الاثنين، 31 ديسمبر 2012

new year's wish



i have one wish for this new year..
it is to spend every bit of it beside you
and the year after..
and the year after..
and the year after..
and the ye...............
happy new year little angel <3>

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

عن الثقة أتحدث


الثقــــــــة
الثقة هى الأساس فى أى نوع من أنواع العلاقات الإنسانية سواء أكانت خاصة أو عامة, وبدون الثقة صعب جداإن أى علاقة تستمر وطول فترتها هيكون فى مشاكل ملهاش حصر من كل نوع.
كنت دايما بفكر فى حاجة كانت مصدر دهشة ليا.. ايه اللى بيخلى الناس تتبع القائد بتاعها وتطيعه وهو بشر زيه زيهم ميزيدش عنهم شىء؟
أى انسان مننا عمره ممكن يخلص برصاصة.. وكذلك القادة زيهم زينا, ممكن فى ثانية حد من اتباعهم ينهيهم برصاصة.
وكنت دايما محتار ايه اللى بيخلى الحارس بتاع القائد يحميه وميقتلوش؟
الفلوس؟ لأ.. ما دى ممكن يحصل عليها من أى مصدر وأى مهنة تانية أو حتى من تأمين شخصية تانى.
طيب المستوى الإجتماعي؟ برده لأ لأن شغلانة زى دى بتتضمن ان حياته كلها تكرس للعمل ويمكن المستوى الاجتماعي بيعود على ذويه فقط..
يبقى ايه اللى يخليه يتحمل كل صعوبات المهنة ويقبل انه ينقاد ولا يقود؟
الثقة.. الثقة فى الشخص اللى هو بيعمل لديه هى اللى بتخليه يستمر باخلاص.
والفرق بين الحارس اللى بيدافع عن قائد وهو مؤمن ان دا واجبه والحارس اللى بيدافع عن قائد لأن دى مهنته هو ان الأول وقت الجد هيضحى بحياته عشان اللى بيحميه اما التانى فوقت الجد هيخلع.

فى أمثلة كتيرة تعمق فكرة أهمية مفهوم الثقة فى حياتنا سواء على المستوى الخاص أو العام, نشوف شوية منها:
- لما الرسول-صلى الله عليه وسلم- قام برحلة الإسراء والمعراج وأخبر الناس بها وجاء الخبر لصديقه الوفي الصديق أبي بكر-رضى الله عنه- كان رد فعل الصحابي الجليل أن قال: "إن كان قد قالها فقد صدق"..
انها الثقة المطلقة التى يكنها الصديق لصاحبه محمد بن عبد الله-رضي الله عنه- هى ما جعلته يصدق الخبر رغم غرابته, انها الثقة التى فتحت باب تعميق الإيمان فى قلب من قال عنه الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "لو وزن ايمان الأمة وايمان أبي بكر لرجحت كفة أبي بكر" أو كما قال.

- كلنا مسلمين ومسيحيين نجد فى دياناتنا ما قد يبدوا صعبا على عقولنا البشرية أن تستوعبه وتدركه بالمقاييس المعتادة لنا كبشر, إلا أننا مع ذلك نؤمن بها وبأنها حق لأنها جائت فيما أنزل الينا من كتب على أنبيائنا..
انها الثقة مرة أخرى.. الثقة فى أن الله حق, و أن النبوة حق, و أن الكتاب حق, و أن قول الله تعالى حق وصدق.
انها الثقة التى بدونها يكون الكفر ولا غيره.

- فى الجيش فى وقت المعارك القادة بيضطروا يتخذوا قرارات حاسمة قد لا تبدو الحكمة منها للجندى المقاتل, الا انه مع ذلك ينفذ الأمر حتى لو كان الثمن حياته..
انها الثقة مرة أخرى فى الرؤية السليمة لقيادته حتى وان تعارضت مع ما يراه هو, وايمانه بأنهم انما يعملون من أجل الوطن ولذلك يجد انه لزاما عليه أن يلتزم بالأمر الموكل اليه.

- فى العلاقة بين الرجل و زوجته تكون الثقة هى أساس قيام البيت, ووقتما تضيع الثقة ينهار البيت من القلب حتى وان بدت جدرانه متماسكة والتى لن تلبث ان تنهار بدورها.
الرجل لا يمكن أن يستمر فى حياته اذا كانت زوجته لا تثق فيه وفى انه يسعى قدر طاقته من أجل توفير حياة أسرية سليمة و أنه يتق الله فى مصدر رزقه وانه يحافظ على بيته وانه لا يخون زوجته.
والمرأة لن تجد أبدا السعادة والراحة اذا لم تنعم بثقة زوجها وبأنها يأتمنها على حياته وحياة أولاده وأنه يأتمنها على بيته وأنه يثق أنها ستحفظه فى حضوره وغيابه.
بدون الثقة المتبادلة والثقة المطلقة بين الطرفين سينهار البيت ان عاجلا أو آجلا.

- بين الأصدقاء لن تجد شخصين جمعتهم صداقة حقيقية دون أن يثق أحدهما فى الآخر ثقة عمياء وثقة مطلقة..
على سبيل المثال قد حبانى الله تعالى ببعض الأصدقاء المقربين الذين استطيع بسهولة أن أأتمنهم على حياتى وعلى أهلى وأهل بيتى حين أتزوج.
انها ثقتى فيهم وفى خصالهم الحميدة هى ما يجعلنى استطيع أن أأتمنهم على بيتى ومن قبها على حياتى وسرارى, وانها الثقة هى ما جعلتنا "أصدقاء" ولو كانت الثقة غائبة لكانوا مثل غيرهم مجرد أشخاص تربطنى بهم علاقة طيبة فقط.

لا أريد أن أطيل فقد جائتنى شكاوى من الإطالة سابقا, وسأكتفى فقط بجملة ختامية..
“the base of any relationship of any kind is TRUST, above it everything else can be built and will be built, and without the ultimate trust, a relationship will never last”
والله الموفق.

الأحد، 23 ديسمبر 2012

انتــى


انتــى الحبيبة الرقيقة لما بتاخدنى مشاعر الحب
و انتــى الطفلة الشقية لما بحس بحنان الأب
و انتــى الضحكة الصافية من القلب وقت الزعل
و انتــى الحلم الجميل لما الليل بييجى ويعز الأمل

و انتــى البحر ونسيمه وموجه يزحف على الهدا
و انتــى حبات المطر صافية لما بيوحشنى الشتا
و انتــى الشمس فى البرد بتنور وتملا دنيتى دفا
و انتــى القمر وضحكتك قبل الصبح عليا بتصبح
و انتــى الوردة الجميلة فى يوم ميلادى بتفتح

السبت، 15 ديسمبر 2012

التــفكـيـــــــــــــــــــــــــــر.. قبل التكفير


منذ نهاية ثورة يناير وانطلاق التيارات التى تسمى نفسها بالـ "إسلامية" انتشرت فى البلد موجة تكفيرية رهيبة وصار كل من يخالفهم هو عدو لله و محارب للدين ورافض  للشريعة وسرعان ما انقسمنا الى فئتين. فئة مسلمين هم أصحاب اللحى ومن والاهم وفئة أخرى من الكفار المسلمين وهم من هم على شريعة  محمد بن عبدالله وليس محمد بن عبدالوهاب.

وأنا كغيرى من الشباب تم تكفيرنا من أصحاب اللحى فى مناسبتين مختلفتين:
- الثانية بعد الثورة عندما رفضنا اتباع شريعتهم فاعتبرونا من المرتدين واعداء الدين ورافضى الشريعة.
­- والأولى قبل الثورة عندما كان نفس هذه الوجوه ليست أكثر من آداة فى يد جهاز أمن الدولة يطلقها على الشباب الذى يحاول اسقاط نظام مبارك المستبد الفاشى, فكثيرا ما خرجوا علي الناس بفتاوى تكفيرنا مثلما يحدث الآن.

من واقع اتصالى سابقا بالعديد من الشباب اللى الإسلاميين بيسموهم ليبراليين ايام ما كنت بنزل الشارع ومتابعتى حاليا لطائفة لا بئس بها من هؤلاء الزنادقة بعد ما ربنا كرمنى وبطلت العمل العام, قدرت أقسمهم لعدة فئات من حيث النظرة للدين:
1 - فئة ترى ان الدين شىء أساسي فى الحياة ويتحكم فى جميع جوانبها ونواحيها وتتمنى أن يطبق فعلا ولكنها لا ترى من قدم مشروع يحمل روح الدين بعد ولذلك فهى معلقة ما بين الليبرالية المحافظة والأسلمة الغير منغلقة.. وهى الطائفة اللى بنتمى ليها وربما أغلب الشباب الليبرالى الزنديق.
2 - فئة ترى ان الدين شىء جميل ولطيف وبه روحانيات وفيم سامية الا ان هذا هو قدره فقط ولا علاقة له بباقى نواحي الحياة, وهى نظرة نتجت من جهل بمفهوم الدين يرجع غالبا الى التنشأة الخاطئة.. ولذلك فهى فئة لا تعادى الدين ولكنها لا تنتظره او تبحث عنه لأنه فى فهمها لا مكان له من الحياة.
3 - فئة ثالثة تعادى الدين عداءا صريحا وواضحا وتهاجمه وليست تهاجم الإسلاميين وانما الإسلام نفسه, وتهاجم المسيحية أيضا, فهى فئة يستوى عندها المسجد والكنيسة وترى ان كلاهما مصدر للسيطرة على البشر بحجة الإله الوهمى وشريعته التى جاء بها بشر ليسودوا العالم ولم تنزل من سماء.. وهى فئة قليلة جدا الا ان لها صوتا يسمع صداه أعلى يوما بعد يوم, وتنتشر بين الشباب بشكل ليس مخيفا لكن لا يمكن تجاهله...

فى التقسيمة السابقة نجد انه باستبعاد الفئة الثالثة فإننا نستطيع ببساطة أن نضم الفئتين الأولى والثانية تحت مظلة المشروع الإسلامى إذا ما توافر هذا المشروع أولا واذا ما سعى القائمين عليه لتوعية وإفهام هؤلاء وسد ما ينقصهم من مفاهيم ومبادىء عقائدية تجعلهم يكونوا أول المدافعين عن مشروع الإسلام...
وهنا السؤال موجه الى من يقدمون أنفسهم على أنهم أصحاب المشروع الإسلامي..
هل صدرت منكم أى محاولة لتوعية هذا الشباب التائه بفكرة دولة الإسلام؟
هل قدمتم اليهم ما يجعلهم يعيدون النظر فى أفكار خاطئة تسللت اليهم بفعل غياب المرشد والناصح؟
هل حاولتم أبدا أن تضموهم الى فريقكم.. فريق الإسلام كما تقولون؟
ام انكم اكتفيتم باتهامات التكفير والزندقة ومعاداة الدين والفسق والفجور؟
هل حاولتم أن تعلموهم قبل أن تكفروهم؟
هل حاولتم أن تصدروا لهم خطاب ود ودعوة وسماحة يجذبهم إليكم؟ أم أن كل ما صدر منكم وعنكم تجاههم كان التشويه والتشكيك والتكفير؟
لماذ لم تستغلوا كل الفرص التى سنحت لجذبهم؟
هذا الشباب قبل بالاتحاد معكم فى غير موقعة, فلماذا لم تستغلوا الفرصة لضمهم اليكم؟ الى مشروع الإسلام؟
لماذا منعتم عنهم ما آتاكم الله من العلم؟

لنأخذ مثالا للتوضيح بشخص د. محمد البرادعي كمثال لأحد أكثر من طالتهم اتهامات التكفير من التيار الإسلامى رغم أنه أول من تحدث عن حقوقهم فى ممارسة السياسة أيام المخلوع وأول من نقلهم من العمل فى الظلام الى النور بمشروع التغيير والجمعية الوطنية للتغير..
من خلال خبرتي بالدكتور كأحد أكبر معجبيه وأحد أكثر من يؤمن بنقاء شخصه ونزاهة مبادءه, فأنا أعتقد ان دكتور البرادعى ينتمى الى المجموعة الثانية من التقسيمة السابقة.. فهو من خلال معرفتى به رجل يحترم الدين الإسلامى كما يحترم غيره من العقائد, إلا أنه لا يستوعبه كاملا بكافة جوانبه(حسبما يترائى لي من أحاديثه) وهو أقرب للفريق الثاني..
كيف كان تعامل التيار الإسلامى مع شخص مثل البرادعي؟
- قبل الثورة كان التكفير والتشويه بأوامر أمن الدولة ونظام مبارك.
- بعد الثورة كان أيضا التكفير والتشويه لأنه لاعب قوى خطر على مشروعهم ويجب إقصاءه بأى وسيلة.
لماذا لم نرى منهم محاولات للحوار؟ لماذا لم نرى من عقلائهم-إن وجدوا- محاولات للتقريب؟
فى الإسلام عند إقامة حد الردة(القتل) يستتاب الشخص قبل تطبيق الحد عن طريق ما يسمى بـ "إقامة الحجة" فإما أن يعود الشخص وإما أن يقام عليه الحد.
فإذا إفترضنا أن البرادعي علمانى كافر كما يقول هؤلاء, لماذا لم يحاول أحدهم استتابته أو إقامة الحجة عليه؟
و اذا افترضنا أنهم يعتبرونه مسلم ضال, لماذا لم يذهب إليه أحدهم يجلس معه يحاوره ويكشف له ما خفي عنه من أمور الدين؟
إذا كانوا أهل علم كما يدعون, لماذا لم يقوموا بدورهم فى الدعوة؟
لماذا كل ما يصدر عنهم هو حوار مريض منحرف ينفر لا يجذب؟
لماذا كلما تكلموا عن غيرهم أظهروه كعدو للدين؟
لماذا ولماذا ولماذا؟
أهكذا انتشر الإسلام وسادت رسالته؟
لو كانوا حقا أهل إسلام وأصحاب مشروع إسلامى لسلكوا مسلك الإسلام وطريق نشأة دولته الأولى..
التيار الإسلامي يبرع فى ضرب الأدلة واحدا تلو الإخر على أنه أبعد عن الإسلام من أعداء الإسلام, وأن كل ما يهم أقطابه هو مصالح دنيوية بحتة الإسلام برىء منها ومن كذبهم باسمه, فهم لم يقدكوا للعالم دعوة, ولم يقدموا تربية, ولم يقدموا فكرة.. فقد جاءوا بقلوب غليظة وألسنة سليطة وعقول متحجرة ورغبة سادية عنيفة متسلطة..
ولو كان هذا هو الإسلام حقا لما استمر حيا ما يزيد عن الأربعة عشر قرنا ولما قاوم كل هجمات أعداءه الذين يهجمون عليه باسم الشيطان مرة وباسم الإله مرات...

وختاما اذا كان فيكم من يعقل فلكم هذه النصيحة علها تكون بابا للم شمل يأبى من تلوث جراحه أن يلتأم..
التــفكـيـــــــــــــــــــــــــــر.. قبل التكفير
والله الموفق

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

فى خطبة جمعة الاستفتاء 14/12/2012



انهارده يوم الجمعة 14/12/2012 ليلة الاستفتاء على مشروع دستور قندهار..
نزلت للصلاة زى كل يوم جمعة ودخلت المسجد فى بداية الآذان التانى بعد صعود الإمام مباشرة. بصيت على المنبر لقيت شاب سلفي واقف وآخد هيئة محمد حسان أحد شيوخ السلفيين.. جلابية وطاقية وعليها شال.. اللى هى الهئة نفسها بتاعت شيوخ السعودية الوهابيين, وبالمناسبة يعنى يا ريت حد يفهم الناس اللى بتقلد عميانى ان الشيخ اللى بيقف يخطب فى السعودية عند الكعبة بتبقى الدنيا عنده شمس فبيضطر يحط الغطرة على دماغه فوق الطاقية.. افهموا يرحمكم الله
المهم لما شفت المنظر ما تفائلتش لكن جلست فى انتظار الخطبة وقلت يمكن يقول كلام كويس وادينا قاعدين

بدأت الخطبة وبدأ أخينا يتكلم عن المنافقين وبدأ يعدد من صفاتهم وفى كل صفة بيلقح الكلام على معارضى مرسي ومن سيصوتون بلا فى الدستور وانا اسمع كل فقرة والتانية واقول أصبر لما يخلصها يمكن يكمل كويس.. اصبر لما يخلصها يمكن يكمل كويس, لغاية ما سمعت حوالى الخطبة الأولى كلها تقريبا وجيت فى آخر نقطة بيتكلم فيها وكنت خلاص مش طايق اقعد أسمع من كتر الأكاذيب والأباطيل اللى بتلقى من على المنبر..
وبما انى بصراحة مش مقتنع اوى بصحة انى اقاطع الامام فى الخطبة(الا لو أخطأ فى آية أو حكم شرعي-حسب ما سمعت-) فقومت أخدت نفسي من منتصف المسجد ومشيت قلت أروح مسجد تانى جنبنا هو بيطول أى نعم بس مش مهم يمكن الشيخ بتاعه يكون أحسن مع انى آخر مرة صليت فيه كان الخطيب برده شاب سلفي!!

روحت المسجد التانى ولقيت الخطيب هو الإمام الأزهرى المعين من الأوقاف وانا اعرفه شكلا كدا كنت صليت وراه كام مرة كدا.
المهم جلست استمع وكمان فى منتصف الخطبة الأولى وكان تقريبا موضوعها عن الحرية فى الإسلام وكيف ان الإسلام لا يقر أعمال العنف والتخريب فما بالك بالقتل..
قعدت أسمع وكان كلام الشيخ موزون جدا وعلى عكس اللى قبله فكانت خطبة تنفع لجميع المسلمين وليست موجهة لفئة دون أخرى فارتحت للخطبة, وبعدين سرحت للحظات لما الشيخ تكلم على القتل فى قتلى الاتحادية وقلت فى بالى احنا قتلانا ان شاءالله فى الجنة وقتلاهم ان شاءالله فى النار لأن هما اللى اعتدوا..
يا دوب رجعت للخطبة سمعت الشيخ بيقول حديث شريف (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار, فقال بعض الحاضرين يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟, فيقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لقد كان حريصا على قتل صاحبه)..
الحقيقة هنا انا تنحت شوية وبدأت أعيد تفكير فى رأيى عن قتلانا وقتلاهم لأنى عمرى ما هبدل حكم الله تعالى او الرسول صلى الله عليه وسلم, وبعدين انتهيت الى انى بعد الخطبة أروح استفسر من الشيخ وقد كان..

انتهت الخطبة وذهبت الى الإمام وقلتله يا شيخ حضرتك قلت الحديث بتاع فالقاتل والمقتول فى النار, طيب بالنسبة لموضوع زى اللى حصل عند قصر الاتحادية دا؟ الناس قاعدة مسالمين والتانيين جم اعتدوا عليهم, هل الحديث ينطبق هنا؟
رد على الشيخ ودى كانت كلماته على قدر تذكرى:
"فيما يخص المتظاهرين طالما أنهم لم يخربوا ولم يعتدوا وأنهم خرجوا للتعبير عن رأيهم سواء بتأييد الرئيس أو برفضه دون تخريب وجاء غيرهم وإعتدى عليهم, فمن قتل منهم فهو شهيد مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات دون دمه فهو شهيد.. ولا ينطبق عليه الحديث المذكور فى الخطبة.."
قلتله طيب يا شيخ الحديث التانى ينطبق على ايه؟ انا مش فاهم مقصده..
قال: "الحديث التانى ينطبق على اذا اتنين مسلمين اقتتلوا على أمر تافه من أمور الدنيا واشتبكوا وفى ""نية"" كل منهما قتل الآخر فالقاتل والمقتول فى النار"
قلتله يعنى مثلا زى الخناقات اللى بتحصل فى الشوارع؟
قال: "مش بالزبط, لو الاتنين اتخانقوا وفى نية كل واحد منهم انه يؤذى التانى او يعوره ومات واحد منهم فدا قتل خطأ والله له أن يغفر أو يعذب, أما لو الاتنين اقتتلوا وفى نية كل منهما قتل الآخر فدا هو اللى يندرج تحت الحديث اللى ذكرته فى الخطبة"


بعدين قلت للشيخ انا عندى سؤال تانى لو سمحت.. فقاللى أؤمر..
قلتله الأمر لله ولو تسمح كان مؤخرا فى دعوات فى وقت الاستفتاء اننا لو رأينا شيخ بيوجه الناس فى الخطبة فإننا نقاطعه وننزله من على المنبر والحقيقة انا استحرمت الموضوع دا وكنت قبل ما آجى هنا فى مسجد تانى وكان بيخطب شاب سلفي وبيوجه الناس بس مقدرتش اقاطعه احتراما لحرمة بيت الله لكنى مقدرتش برده اصلى وراه وسيبته وجيت هنا.. هل عليا ذنب؟
الشيخ تردد قليلا قبل الإجابة وفكر وقاللى: "مبدأيا انا مع ان الامام والاعلامي يلتزم الحياد ولا يتدخل فى توجيه الناس فهى حريتك أن تختار ما تشاء, اما عن الاعتراض على الامام فهو خطأ لأن الإمام فى منبره له حصانة بحكم المقام الذى هو فيه, فلو أساء استخدامها فعقابه على الله ولكن ليس لك أن تقاطعه أو تنزله من منزله, اما عن موقفك فان شاءالله ليس عليك شىء طالما انك لم تخرج من الصلاة وتنصرف الى الدنيا, انت لم تتقبل الامام فخرجت بحثا عن غيره"
الحقيقة انا شخصيا مش واثق اوى فى الفتوى التانية واتمنى طبعا يكون صحيح لأنى بصراحة مش ناوى اقعد فى اى خطبة بعد كدا اسمع واحد بيكدب باسم الدين.

بس ختاما يعنى.. أنا من زمان كان نفسى اتكلم مع حد بيفهم فى الدين :)
ربنا يكثر من أمثالك يا شيخ طارق وينفعنا بعلمك ويجزيك عنا خير الجزاء.
والله الموفق

السبت، 8 ديسمبر 2012

رسائل إلى تيار الإسلام السياسي



"إنت أكتر حد بيكره الإسلاميين أنا شفته فى حياتى"
دى كانت عبارة أحد أقرب أصدقائى وأحد المنتمين للتيار السلفي لما كنا بنتكلم فى احدى المرات عن الشؤن الداخلية, أنا حبيت أبدأ بيها التدوينة عشان اللى هيقرا يكون عارف إنى مش من الناس الطرية اللى بتحب تعمل فيها محايدة وبتحترم جميع الأطراف وواقفة على مسافة متساوية من الجميع... الى آخر قايمة الهرى الهلامى دى لأن الكلام دا أصلا يستحيل عمليا وجوده فى الطبيعة.
أنا ضد تيار الإسلام السياسي وعندي أسبابي اللى دفعتنى لدا ومش بخفي دا ولا بنكره واللى يعرفنى أو متابع مدونتي بدون شك هيكون أدرك دا تماما.

قبل ما أبدأ التدوينة أحب أنوه انى قصدت استخدام مصطلح "الإسلام السياسي" لإن الإخوة الإسلاميين بيرفضوا وصف نفسهم بالتوصيف دا وبيفضلوا "السياسة الإسلامية" للتعبير عن آدائهم السياسي, وبما إن فهمى للإسلام لا يتفق أبدا مع تطبيقهم فمن الطبيعى انى أرفض توصيفهم بما يدعون وإلا أكون بأكد على إن أفعال التيارات الدينية بتمثل الإسلام.

فى التدوينة دى أنا أحب أوجه محموعة رسايل لأتباع التيارات الدينية على إختلافها وجدت إنه وجب إطلاقها فى الوقت الراهن:

- يتهم أنصار تيار الإسلام السياسي الشباب الثائر بأنهم فاقدون للمبادىء لقبولهم الإتحاد مع أنظار النظام القديم من أجل إسقاط دولة الفقيه الحالية فى مصر..
وفى هذا الصدد يجب أن نذكر هؤلاء أن نفس هذا الشباب قد اتحد سلفا مع الإسلاميين رغم كل مساؤهم ورغم الإختلافات الجذرية بين الفصيلين ورغم التكوين والتكفير المستمرين من قبل التيارات الإسلامية للثوار, إلا أن هذا كله لم يمنع إتحاد الثوار مع الإسلاميين فى أكثر من معركة ربما كان آخرهم ما يعرف تاريخيا باسم "معركة الليمون" والتى كانت السبب الرئيسى فى صعود الإسلاميين إلى الحكم وسيطرتهم على مفاصل الدولة وتنكرهم فيما بعد لمن أتوا بهم إلى سدة الحكم.

- تيار الإسلام السياسي يتهم الشباب الثائر بالبلطجة لقيامه بالإعتداء على مقرات حزب الحرية والعدالة -الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- المتنشرة فى الدولة..
وفى هذا الصدد ينبغى التذكير بأكثر من شىء:
أولا.. أن هذا الفعل هو عمل رمزى يعبر عن رفض شعبى واسع لهم ولحكمهموبما أنه قد حدث فى الكثير من محافظات الدولة وصولا للمقر الرئيسى فهو بدون شك يعبر عن غضبة شعبية عارمة من ادارة الدولة بأسلوب ولاية الفقيه وليس مجرد فئة تعادى فئة وتسعى لاسقاطها كما يدعى التيار الإسلامي.
ثانيا.. إبان ثورة يناير حدث نفس الشىء لمقرات الحزب الوطنى الحاكم آنذاك فلماذا لم نسمع اعتراضاتكم آنذاك ولماذا لم تشجبوا الفعل بل إنكم ربما تكونوا قد شاركتم فى حرق تلك المقرات وقتها؟؟ إذا كان الحديث عن مبادىء وما يصح وما لا يصح فأنتم مطالبون أخلاقيا(اذا كان لمثل هذه الكلمة وجود فى قاموسكم) أن تبرروا سكوتكم عن حرق مقارات الحزب الوطنى, أما اذا كان الموضوع لا يعدو كونه تجريم معارضتكم فأهلا بكم فى جحيم الشعب الذى ستكتوون بناره.
ثالثا.. هل التعدى على مقارات الحزب بلطجة والتعدى على دار القضاء العالى والمحكمة الدستورية و التهديد بحرق مدينة الإنتاج الإعلامى-وقت كتابة هذه السطور- هو عمل مدنى حضارى تفتخرون به؟ اذا كان الأمر كذلك فليتعامل كل فريق بموازينه ويكون نزالا حتى الموت.

- تيار الإسلام السياسي يتهم الشعب الخارج على حكمه بالعمالة والتمويل من الخارج..
وفى هذا الصدد نتسائل..
- اذا كان الشعب ممولا من الخارج كما تدعون(وأنا لا أنفى مطلقا وجود ممولين فى الأوساط الثورية) فمن أين يأتى تمويلكم؟ من أين تأتى هذه المليارات التى تنفق فى الإنتخابات ومن أين تأتى أموال المقرات الفارهة فى أرقى أحياء ميادين وشوارع مصر من شرقها إلى غربها.. اذا كنتم تملكون دليلا على تلقى البعض تمويل فرجاء قدموا ادلتكم لنيابة أمن الدولة العليا و خلصونا منهم, ولكن قبلها اكشفوا لنا عن مصادر تمويلكم ومن أين يأتى انفاقكم!
- ثانيا تتحدثون عن عمالة الرموز الوطنية فى مصر اما باشاعات عن التقائهم ممثلى دول معادية أو باستخدام لقائاتهم بالفعل بممثلى بعض الدول سيئة السمعة فى الشارع المصرى.. وهنا أتسائل, ما وجه الغرابة فى لقاء شخصية وطنية رائدة فى المعارضة بسفيرة أمريكية أو إسرائيلية أو ألمانية أو غيره؟ ما هو تعريف السياسة فى نظركم إذا؟ واذا كان هذا دليلا للعمالة إذا فأنتم أكبر العملاء, أنتم من سارع لطمأنة أمريكا وقت الإنتخابات أن مصالحها لن تتأثر حتى يضمنون دعمها فى ذلك المؤتمر الشهير بواشنطن.. و إذا كانت هذه عمالة فرجاء فسروا لنا ماذا كانت تفعل السفيرة الأمريكية فى مكتب الشاطر ساعتين كاملتين في يوم السبت 12/8/2012؟؟ وماذا يفعل عصام العريان بذهابه ""السري"" الى الولايات المتحدة فور اندلاع الاحتجاجات ضد حكم مرسي؟؟
"اللى بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب"

- وأخيرا إلى شيوخ السلفية..
أيام مبارك كنت خانعين مهادنين لا يسمع لكم صوتا ولا يصدر عنكم أى حديث فى الشأن السياسي ولم نسمع منكم يوما كلمة حق فى وجه سلطان جائر ولم نر منكم يوما تحفيزا لشبابكم على مواجهة طغيان الحاكم المستبد, وحتى عندما سقط منكم قتلى لم تهبوا لدمائهم!
عندما قامت الثورة استعملكم النظام لإخمادها بفتاوى تحريم الخروج على الحاكم ولما أيقنتم أن النظام ساقط لا محالة إنضممتم الى صفوف الثوار فى محاولة للفوز بقطعة من الغنيمة وادعيتم ان كنتم من أوائل المؤيدين المباركين حتى اذا وصلتم الى الحكم وبدأت الاعتراضات على ظلمكم وتجبركم عدتم الى سيرتكم الأولى فى تحريم الخروج على الحاكم وتكفير كل من يعارضكم.
اذا هو حلال وحرام بقدر احتياجكم وبحسب ما تستدعى مصلحتكم فقط.
اذا فأنتم لا تتحدثون فى دين وإنما مصالح شخصية لكم أو لمن يمدونكم بالأموال الطائلة ويستخدمونكم ف تضليل الناس لتحقيق أهدافهم, لإنكم تستحلون الإتجار بالدين وأن تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.. بئس القوم أنتم وساء ما تفعلون.

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

من خارج الحدث... مبارك أم بشار؟



لا يخفى على أحد حقيقة اشتعال الموقف الآن فى مصر وربما قريبا يصبح متأزما بشكل يصعب السيطرة عليه لو لم تتخذ الأطراف المعنية الإجراءات اللازمة بشكل سريع.
بعيدا عن الأمور المشتعلة دعنا نتعرض الى بعض المشاهد فى الواقع المصري منذ انتخابات الرئاسة وحتى وقتنا الحالى دون تعليق ونترك الحكم للقارىء.

(1)
- فى اليوم السابق لتولي مرسي رئاسة الجمهورية أصدر الحاكم فى ذلك الوقت(المجلس الأعلى للقوات المسلحة) إعلانا دستوريا يقتص من سلطات الرئيس سلطتين بعينهما: "الإنفراد بالتشريع" و "تأسيسية الدستور" وذلك لأن وقتها لم يكن هناك برلمان يحمل سلطة التشريع وإعادة تشكيل التأسيسية اذا ما تم حلها بحكم قضائى كسابقتها, وكان الهدف من الإعلان هو منع تركز جميع السلطات فى يد شخص واحد بدون وجود أى ضوابط أو روابط تكبح جماحه.. وربما تكون الأيام الماضية قد كشفت لنا عن أهمية وجود مثل هذا الإعلان.
بعد تولى مرسي الحكم قام بالغاء الإعلان الدستورى فى خطوة غير قانونية بالنظر لأن الإعلان صدر عن حاكم تولى المسؤلية بتكليف من الشعب مع نهاية الثورة وبالتالى فالقرار له نفس حصانة قرارات رئيس الجمهورية المنتخب وا يجوز الغاءه بمثل هذه الطريقة وكان الواجب أن يستصدر رئيس الجمهورية حكم من المحكمتين الدستورية العليا و الإدارية العليا بشأن الإعلان وكيفية التعامل معه.
قوبل تصرف الرئيس بترحيب من القوى السياسية لم يخلوا من القلق من تركز جميع السلطات فى يد الرئيس.. ولكن لم تخرج اعتراضات حادة على الغاء إعلان القوات المسلحة.
وخلصنا من هذه النقطة الى شيئين مهمين.. الأول اغتصاب الرئيس للسلطة التشريعية منفردا فضلا عن سلطته التنفيذيه والقانية إقرار مبدأ التجرؤ على القانون وإختصاصات المحاكم بقوة الإعلان الدستورى حين تجاوز الرئيس حقوقه وأصدر إعلانا بما ليس له.
“one change always leaves the way open for the establishment of others.. mechiavilli”


(2)
شهدت الفترة الماضية كثير من الإضرابات فى مصر والتى طالت العديد من قطاعات الدولة وسنتعرض هنا فقط لإضرابين منهما: اضراب الأطباء و إضراب عمال المترو.
- بدأ الأطباء إضرابهم فى الأول من أكتوبر ورفعوا 3 مطالب محددة وهى: " رفع ميزانية الصحة من 3.5% الى 15% لتغطية احتياجات المستشفيات من الأدوات والعمالة - وضع كادر للأطباء يكفل لهم حياة كريمة – توفير التأمين المناسب للمستشفيات فى ظل حوادث الإعتداء المتكررة على الأطباء فى العديد من المحافظات", وأكد الإضراب على عدم الإضرار باحتياجات المواطنين من الرعاية الصحية واستمرار الكشف على المرضى بالمجان فى الاستقبال.. وكان رد فعل الدولة عجيبا, فرغم أحقية الأطباء ومشروعية مطالبهم لم تلتفت اليهم لا وزارة الصحة ولا رئاسة الجمهورية, ولما تعرض لهم مرسي مرة فى أحد خطاباته قال ما يفيد الإيعاز بأن الأطباء المضربين هم مجرمون فى حق الشعب ويسعون لمصالح شخصية ولا يهتمون بالمريض.. واذا كان الحال هكذا يجب التساؤل: لماذا لم تتدخل الرئاسة للحفاظ على حياة المرضى من اجرام الأطباء؟ إما بالاستجابة لمطالبهم إن كانت مشروعة أو بفصلهم إن كانوا كما قال الرئيس؟ من الآن الذى يفرط فى حياة المواطنين؟
- الإضراب الثانى هو اضراب عمال المترو والذى استمر قرابة 4 ساعات فقط لسرعة استجابة الرئاسة لمطالب العمال.. وهذا يكشف عن شيئين مهمين:
الأول هو ان اضراب الأطباء لم يعرض حياة المواطنين أو مصالح الدولة للخطر كما حاول مرسي إيهام الشعب لتحفيذهم ضد الأطباء المضربين.
والثاني هو ان مرسي لا يهتم بالمواطنين قدر اهتمامه بما يمنع السخط عنه وعن حكمه. فتعطل المترو كافى لشل القاهرة تماما واشتعال الاحتجاجات فى وجه مرسي أما "عدم" امتناع الأطباء المضربين عن تقديم الرعاية للمرضى فهو لم يضر مرسي بشىء وبالتالى فلا داعى للالتفات الى مطالبهم.


(3)
فى خروجات مرسي المتكررة للصلاة نجد دائما حشد من جماعة الإخوان لأفرادها للتواجد فى أماكن وجود الرئيس لإيصال صورة وهمية للعالم أن الشعب راض عن حكمه.. وقد يكون الشعب راض بالفعل ولكن المشكلة أنه لاظهار رضاه يجب أن يخرج بنفسه لتوصيل الرسالة لا أن ينوب عنه من يتم جمعهم فى الأتوبيسات.
- رأينا هذه الصورة فى الجوامع التى خرج اليها مرسي فى رمضان وبعده, ورأيناها فى احتفالية ال 100 يوم باستاد القاهرة بغض النظر عن أننا لا نعرف بعد بأى انجازات احتفل الرئيس وقومه, ورأينا نفس الصورة مؤخرا عند قصر الإتحادية عقب اشتعال أزمة الإعلان الدستورى الأخير.
- المشهد نفسه كنا نراه أيام مبارك مع من كان يتم جمعهم فى أوتوبيسات أيضا لنفس الهدف, ولعل هذه تكون إشارة لطبيعة حكم مرسي, فالحاكم العادل المحبوب لن يحتاج لتأييد وهمى وسيكتفى بخروج من يريده حقا لتاييده من "جميع فئات الشعب".


(4)
فاجئنا مرسي مؤخرا بإعلان دستوري يضمن له ما بقى من سلطات لم تكن بحوزته قبلا وبهذا إكتملت نسخة الإله الرئيس التى فشل سلفه فى تحقيقها, فحقا كان مبارك رئيس نصف اله أما مرسي فلا ينقص تأليهه سوى أن يطالبنا بالسجود له كما يسجد العلويون لبشار.
- قام مرسي فى سابقة لم تحدث من قبل بالتعدى على أكبر وأعرق وأهم جهة فى الدولة وهى القضاء وطعن فى شرفهم القضائى وضميرهم الذى هو مادة للسؤال من الله وليس غيره. اتهمهم مرسي بالفساد وقام بتحصين نفسه وقراراته ضد أحكام القضاء وبذلك صار من حقه أن يفعل فى الشعب ما يشاء دون أن يكون للشعب حق الإعتراض بالطرق "السلمية المشروعة" وهى القانون.
- الأمر أشبه ببلطجى يقف فى منتصف منطقته شاهرا هراوة ويصرخ فى من حوله: "من انهارده دى منطقتى وكلامى اللى هيمشى واللى مش عاجبه هشرحه", هذا كان ملخص الإعلان الدستورى الأخير.
الأمر أشبه بمحاولة من مرسي لتحويل مصر إلى النموذج الإيرانى حيث المرشد والمرشد فقط هو من لا يجوز الغعتراض على قراراته.
وهنا يطرح السؤال نفسه: إذا كان القضاء كما تدعى سيادة الرئيس غير نزيه, ما الذى يضمن لنا أن جماعتك لم تقوم بشراء ذمته وان نتيجة الإنتخابات لم تزور لصالحكم؟
وسؤال آخر: كيف لمواطن أن يعترض على قرار لك إذا ما ضلت بك السبل يوما وأصدرت تشريعا جائرا؟
- الإعلان الدستورى به من العوار الدستورى والقانونى ما يكفى لنسفه نسفا ولا يمكن تصديق أن مثل هذا الإعلان يصدر عن جهة فى حجم رئاسة الجمهورية بها أناس يفهمون حدود مناصبهم ودون التفتيش فى النوايا هذا الإعلان يمكن أن يكون بابا للكثير من القرارات الكارثية التى قد تودى بوطن كامل لأنه من سنن الله فى الكون أنه لا أحد على صواب دائما.
والسؤال هنا للرئيس الذى يقول انه جاء من الشريعة وبالشريعة ومن أجل تطبيق الشريعة: متى ألغى الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من الخلفاء الأربعة منصب قاضى الدولة؟

(5)
منذ الإعلان الدستورى الأخير اشتعلت موجة غضب عارمة شملت أنحاء مصر من الإسكندرية الى السودان كرد فعل طبيعى على تغول رئاسة الجمهورية على السلطة القضائية واحتلالها لجميع أركان ومفاصل الدولة دون اسماح حتى بـ "حق" الإعتراض أمام القضاء.
- كان رد فعل الرئاسة على التظاهرات كعادة الأنطمة الديكتاتورية منحصرا فى "خونة – عملاء – مأجورون – مغيبون – حماية الثورة....الخ" وأضاف اليها السيد الرئيس تعبيرا جديدا يسجل له حصريا كبراءة اختراع: "السوس".
تجاهل تام من رئيس الجمهورية للملايين الرافضة التى خرت يوم الثلاثاء 29 نوفمبر فى جميع ميادين تحرير مصر تعلن رفضها للإعلان الدستورى وغضبتها لقضاة مصر وتأكيدهم على سيادة القضاء ورفض التطهير الخارجى.
تجاهل تام ربما يذكرنا بالأيام الخمسة الأولى من الثورة حينما تجاهل مبارك الشعب وانتهى ذلك برحيله فى اقل من 3 أسابيع, ولكن النظرة المتأنية للأحداث ككل, الإعلان الدستورى والإعتراضات الشعبيه عليه وما صاحبها من أعمال عنف ربما ينذر بأن صمت مرسي ليس كصمت مبارك ولإنما هو أقرب الى صمت بشار الأسد.
فمنذ اشتعال الإحتجاجات أطلق مرسي ميليشات جماعته والميليشيات السلفية على المتظاهرين "السلميين" عند دار القضاء العالى وفى الميادين المختلفة فى المحافظات(باستثناء دفاع شباب الجماعة المشروع عن مقراتهم ضد رغبة المتظاهرين المشروعة فى حرقها), ومنذ اشتعال الإحتجاجات خرج مرسي فى حديثين الى الشعب وبضعة أحاديث الى الإعلام الغربي كان آداءه فيهم مشابها للغاية لآداء بشار منذ اشتعال الأزمة السورية: حديث هادىء عن المستقبل وتجاهل تام لما يحدث بين جنبات الوطن. فعلى الأقل نذكر أن احاديث نظام مبارك وقت الثورة كان مضمونها ما يحدث فى الميادين ومحورها هو الإحتجاجات ولم يحدث فى خطاب واحد أن تجاهل مبارك أو أحد من المتحدثين باسمه الميادين والخطابات موجودة لمن يشكك.
الوضع جد خطير وينذر بتطورات كنا نرجوا أن تكون قد انتهت بلا رجعة ولكن ما يلوح فى الافق يشير الى انها قد تعود.

(6)
- أختم بحديث مختصر عن تأسيسية الدستور.. الجمعية التى صاحب تشكيلها العديد من الاحداث الغير سارة:
1. حل الجمعية الأولى بحكم من الدستورية العليا.
2. الشكوى المقدمة ضد الثانية فى نفس ذات المحكمة ولنفس ذات أسباب حل الأولى.
3. الإنسحابات المتوالية من أعضاء الجمعية التأسيسية الغير محسوبين على تيار الإسلام السياسى.
4. الإعلان الدستورى الأخير والذي منح للجمعية حصانة غير دستورية ضد أحكام القضاء فى مؤشر قوى الى سوء نية واضح.
5. ما حدث فى الـ 48 ساعة الأخيرة من التعجيل بانهاء مسودة الدستور النهائية وطرحها للاستفتاء فى أقرب وقت ممكن وكأن الرئيس وجماعته يسارعون فى استباق الزمن قبل أن يكشف الوقت عما ستؤول اليه الأحداث الراهنة.
هذا اذا تغاضينا عن أن الجمعية التأسيسية أتى بها مجلس شعب غير دستورى حكمت المحكمة ببطلانه ومجلس شورى شارك فى انتخابه أقل من 15% من الشعب المصرى.


الوضع العام فى مصر ينبأ بتطورات قد لا تكون سارة على من هم فى سدة الحكم مما يستدعى التنبؤ بتداعيات لن تكون سارة لمن هم فى سدة الوطن.
والله الموفق

visitors