى شق الصف الثورى بعدما توحد لأول مرة فى الميدان والثانية زرع بذور الطائفية والحشد الدينى لأغراض السياسة وهو ما سنعانى منه لفترة لا يعلم مداها الا الله حتى نتعلم دين ودنيا.
4- استخدامهم كل الطرق الغير شريفة من دعاية "حلال وحرام" الى "تضليل الناخب" و "خرق الصمت الانتخابى" و "الرشاوى الانتخابية" وتشويه المنافسين بالباطل مثل ما حصل مع النائب مصطفى النجار فى أحد دوائر مدينة نصر للوصول الى كراسى البرلمان وهى كلها أساليب لا يمكن أن تصدر من جماعة يفترض أنها تحمل  شعار الدين مثل الإخوان.
5- بعد وصولهم للبرلمان وسيطرتهم على نسبة 47.8% تقريبا(حوال 286 مقعد) كشف الإخوان عن وجههم الحقيقى وقاموا بالاستيلاء التام على جميع لجان البرلمان (16 لجنة من أصل 19 برئاسة اخوانية و 3 لجان للسلفيين ولجنة واحدة للشعب المصرى) وحتى لم يأت توزيع نسب اللجان على القوى البرلمانية عادلا فالاخوان لم يحصلوا الا على اقل من نصف المقاعد فكيف يستولوا على أكثر من 70% من اللجان؟؟ أليست بادرة سوء نية منهم ودليل على رغبة فى الاستحواذ والسيطرة على كل شىء وهم دائما ما صدعونا بأن مصر لا يمكن أن ينهض بها فصيل منفر..
ولكن كما تعودنا منهم فهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون غير ما يقولون.
6- رغم وعود الاخوان المتكررة بعد الثورة بعدم سعيهم لمنصب الرئاسة فإنهم كالمعتاد خالفوا ما وعدوا به وطرحوا مرشحين أحدهما أصلى يعلمون يقينا أنه سيخرج والآخر "إستبن" كما وصفوه والهدف من اللعبة واضح وهو الحول على تعاطف شعبى بعد استبعاد مرشحهم الأول..
والطريف هنا هو التفسيرات المهلهلة التى أخرجها الاخوان لتبرير كذبهم خداعهم وهى فى الواقع مبعث للغثيان حيث نرى فيها بوضوح اصرارهم على خداع الشعب بحجة ان العسكرى منعهم من حل الحكومة رغم انهم يعلمون يقينا ان سلطة حل الحكومة ممنوحة لرئيس الجمهورية فقط أو من ينوب عنه-العسكرى فى هذه الحالة- بقوة الإعلان الدستورى الذى كانوا هم السبب فى تمريره. فلا يصح ان يستغلوا جهل الشعب بأمور السياسة ويخدعوه بهذه الحجة الزائفة والتى تكشف مرة أخرى انهم ليسوا أهلا للأمانة.
7- لن أتحدث عن المشكلات بين شباب الثورة والإخوان فأنا نفسى مختلف كثيرا مع الثوار منذ وقت الاستفتاء وحتى اليوم الا انى سأكتفى بالنقط التى تمس الوطن ككل وليس فصيل بعينه.. ولكن أرجو ان يضع شباب الثورة انفسهم تلك النقط فى حساباتهم لأنها جل ما كانوا يدافعون عنه ليل نهار فى الخمسة عشر شهرا الماضية.
8- ودعونا لا ننسى كيف أن البرلمان لم يخج قانون عزل الفلول(أحد مطالب الميدان الرئيسية فى ال 18 يوم) الا بعدما احتاجوا اليه خوفا على حظوظ مرشحهم بعدما نزل عليهم خبر ترشح عمر سليمان كصاعقة دكت كيان مكتب الارشاد وافقدته صوابه فساروعا لاستصدار قانون معيووووووب وغير دستورى بالمرة فى أقل من 48 ساعة ""فقط"" كى يظلوا هم على الساحة.. والا فلماذا لم يصدر من قبل رغم اعلان شفيق وموسى خوض الانتخابات منذ أشهر؟؟
9- وأخيرا ما خرج علينا به الإخوان أمس من ضرورة التوحد لانقاذ الوطن وهى عبارات الخداع المعتادة التى يستخدموها لتحقيق مصالحهم ودعوتهم للجميع للتوحد خلف مرشحهم بعدما لم يعد هناك غيره فى السباق.. ولمن ينسى سريعا فقد دعا الاخوان من قبل للتوافق على مرشى رئاسى واحد "شريطة أن يكون مرشح الإخوان".. وخد بقى تيييييييييييييييت من هنا لآخر الشهر

يا ترى عند وضع الإخوان على ميزان الثورة.. كم من 10 سيأخذون؟
من يشأ انتخابهم فلينتخبهم لكن لا تقولوا لأنهم ثوريين أو لأنهم ممثلين للثورة أو لأنهم أقل فلولية من النظام السابق فحيثما أرى هم نسخة كربون من النظام السابق من حيث عدم الوفاء بالعهود والمواثيق ومن حيث السعى خلف المصلحة الشخصية ومن حيث سياسة الاقصاء والا يتحكم غيرهم او يتواجد غيرهم...
هؤلاء هم الاخوان ومن يشأ أن يطمأن لهم فذنبه.. للأسف ذنبه على الشعب وليته على جانبه فقط.

الاختيار الآن يا سادة ليس بين النظام القديم أو الثورة.. وانما الخيار الآن هو نفس ما كنا نختاره فى مطعم النظام القديم.. نفس قائمة مطعم انتخابات برلمان 2005 و 2010.. الوطنى أم الاخوان(ونراعى هنا أن الإخوان ""فقط"" هم من كان يسمح لهم بالتواجد فى الانتخابات دون غيرهم من التيارات.. لا سلفيين ولا اشتراكيين ولا حتى المواطن العادى.. اما ان تكون وطنى او اخوانى لتشارك فى مهزلة الانتخابات) 
وبالتالى فنحن ما زلنا فى النظام القديم والوضع لم يتخير وأى اختيار لن يؤدى بنا الى ما نتمناه ولن يؤدى الى نظام جديد أمثل ولذلك يجب التفكير بطريقة مختلفة..

لماذا لا نختار مرسى؟
- لا نختار الاخوان لأكثر من سبب:
1. أولا كل ما سبق عرضه من مواقف.
2. منحهم سلطة الرئاسة فى ضوء استحواذهم على باقى السلطات وبالطبع تشكيلهم الحكومة الجديدة بعد الانتخابات والتى ستأتى اخوانية بنسبة لا تقل عن 98% يعنى عودتنا مرة أخرى الى النظام القديم وحكم الأوتو قراط.. فاذا كنا نقول ان النظام القديم فكر وليس أشخاص فاننا نكون قد بدلنا الأشخاص و أبقينا الفكر والأسلوب ولكن استبدلنا حكم الوطنيـ-قراط بحكم المرشـ-قراط.
3. لا يوجد أى ضمانة واحدة ان الاخوان سيلتزمون بما يقطعوه من عهود اليوم فى ضوء ما بدر عنهم من مخالفة كافة العهود التى قطعوها بالأمس.

وبخصوص شفيق.. ما الذى يرجح كفته بالنسبة لأمثالى عن كفة مرسى؟
1. أولا عدم صلاحية الجانب الآخر استنادا لما سبق وبالتالى فلم يعد خيارا.
2. ضمان عدم تسليم السلطة كاملة الى فصيل واحد بغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا على مقدار الوطنية الكامن فيه.
3. وجود رئيس مثل شفيق سيكون الوسيلة "الوحيدة" التى تضمن قدرا من التوحد بين طوائف  الشعب ضده حتى يظل تحت رقابة "خنيقة" طوال فترة حكمه التى سنجعلها من أسود أيام عمره اذا قرر الانحراف وبالتالى سيكون مجبرا على ان ينحاز للشعب ولو على كراهية منه.
4. الدستور عندما يوضع بعيدا عن مؤسسة الرئاسة سنستطيع التحكم فيما يحصل عليه من صلاحيات وليس له حق الرفض فالموافقة على الدستور لا بد ان تكون من الشعب وبالتالى سيضمن انه سيكون تحت السيطرة وسيجبر على احترام القانون وليس كما كان ايام مبارك.. وما سيجبره هنا هو يقظة الشعب لما قد يبديه من انحراف والشعب هو الضمانة الوحيدة التى أستطيع أن أثق فيها كما أثق فى انتفائها فى حال وصول الاخوان لقصر الرئاسة.
هذه هى الأسباب الرئيسية وهناك بعض الكماليات الفرعية مثل ان اختصاص شفيق فى النظام السابق كان وزارة غير سياسية واجاد فيها بشهادة الجميع رغم ما يمكن ان يكون قد حدث من تجاوزات الا ان مستوى الخدمة تغير دون شك فى الوزارة التى كان يعمل بها كما انه يحمل فكرا اداريا دون شك عالى الجودة بحكم طبيعته الفكرية والثقافية وعمله فى مجال يتطلب تعاون وتنسيق دولى وهذا ليس مستنبط وانما استشعرته فى حديثه.

بناءا على ما سبق.. فإنى باذن الله سأعطى صوتى لشفيقفى الاعادة..
ليس لأنه الأفضل
وليس لأنه حتى جيد.
وليس لأنه ما تتمناه مصر.
وليس لأنه ما تستحقه مصر.
وليس لأنه ما تحتاجه مصر..

ولكن فقط لأن البديل أسوأ كثيرا كثيرا كثيرا منه.. فالبديل هو "الفلول الحقيقييون"

والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله.
والله الموفق

الأربعاء، 9 مايو 2012

الـــرئـــيـــس





فى خلال 20 يوم تقريبا هتبدأ الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية الحقيقية الأولى ربما فى التاريخ واللى يمكن صاحبها كتير من الأحداث اللى كان بعضها درامى وبعضها كوميدى وبعضها دامى مع الأسف..

الإنتخابات المرتقبة واكبتها كثير من الأحداث اللى الوقوف عندها بالتحليل العميق ربما يأخذ شهور فضلا عن انه يحتاج قدر من الخبرة والعلم غير متوفرين لدى فى هذه اللحظة ولذلك سأكتفى فى هذه التدوينة بتناول بعض النقاط الهامة-فى رأيى- وفى الشق الثانى استعراض سريع لأبرز مرشحي الرئاسة..



- ربما كان الحدث الأول البارز والمؤثر جدا فى سباق الرئاسة هو الخبر المفاجىء الذى طالعنا به د. محمد البرادعى فى منتصف شهر يناير من العام الحالى بقراره الخاص بعدم خوض انتخابات الرئاسة لأسباب أعتقد انها صارت أكثر وضوحا فى هذه الفترة, الا إنى مع ذلك ما زلت أختلف معه فى تقييم القرار وأرى انه كان ينبغى عليه الاستمرار فى السباق حتى مع انى صرت أكثر تفهما لأسباب انسحابه فى هذه اللحظة عن ذى قبل..
وفى هذا الشأن كتبت تدوينة من قبل يمكن الرجوع اليها

- الحدث البارز الثانى كان إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن اختيار مرشحهم وهو المهندس خيرت الشاطر.. وقد جاء الخبر بصدى قوى على الساحة السياسية بأوساطها كافة وبخاصة التيار السلفى الذى كان يستعد لتنصيب مرشحه حازم صلاح ابو اسماعيل رئيسا للجمهورية بالفعل وبدأ يتعامل على هذا الأساس ولكن جاء ظهور الشاطر كصاعقة مدوية ضربت الأحلام السلفية بعنف لسببين أولهما ما استشعره السلفيون من خيانة ومعاداة من الإخوان لهم بترشيح الشاطر ضد حازم صلاح والسبب الثانى كان ظهور مرشح قوى له ثقله ومدعوم بدعم الجماعة مما كان سيعنى غالبا هزيمة مرشحهم حتى وان لم يفز الشاطر(كنتيجة لتفتيت أصوات من سيختارون التيار المسمى بالإسلامى).



- الحدث البارز الثالث كان ترشح اللواء عمر سليمان لرئاسة الجمهورية وهو الأمر الذى جاء بعد ايام من الأخبار المتضاربة عن الترشح وعدم الترشح الى آخره وهو أيضا كان خبرا له أثره على الساحة من ناحية أن اللواء يعد أحد الأركان الأساسية فى النظام السابق فضلا عن انه عند اضافة هذا الخبر لخبر ترشح الشاطر ذهب الكثير الى ان هناك نوع من الاتفاق بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعةالإخوان على تسليم السلطة لسليمان وان ترشيح الشاطر ما هو الا لعبة لتفتيت الأصوات ليس أكثر.



- الحدث البارز الرابع هو قرارات اللجنة القضائية العليا للإنتخابات باستبعاد حوالى 10 مرشحين من سباق الرئاسة لأسباب متعلقة بمخالفة القوانين الانتخابية على رأسهم اللواء عمر سليمان والمهندس خيرت الشاطر بالإضافة الى مرشح التيار السلفى حازم صلاح ابو اسماعيل.. وهنا أود التوقف عند كل منهم قليلا...

* بخصوص استبعاد حازم صلاح فقد قدمت الأدلة الأوراق والبراهين على حصول والدته على جنسية أمريكية فى شهر اكتوبر 2006 واستخدامها للجواز الأمريكى أثناء الدخول والخروج من مصر أكثر من مرة.. وهو عكس ما ادعاه المرشح ولم يدم اى دليل يثبت صحة ادعاءه واكتفى فقط بالقاء الاتهامات هنا وهناك بشكل همجى ثم ختمها باشعال ازمة جديدة تضاف الى سجله الدامى بعد اشعاله للأزمة السابقة أيضا فى مجلس الوزراء(واللافت هنا انه دائما ما يختفى بعد اشتعال الأزمة وقد حدث هذا فى أزمتى مجلس الوزراء والعباسية)

* بخصوص استبعاد الشاطر جاء فى اللجنة ان العفو الذى حصل عليه الشاطر لم يصاحبه رد اعتبار وبالتالى فهو بحكم القانون لا يمكنه الترشح لمنصب رفيع مثل رئاسة الجمهورية فى ظل وجود سابقة مثل التى سجن فيها.

* وأخيرا بخصوص عمر سليمان فقد جاء خروجه مفاجئا مثل دخوله الا انه كان أكثر غموضا.. فكان سبب استبعاده هو عدم استيفاء النصاب القانونى من التوكيلات بالتوزيع الجغرافى المحدد فى القانون(حيث كان ينقصه 34 توكيل فى محافظة الأقصر) وسر الغرابة هنا هو انه تقدم بما يزيد على 60 الف توكيل ودون شك ان رجل مخابرات مخضرم مثله وصفته صحيفة التايمز بأنه أحد أفضل 10 رجال مخابرات فى التاريخ لن يخطىء فى عد 1000 توكيل.. مما يوحى ان خروجه كان اما له سبب آخر متعلق به(كعدم رغبته فى الترشح كما أعلن مرارا).. أو متعلق بدخوله.



- الحدث البارز الخامس هو الصعود المفاجىء لنجم د. عبد المنعم أبو الفتوح بعد الأحداث السابقة الا انه يظل نتيجة طبيعية لانسحاب د. البرادعى واقصاء حازم صلاح أبو اسماعيل فقد تحول مؤيدى الأول الى الدكتور أبو الفتوح بحكم انه أكثر المرشحين الحاليين وسطية فهو مزيج مختلف من اليمين الإسلامى بحكم انتمائه للجماعة واليسار الليبرالى بحكم فكره المتحرر فضلا عن شخصيته التى يمتزج فيها الهدوء بالعقل بكثير من الكاريزما والتى شئنا أم أبينا تلعب دورا كبيرا فى التأثير على الناخب, كما تحول أنصار الثانى الى د. أبو الفتوح بحكم فتوى شيوخهم أو قرارهم كما يحبون أن يسموه.

الأكيد الآن أن د. أبو الفتوح صار واحدا من أبرز اللاعبين فى السباق حتى وإن لم يحظ بدعم جماعته التى ما زال يعلن اعتزازه بانتمائه الى مدرستها.



- الحدث السادس هو واقعتين فى البرلمان الأولى هى قانون عزل الفلول الغير دستورى بالمرة والثانية هى الصدام المفتعل والغير منطقى بين البرلمان والحكومة وتعليق جلسات مجلس الشعب مؤقتا.. فكلا الموقفين يكشف عن أحد الوجوه القبيحة للإخوان المسلمين بحكم امتلاكهم للأغلبية داخل البرلمان, فقد اتضح انهم لا يمانعون استغلال الأمانة التى إئتمنهم عليها الشعب من أجل تحقيق منافع شخصية(وهى عادة فى الإخوان قد تنبىء بوجود أساس وراثى أو سبب دائم لتحول جينى ثابت)..

فقانون العزل لم يظهر الا بعد دخول عمر سليمان سباق الرئاسة رغم العلم بوجود اثنين من الفلول البارزين فى السباق من البداية(أحمد شفيق وعمرو موسى).

وكذلك الحال مع الحكومة فالحكومة وآدائها لم يتغيروا منذ قدوم البرلمان وكذلك البرلمان لم يتغير وأفترض أن نوابه يعلمون بفرض انهم قرؤا التعديلات الدستورية قبل الحشد للموافقة عليها أن تغيير الحكومة أو تعديلها هو من سلطة رئيس الجمهورية فقط دون سواه وبالتالى فالأزمة المفتعلة بسبب عدم قدرتهم على تغيير الحكومة لا معنى لها اللهم الا ان تكون مجرد عقاب لمن يدير البلاد على استبعاد مرشح الجماعة(والذى افترض انهم كانوا يعلمون بخروجه قبل ان يترشح بحكم احتواء الجماعة على الكثير من الخبراء القانونيين).



- الحدث الأخير هو ما يحدث فى العباسية الآن من إعتصام غير مبرر ولا داعى له أمام مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع وجود عنف واشتباكات.. وفى الواقع أنا لا أفهم ما الداعى من وراء الإعتصام من أجل مرشح خرج على أسس قانونية لم يبذل أدنى قدر من الجهد(سوى فى الصياح والاتهام بالباطل) لضحدها ولم يقدم دليلا واحدا على انه قد ذلم او ان هناك لبس أو خطأ ما.

ولكن الذى جعل من هذا الحدث شىء بارز هو ما كشفه مما يبدو كعدم اكتراث من بعض اتباع التيار السلفى بمصلحة الدولة واهتمامهم أكثر بأن يكون كرسى الرئاسة ملتحى وذو عقيدة سلفية تتفق مع فكرهم المحدود(وهى ليست اهانة ولكن من حقى النقد).

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------

ننتقل للشق الثانى وهو استعراض سريع لأبرز مرشحى الرئاسة الحاليين..

- د. عبد المنعم أبو الفتوح.. سبق الحديث عنه.

- د. محمد مرسى.. مرشح جماعة الإخوان البديل الذى لا يعرف عنه أحد شىء سوى أنه المرشح البديل.

- الفريق أحمد شفيق.. بتاريخه المعروف كأحد أعضاء النظام السابق الا انه من أجل الإنصاف فله انجازات فى مجال عمله السابق تشهد له(تطوير شركة مصر للطيران ومطار القاهرة وبرج العرب وغيره)

- السيد عمرو موسى.. وتاريخه يتحدث عن نفسه كأحد أعضاء النظام السابق وأحد مهادنيه حتى اليوم الأخير.

- السيد حمدين صباحى.. وهو معروف على نطاق ضيق لا يتسع لأكثر من أتباعه المحدودين فى الاسكندرية و مسقط رأسه كفر الشيخ.. وبعض من عرفوه من العمل العام قبل الثورة ومواقفه الطفولية أثناء مشروع التغيير.

- خالد على.. المحامى الشاب الذى لا أعرف لماذا ترشح من الأساس.

وأما الباقى فلا داعى أصلا لذكرهم فضلا عن أنى أجهل أساسا اسماء معظمهم.



وهذا يأخذنى الى سؤال حتى هذه اللحظة الى سؤال مهم.. من من المرشحين ينبغى أن اعطى له صوتى فى الانتخابات المقبلة ان شاءالله؟

فى الواقع اجابة هذا السؤال صعبة جدا بالنسبة الى لأنى بعد خروج الدكتور محمد البرادعى لا أرى أحدا أستطيع أن أصوت له وأنا مطمأن أنى أأخذ قرارا صحيحا.. فكلهم يشوبهم شوائب تسبب عسر هضم لأمثالى.. بالاضافة الى ظهور بعض المستجدات و وجود بعض المبادىء التى تحكم اختيارى يصعب معها اختيار مرشح..



فالأزمة الأخيرة فى البرلمان والعباسية قد كشفت بكل وضوح عن ان الاخوان والسلفيين لا يكترثون الى بمصالحهم فقط والوصول للسلطة هو غاية أمانيهم وفى سبيل هذا لا مانع من استغلال سلطة دينية أو دستورية(اعطاها لهم الشعب عن ثقة خانوها) ولا مانع من خيانة اصدقاء الامس مثل الانقلاب على المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى أقل من 24 ساعة(وللايضاح الصداقة هنا لا تعنى التحالف وانما اقصد بها ان الأمور كانت تسير على ما يرام دون صدامات وسط تفهم من التيارات الدينية لمواقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة).. وبالتالى لا أستطيع اختيار المرسى أو د. أبو الفتوح لقناعتى التامة بالاضافة لتصريحاته بأنه ابن من أبناء جماعة الإخوان وهذه كلمة لها معناها لمن يقرأ تاريخهم..

والأزمات السابقة كشفت عن انه باستثناء د. البرادعى فإن الشارع السياسى المصرى الغير دينى غير مؤهل لحمل الأمانة الثقيلة.. وبالتالى لا أستطيع اختيار صباحى أو خالد على لثقتى بعدم قدرتهم على تحمل المسؤلية..

وبالتالى يبقى فى رأيى أن الوحيد الذى أثبت أنه بالفعل يهتم لأمر الوطن بحق ومستعد لتحمل المسؤلية(وقد أثبت هذا على مدار 15 شهرا متواصلة من أصعب فترات تاريخ مصر الحديث) كما أنه يتمتع بالإمكانيات اللازمة والتوافق الشعبى هو بكل بساطة.. الجيش,, القوات المسلحة المصرية فى رأيى وحدها الآن هى القادرة على حمل هذه المسؤلية وهى الوحيدة التى أستطيع التصويت لمرشحها وأنا على يقين أنى أتخذ قرارا صائبا ومطمأن له..

الا ان العقبة هنا هى فى شخص من قدمته المؤسسة العسكرية.. فبداية نحن لا نعرف من هو مرشح الجيش.. هل هو موسى؟ هل هو شفيق؟

واذا كان أحدهما فالقرار صعب لأن كلاهما تحيط به هالات من علامات الاستفهام والتعجب وبعض العلمات المستحدثة فى لغة الشباب والتى لا يصح ذكرها صراحة..

اذا فما العمل؟ ومن نختار وكيف نختار؟

أنا حتى هذه اللحظة ما زلت أعجز عن الاختيار والتوصل الى قرار سليم.. فقبل أيام من أحداث العباسية كنت أقول انه لا يمكن تحت أى ظرف ان اصوت للفريق شفيق.. وأنا أعلم تماما انى حتى وان ذهبت للتصويت الى موسى فإنى واثق أن قلمى سيصاب بأزمة سنية يصاحبها انسداد فى الأوعية الحبرية ولن يتمكن من ضخ علامة صح على الورقة..

ولكن الأمور تتغير والرؤية ترتبك وأنا الآن فى حيرة بين خيارين..

هل أذهب وأصوت للفريق شفيق(بفرض عدم شطبه بعد قرار المحكمة الدستورية العليا) أم أمتنع عن المشاركة فى الانتخابات لعدم وجود مرشح جدير بالانتخاب؟

حتى هذه اللحظة أنا ما زلت أقرب الى عدم المشاركة بنسبة تزيد على الـ 90% ولكن ما رأيته فى الأيام القليلة الماضية من خيانة الجميع للوطن ومزايدة أكثر التيارات شعبية على المجلس الأعلى للقوات المسلحة كجزء من لعبة الدعاية الإنتخابية هو أمر لا أستطيع أن اتماشى معه بسهولة.. أو بصعوبة,, لإانا مؤمن تماما أن من خان الوطن اليوم لن يصونه بالغد.. والإخوان والسلفيين قد أثبتوا أن المهم ليس الوطن ولكن المصلحة الشخصية تأتى فى المقام الأول والتيارات السياسية الأخرى أضعف من أن تتحمل مسؤلية وطن بحجم مصر.. فضلا عن شعورى بتقدير كبير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على دوره الرائع فى الحفاظ على مصر من الأخطار والمكائد التى حيكت وتحاك لها على مدار 15 شهرا بدون راحة من الإضطرابات يوما واحدا(وليختلف معى من يختلف) ومن هنا أجد أنه من الواجب عند اختيار الرئيس اختيار من يكون على قدر من الوفاق مع ظباط المجلس الأعلى للقوات المسلحة-بصفتهم لا بشخصهم- وأعتقد أن جميع مرشحى الرئاسة وبخاصة أبو الفتوح وصباحى سيجدون أنفسهم مضطرين ان عاجلا أو آجلا الى الصدام مع المجلس العسكرى تحقيقا للصورة التى عرفهما مؤيديهم عليها وأنا لا أريد لمصر الجديدة أن تبدأ بنزاع بين أكبر مؤسستين فى الدولة لأن هذا دون شك سيأتى بما لا تحمد عقباه.. وربما يكون الأمر أسهل بالنسبة لمرسى فالأخوان أفضل من يعقد الصفقات وأتباعهم سيقبلون بأى قرار أو عكسه أو بالقرار وعكسه فى نفس الوقت فالقاعدة أن مكتب الآلهة.. عفوا الإرشاد لا يخطىء.

الخلاصة أنه فى ظل غياب د. البرادعى فجميع المرشحين متساوون فى السوء لدى وربما أفضل الفلول الصريحين عمن كان جزء من النظام قبل الثورة وأدعى أنه مع الشعب بعد الثورة(الجماعات الدينية)..

أفتونى فى رؤياى ان كنتم للرؤيا تعبرون



والله الموفق

visitors