السبت، 31 ديسمبر 2011

أنا ما كفرتكش يا كافر



طبعا اسم التدوينة مش تريقة على السلفيين ولا حاجة عشان محدش يفتكر انى بخبط فيهم..
هو مجرد اسم كنت قريته فى مقال لبلال فضل وضحكت عليه وشفته مناسب للتدوينة وحبيت استخدمه.
ننط بقى على موضوع التدوينة ذات نفسه.. اخواتنا المسيحيين كفرة ولا مش كفرة؟

طبعا انا قلت انه بما اننا فى مناسبة حافلة بالنور وأم النور وعائلة النور كلها(وبرضه هنا مش بتريق على السلفيين) فحبيت انى اكتب عن حاجة انا مش عارف كلامى فيها صح ولا غلط ومش عارف اللى هقوله دا هتشتم بس عليه ولا هيهدر دمى كمان لكن عموما انا هقوله وخلاص والله من وراء القصد. وأحب بس انوه ان دا مش رأيى الدين لأنى بكل بساطة مش عالم دين.. دى مش أكتر مما يعتمل فى نفس بن يعقوب عن هذا الموضوع.

الفكرة ببساطة ان عندنا فى مصر نوع من الكائنات المصرية اسمه "المسيحيين" والنوع دا بيعيش جنبا بجنب ووسطا بوسط الى جانب وبين نوع آخر من الكائنات المصرية برده اللى اسمها "مسلمين".. وزى ما النوع التانى من الكائنات عندها مناسبات واعياد واحتفالات فاتضح ان النوع الأول لا يختلف عن النوع التانى كثيرا وانه هو كمان عنده مناسبات واحتفالات واعياد.. وبما ان عبد الرحيم(دا مش اسمى لكن صفتى) بينتمى للنوع التانى من الكائنات ولكن عنده اصدقاء من النوع الأول من الكائنات والاصدقاء دول دائما ما يهنئونه فى المناسبات والأعياد الخاصة بقومه فكان لزاما عليه انه يرد تهنائتهم فى مناسباتهم وأعيادهم ان لم يكن من باب الحب فمن باب الأدب أو حتى من باب اللوق. ولكن المشكلة اللى استوقفتنى بعض الوقت هى ان كثير من شيوخ السلفية كانوا دائما ما يحذرون من تهنئة المسيحيين فى أعيادهم او مشاركتهم فى مظاهر الإحتفال.. ليه بقى؟ لأنهم حسب زعم السادة الشيوخ كفار ويحتفلون بمناسبات كفرية ولا يجوز للمسلم انه يشارك فيها او حتى يهنئهم عليها لان فى ذلك نوع من الإقرار بمثل هذه المناسبات.

لما حاولت أفكر فى تبرير السادة الأفاضل بالإضافة لبعض فتاواهم الأخرى الخاصة بالمسيحيين وجدت انى قدام أكتر من نقطة هكتب اللى توصلت اليه فيما يتعلق بكل منهم على حدة وأحب أأكد مرة أخرى على ان دا رأيى الشخصى اللى لا أضمن انه يكون صحيح من ناحية الشرع واتمنى فقط ان ربنا يرينا الحق حقا ويرزقنى اتباعه.

النقط اللى أثارت انتباهى فى خطاب كثير من شيوخ السلفيين(ان لم يكن كلهم) عن المسيحيين هى:
أولا.. ان المسيحيين كفار.
ثانيا.. انه من ضمن عقيدة المسلم ان يكره المسيحيين واليهود والكفار وكل مالا يدين بدين محمد-صلى الله عليه وسلم-.
ثالثا.. انه لا يجوز مشاركة المسيحيين فى احتفالاتهم او تهنأتهم فيها.
وربما كان هناك غير ذلك ولكن دول اللى لفتوا نظرى أوى.. ونأتى بقى لمناقشة كل نقطة على حدة:-

أولا.. ان المسيحيين كفار.
وطبعا بما ان فى نص فأنا ما أقدرش أخالفهم ان أى حد هيقول ان الله هو المسيح عيسى بن مريم يبقى كافر لأن دا كلام ربنا وانا مؤمن بيه لكن هنا فى نقطتين.. المسيحيين منقسمين لطوائف كتيرة منها من يئمن بعقيدة التثليث ومنها من يرى ان الله واحد بل ان عقيدة التثليث نفسها حسب فهمى لها تقول ان الله واحد لكنه موجود على 3 صور.. ما علينا من أمور ديانتهم دى.. المقصود هنا ان أى مسيحى يقول قدامى ان الله هو المسيح بن مريم يبقى كافر زى مثلا ما كان فى قسيس دلوقتى بيقول على المنصة فى احتفالات التحرير: "انهارده يا رب فى يوم ميلادك".. لكن انا بصراحة مش هكفر واحد ما قالش البقين دول صراحة فى وشى حتى لو كنت موقن انه مؤمن بيهم.. بمعنى انى أرفض تعميم صفة الكفر على أى شخص لمجرد انه يحمل صفة مسيحى فى خانة الديانة, لكن طبعا هعتبره كافر اذا تفوه قدامى.. والمراجع لتفسير الآية الكريمة المذكورة سابقا هيجد انه مكتوب انها نزلت لأن فى "طائفة" من المسيحيين قالوا ان المسيح هو الله.. وطائفة هنا تعنى ان التعميم خاطىء وانما يجب معاملة كل فرد بما يصرح به على حده.. دا فيما يتعلق بموضوع كفر المسيحيين.
_:_على الهامش_:_ والجميل فى الآية الكريمة دى اللى بتتجلى فيها عظمة القرآن الكريم ان لما واحد مسيحى يقول ان المسيح هو الله هو كدا يبقى كفر بالمسيحية نفسها لأن سيدنا عيسى قال على نفسه عبد الله ورسوله.. فمن يدعى الوهية المسيح فقد كفر بالمسيح قبل أن يكفر بربه.
وعلى كل حال فأنا مؤمن انها مش مهمتنا اننا نحكم على البشر ونقول فلان كافر او فلان مؤمن والأفضل ان ينشغل كل منا بأموره ويترك قلوب البشر لرب البشر فهو الألم بمن سيدخل الجنة ومن سيخلد فى النار

ثانيا.. ننتقل للنقطة الثانية وهى انه من تمام عقيدة المسلم ان يكره المسيحيين كجزء من كراهيته لغير المسلمين عموما..
حجة من يقول بذلك هو ان المسيحيين بيمجدوا غير الله وانهم كفروا بالله وبدينه ولذلك وجب علينا كرههم..
وفى الواقع هنا أنا أختلف مع القائلين بذلك جملة وتفصيلا سواء أكانوا سلفيين أو ازاهرة او حتى لو كانوا ايه..
وموطن الخلاف هنا أمرين..
الأمر الأول.. هو انى من المقتنعين ان المسلم يكره المعصية ولا يكره العاصى.. قد لا أحب العاصى ولكن لا أكرهه.. والعلة فى ذلك انى لما أكره شخص هيكون طريقى الوحيد معاه هو السيف فقط اما اذا أحببته مع كراهية معصيته أو حتى لم اكرهه مع احتفاظى بكراهية معصيته وبرائى الى الله منها فمن الممكن أن احاول ايجاد سبل لدعوته للهداية. فى الواقع انا كمسلم مؤمن انى ما ينفعش اكره غير اللى يعادينى فى دينى فقط.. بمعنى ان اذا حاربنى أحد فى دينى وجب عليا كرهه وقتاله ان اقتضى الأمر اما اذا اختلف معى دون يعادينى فى دينى فهنا يقول تعالى: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". يبقى اجمالا ينحصر السبب الأول فى كراهية المعصية وعدم كراهية العاصى.
الأمر الثانى.. انا مقتنع تماما ان المسيحيين عقيدنهم فيها أخطاء كثيرة وان كثير منها ملفق ومحرف بفعل أحبار اليهود.. وايمانى بالفكرة دى جى من دينى اللى انا مؤمن بيه.. لكن انا بحب افرق بين درجتين موجودين فى أى شريحة فى الكون.. الرأس والجسد.. يعنى ايه؟ اقولك انا يعنى ايه..
تخيل كدا ان انت شاب اتولدت لأسرة مسلمة ومن يوم ما فتحت عينك شايف قدامك المصحف والمصلية وقناة اقرأ وعمو الشيخ اللى بابا بياخدك عنده كل يوم جمعة.. طبيعى انك تطلع مسلم وطبيعى انك كل ما تعرف أكتر عن الإسلام تزداد تشبثا بيه وتقبل كل ما يأتى به لأن العقيدة هى أغلى ما يملك وأكثر ما يحتاج الإنسان.
طيب تخيل بقى كدا انك شاب اتولدت لأسرة مسيحية ومن يوم ما فتحت عينك شايف قدامك الإنجيل والصليب وقناة سى تى فى وعمو ابونا اللى بابا بياخدك عنده كل يوم حد؟.. طبيعى جدا انك تطلع مسيحى وكل ما تعرف أكتر عن دينك تزداد تشبثا به برده لأن العقيدة هى أغلى وأكثر ما يحتاج الإنسان.
وصلت؟ لأ لسه.. طيب أوضح اللى عايز أقوله
عموم المسيحيين طلعوا مسيحيين زى ما عموم المسلمين طلعوا مسلمين.. بحكم الوراثة.. وزى ما المسلمين بيسعموا الشيخ الشعرواى وغيره فالمسيحيين بيسمعوا البابا شنودة وغيره.. وزى ما المسلمين بيآمنوا بكل ما يأتى اليهم من دينهم حتى لو كان فوق مستوى العقل(زى مثلا معجزة الإسراء والمعراج أو معجزة القرآن الكريم) فالمسيحيين بيؤمنوا بكل ما يأتى بيه دينهم حتى لو كان فوق مستوى العقل(زى عقيدة التثليث).. وزى ما المسلمين مش بيروحوا يحضروا عظة يوم الأربع فى الكنيسة وبيعتبروا ان كلام البابا غلط.. فالمسيحيين مش بيروحوا يحضروا صلاة الجمعة فى المسجد وبيعتبروا ان كلام عم الشيخ غلط.
وصلت؟ لأ لسه.. طيب أوضح أكتر
اللى عايز اقوله ان عوام المسيحيين لا ذنب لهم فى إن ديانتهم اتحرفت واتملت بأفعال احبار اليهود وكونهم رافضين الغسلام ومتشبثين بالمسيحية فدا طبيعى زى ما احنا كمسلمين رافضين أى متنبى يأتى بعد خاتم الرسل-صلى الله عليه وسلم- ومتمسكين بديننا..
وعلى كدا فعوام المسيحيين-فى رايى- يعبدوا الله كما عرفوه.. ومش ذنبهم ان حد من كام ميت سنة أدخل نصوص على ديانتهم وابتدع نظام كنسى قوى زى الرهبانية عشان يسيطر بيها على المجتمع الكنسى.. فى رأيى ان من يستحق اللوم أو بالأحرى من يستحق التكفير والكره هو من بدل كلام الله من قديم الأزل ليضل به الأجيال القادمة أو من يعلم فى عصرنا هذا ان ديانته محرفة ويتبعها.
وعليه انا لا أرى ان كرهى للمسيحى جزء من عقيدتى.. لأنه وان كان بيعبد بشكل خاطىء فهو على الأرجح مضلل.

ثالثا.. عدم جواز مشاركة المسيحيين احتفالاتهم او تهنئتهم فيها..
والمبررات هنا كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ان المشاركة او التهنئة تعتبر اقرار بالمناسبات دى واعتراف بصحتها وان المشاركة تؤدى لزيادة سواد المسيحيين وخلافه..
وفى الواقع انا أفضل أقسمها لنقطتين كل على حدة.. المشاركة والتهنئة
فأما عن المشاركة فأنا فى الواقع محتار لأنى لا أقبل ان اشارك فى احتفال يمجد فيه غير الله حتى مع انكارى لهذا.. ولكن قد تقتضى الظروف المشاركة احيانا مثلما تقتضى الظروف فى مصر أن يشارك وفد من المؤسسة الرسمية للدولة(الأزهر) فى احتفالات المسيحيين.. فى رأيى الأفضل ان يقتصر المشاركة على هذا المستوى.. أو على الأقل انا لا أرغب فى التواجد فى احتفال يمجد فيه غير الله وحسبى قرارى لنفسى.
وأما عن التهنئة فأنا شخصيا لا أرى فيها شىء طالما انها من باب "استوصوا بقبط مصر خيرا" وطالما انها من باب حسن الجوار وطالما انها من باب رد الجميل وطالما انها من أى باب فيه رفق ولين بالبشر وليس من باب الإقرار بالمناسبة او بما تعنيه لهم.

كدا انا خلصت اللى عايز أقوله.. انا والله مش عارف الكلام اللى كتبته دا شرعا صح ولا خطأ.. وعارف ان لو أى حد سلفى قرا الكلام دا هينشر اعلان على موقع انا السلفى بصورتى ومكتوب تحتها مطلوب حيا او ميتا.. وعارف ان لو قراها واحد مش سلفى قد يتفق أو يختلف معايا.. لكن كل دا مش مهم.. انا مش بكتب كدا عشان ارضى المسيحى او اغضب السلفى.. انا كتبت الكلام دا لأن دا اللى انا مؤمن بيه فعلا واللى لما ربنا يسالنى يوم القيامة انت ليه هنيت بيتر فى عيده هقوله يا رب للأسباب دى وانت تعلم انى ارفض وابرأ اليك مما يؤمن به.

والله من وراء القصد
والله الموفق

الخميس، 15 ديسمبر 2011

عن نقص الوعى مرة أخرى أتحدث






كتبت من قبل تدوينة بعد استفتاء 19 مارس وقبل صدور نتيجة الاستفتاء الرسمية عن نقطة عدم الوعى لدى غالبية أطياف الشعب المصرى.. واتهمنى الكثير انى من اللى بيحاولوا يزايدوا على الشعب ومن اللى بيبصوا للناس من فوق وانى من اللى مش فاهمين حاجة وخلافه.. ما علينا دى كلها أمور معتادة

وبما اننا حاليا بنعيش أجواء المرحلة التانية من الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب المصرى المنتخب لأول مرة بعد الثورة, حصلت كتير من المواقف اثناء الجولتين الاولى والثانية استوقفونى وكان لازم التعليق عليهم وللاسف هما مرتبطين بغياب الوعى لدى عموم الشعب المصرى برده
من خلال تحليلى المتواضع للأسباب دى لقيت ان الوضع مختلفش كثيرا عن أيام الاستفتاء وان كان بدون شك أفضل قليلا.. وعليه ارتأيت ان الأسباب اللى سوقتها فى تدوينة الاستفتاء ما زالت صالحة للاستخدام فى التدوينة الخاصة بالانتخابات وهو فى رأيى ما يؤكد صحة الأسباب دى من البداية لأن الفترة الزمنية والتغيرات المجتمعية فى الفترة بين الاستفتاء والانتخابات لا تسمح بزوال الأسباب الأولى أو تغيرها الا على نطاق ضيق جدا ويمكن هو دا سبب التحسن الطفيف فى حالة الانتخابات
طبعا التدوينة دى هتقع فى مناطق تصنيفية مختلفة ممن سيلقى به حظه العاثر فى طريقها ودا هيكون حسب الايديولوجية بتعة القارىء.. فلو كان من المعتدلين فسيقيم محتوى التدوينة ويتفق او يختلف مع الطرح.. وان كان من المتطرفين المتعصبين لجهة معينة فسيرفض الكلام قطعا وسيعتبره تعبير عن اليأس والشعور بالفشل من أحد المنتمين للمعسكر الخاسر فى الإنتخابات على الرغم من تكرارى أكثر من مرة انى لا انتمى لأى فصيل او تيار سياسى او عقائدى عدا الا
-------------------------
دا رابط التدوينة السابقة الخاصة بالاستفتاء لأنها بتحتوى على نفس الأسباب اللى هذكرها هنا..
-------------------------

ملحوظة بسيطة.. لو احنا عايزين نتكلم صح ونبنى البلد فعلا يبقى لازم نواجه مشكلاتنا وعشان نواجهها لازم نعترف بيها الأول.. اما اننا نتشنج ونتعصب ونرفض الاعتراف بمشكلة قايمة لمجرد ان فصيل بندعمه فاز فدا فى حد ذاته مشكلة خطيرة جدا..
مشاركة المصريين بكثافة فى الانتخابات كانت بدون شك شىء حضارى جدا وكان متوقع بغض النظر عن ال 500 جنيه لأن الناس فعلا نفسهاا اتفتحت على المشاركة بعد الثورة.. لكن وعى المصريين بأهيمية المشاركة شىء ووعيهم بكيفية المشاركة شىء مختلف تماما..
الأول يحتاج زخم معنوى تكفلت بيه الثورة(وهنا اتحدث عن القطاع اللى خرج تلبية لنداء الواجب الوطنى وليس الحشد الطائفى او الخوف من الغرامة)  والثانى يحتاج ثقافة ووعى وهى مهمة ثقيلة تقع أول ما تقع على شباب الثورة الذين بذلوا الغالى والنفيس لاطلاق شرارة تغيير مصر وعليهم ان يستكملوا  المهمة الأكبر وهى تسليح الشعب بالمعرفة والوعى حتى نستطيع ان نقول ان المصريين حقا يقررون مصائرهم.

الانتخابات دى نتيجتها كانت متوقعة من أشهر ورغم ذلك أعترف انها محبطة نوعا بالنسبة لصاحب هذه المدونة ليس لأن فصيلا أدعمه قد خسر فأنا فى الواقع لم أدعم فصيلا بعينه بل انى قررت من سأصوت له عشية يوم التصويت وقبلها لم أكن أعرف من سيحصل على صوتى. ولكن مصدر الضيق هو رؤيتى للبلد تنتقل الى أيدى من أثبتوا بأساليبهم المنحرفة عدم صلاحيتهم لتحمل مسؤلية بناء وطن.. وأى وطن...

على العموم قدر الله وما شاء فعل وان كانت ارادة الله ان تخوض مصر تجربة الدينيين فهى نافذة على كنانته وبدون شك فهناك حكمة من السماح لهذه التجربة بالتواجد فى مثل هذا الوقت.. وانا فى انتظار ان تكشف الأيام عن هذه الحكمة التى لا أشك فى تواجدها.. ولعل فى هذا بعض العزاء لى ولأمثالى ممن ينتمون الى التيار الفكرى الوهمى الذى أنتمى اليه.

مصر ان شاءالله أحلى طول ما فيها ناسها الطيبين.
والله الموفق

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

البـــرادعـــــــــى حـــالـــة





علاقة غريبة وغير عادية تلك التى تربط د. محمد البرادعى بمؤيديه..
من الملاحظات الغريبة على جميع الشباب الملتفين حول البرادعى علاقة "العشق" التى تربطنا به..
فهو بالنسبة لنا ليس مجرد سياسى ندعمه.. او رئيس نحلم به..
ولكنه حالة متكاملة..
حالة من النقاء الإنسانى الصافى الذى يجبر قلبك على اللين له ولو كان من حجر..
حالة من الصدق الغير معتاد فى أوساط السياسيين والذى يجبرك على احترامه حتى وان اختلفت معه..
حالة من البساطة المذهلة والتواضع الغير عادى والذى يثير الدهشة ان يصدر من رجل فى وضعه فى حين ينتهج الكثير من الأقل شأنا العجرفة والتكلف كأسلوب حياة..
حالة من التمسك بالمبادىء والقيم تلهم الرجال وتغازل قلوب النساء..
حالة من الرؤية الفائقة تكشف لك بكل بساطة ما سيحدث غدا وكيفية التعامل معه..
حالة من الحلم المختلط بالأمل والمدعوم بالرؤية والتى لا تملك امامها الا ان تستجيب وتعمل عن اقتناع بانك ستنجح..

بالفعل يا سادة.. د. البرادعى هو حالة 
حالة من نوع خاص
حالة فريدة ومتميزة
حالة لا تتكرر كثيرا فى التاريخ
حالة مصرية خالصة 
من مصر والى مصر

ان كان لى ان افتخر بشىء بعد دينى ووطنى.. فأنا أفتخر بشدة بانتمائى الى هذه الأسطورة العظيمة المسماء بالبرادعى..
أفتخر وأعلنها على الملأ ولا أبالى أن يطلق على لقب "دراويش البرادعى"
فالانتساب الى قامة بمثل هذه العظمة والى بعد انسانى بمثل هذا الروعة كفيل بازاحة كل العناء الذى لاقيناه ونلاقيه بسبب حبنا لهذا الرجل

يشهد ربى انى أحبك فى الله وأتمنى لك الخير قبل تمنيه لنفسى ويعلم الله أنى أدعوا لك ولا أدعوا لنفسى..

شكرا الى من أعطانى الأمل
د. محمد البرادعى


من.. برادعاوى أصيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل

الأحد، 11 ديسمبر 2011

أرض النفاق




فى البداية أحب أنوه عن ان اسم التدوينة دى كان وصف صديقى العزيز كونان فى مكالمتنا الهاتفية الأخيرة أثناء النقاش فى نفس ذات الأمر اللى بتدور حوله التدوينة..
------------------------------------

من بعد الثورة والقوى المسماة بالإسلامية بدأت فى غزو الحياة السياسية بشكل مكثف(انا كنت هكتب احتلال بس خفت تكوت حرام فقلت غزو تبقى أولى والله أعلم) وبدأوا زيهم زى غيرهم ينشأوا أحزاب  ويكونوا تكتلات.. بل الأمر تعدى ذلك لقنواتهم الدينية اللى اتحول نشاطها فجأة من الدين الخالص البرىء من السياسة(اللى كانت من  المحرمات من أشهر قليلة) الى الدين السياسى الذى لا بد من الحديث عنه والخوض فيه بعد زوال سبب تحريمه.. أمن الدولة يعنى.

من الملاحظ على كلام الإخوة الدينيين لما بيتكلموا عن مشروعهم السياسى انهم بيشددوا فى جزئين:
- الأول هو الحدود ووجوب اقامتها(وفى هذا الجزء يختص دعاة السلفية والجهاديين والتكفيريين أكثر من جماعة الإخوان).. وهو بدون شك أمر مفروغ منه لأن الحدود هى جزء لا يتجزأ من شريعة الله وأنا كمسلم ايمانى يحتم على أن أكون فى صفوف المطالبين بها """ولكن"""" لا بد أن تطبق فى الإطار الذى أنزله الله تعالى فى كتابه وفصله الرسول صلى الله عليه وسلم فى عمله بهذا الكتاب.. فلو نظرنا الى أن حد قطع يد السارق مثلا لم يطبق فى تاريخ الدولة الإسلامية(1400+ سنة) سوى خمس مرات فقط ربما نفهم ان الأمر أعقد من مجرد مقصلة تهوى على الرسغ فتقضى على ظاهرة السرقة وأن تطبيق الأمر يحتاج هيئة علماء تتدارس فى الأمر حتى لا تتحول الحدود من شريعة يصلح الله تعالى بها الكون الى آداة تسلط يفسد بها الحاكم فى الأرض.
وعليه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون الحدود هى محور وبداية ونقطة انطلاق المتحدثين باسم الجماعات الدينية فى جل أحاديثهم.. فالإسلام لا يمكن أن يختزل فى يد مقطوعة أو ثمانين جلدة..
ويقول بعض المتحدثين باسم الجماعات الدينية أن الإعلام هو من تسبب فى هذه المشكلة حيث انه يتعمد ابراز النقاشات عن الحدود لتخويف الناس من دعاة اللإسلام كما أصفهم أو الإسلاميين كما يصفون أنفسهم.. وهنا قد أتفق معهم فى تعمد ابراز الإعلام الموجه لتصريحاتهم عن الحدود بهدف التخويف ولكن... لماذا التركيز على الحدود وتعمد ابرازها فى كل أحاديثكم اذا كانت لا تعدوا جزء من أجزاء الشريعة؟ وبما انكم تقولون ان الدين كله كتلة واحدة لا يفضل فيه جزء آخر فلماذا حديثكم عن الحدود يفوق حديثكم عن الأجزاء الأخرى مجتمعة؟ ضعوا الحدود فى حجمها ومكانها حتى لا تعطوا الفرصة للإعلام الموجه ان يحاربكم.
أذكر أنه فى احدى المرات قال أحد أعذاء جماعة الإخوان كلمة أثارت الدنيا ولكنى اتفقت معهاكثيرا وهى: "تطبيق الحدود يأتى بعد امتلاك الأرض".. بالفعل لا يمكن تطبيق الحدود على الأرض الا بعد اقامة دولة الإسلام فى النفوس قبل الدواوين.

- الأمر الثانى هو ضرورة تطبيق "مظاهر الدولة الإسلامية"(وفى هذا تستوى جميع التيارات المنتسبة للدين دون استثناء).. وهنا يتحدث الدينيون عن ضرورة ظهور المظاهر الإسلامية فى شوارع وطرقات الدولة الإسلامية.. فمثلا يمنع الإختلاط ف الأماكن العامة وتمنع الخمور فى الأماكن العامة وتمنع الملابس الغير محتشمة فى الأماكن العامة مع احتفاظ كل فرد بالحق فى ان يفعل ما يشاء داخل ملكيته الخاصة.. بمعنى انى لا أستطيع شرب الخمر فى النادى مثلا لكن أستطيع شرب الخمر فى منزلى.
وهذا الطرح أختلف أنا معه فى نقطة أن الشريعة الإسلامية لا يمكن أن تنتشر بطريق العصا والإكراه.. والإصرار على تلبيس الباطل ثوب الحق(تمارس الفواحش فى المنزل وتخرج الى الشارع باللحية والجلباب) لن يكون أبدا هو سبيل اقامة دولة الإسلام بل على العكس هو بعينه دولة الشيطان.
للإقتراب أكثر من هذا النموذج وتوضيح ما به من عوار دعونا نأخذ مثالا..
المملكة العربية السعودية والتى هى فى الأساس مصدر الفكر الوهابى الذى يغزو البلاد حاليا يقول عنها مشايخ السلفية انها دولة الإسلام لأنها تقيم الحدود.. فما هو حال السعودية؟
ترى النساء فى الشوارع بالعبايات السوداء والرجال باللحى ومع ذلك فالزنا منتشر فى الدولة مثلها مثل غيرها من دول العالم العربى.. بل ان كثير من النساء بمجرد السفر خارج حدود دولتهم يتحررن من العباية ويرتدين ما بدا لهم.
الخمور ممنوعة فى السعودية ومع ذلك فهى موجودة والوصول اليها متاح لمن يريد.
المواقع الإباحية محجوبة من على الانترنت ومع ذلك فالأقمار الصناعية جميعها مفتوحة بكل ما تبثه من عرى واباحية وقنوات اباحية كاملة.
بل ان نسبة الشذوذ بين الرجال فى السعودية مرتفعة عن كثير من غيرها من الدول العربية بشهادة أهل السعودية أنفسهم.
وفوق هذا كله.. فالعلاقات الخارجية للملكة العربية السعودية وتزويدها للولايات المتحدة ودول أوروبا بالبترول والأموال أحيانا والذى يستخدموه لايذاء المسلمين لا يمكن أن يكون بأى حال من الأحوال من أخلاق الدولة الإسلامية.
وماذا عن القواعد العسكرية الأمريكية على أراضى المملكة؟ هل هى من الإسلام أيضا؟
هل هذا هو الإسلام؟
بالمناسبة من يريد انكار هذه المظاهر لعدم اتيانى بأدلة هو حر.. براحته
المملكة العربية السعودية هى المثال الحى على المشروع الإسلامى الوهابى أو السلفى كما هو معروف فى مصر والذى هو بعيد كل البعد عن الإسلام كما أن العلمانية بعيدة كل البعد عن الإسلام.. ولو كان الوهابيون قادرون على إقامة دولة الإسلام فى مصر لكانوا أقاموها فى السعودية كعبتهم وقبلتهم ومنشئهم ومهدهم.

فى الواقع انا انتمى اكثر الى المدرسة التى تؤمن ان الإسلام يبدأ من الداخل الى الخارج.. من الكور الى السيرفس.. والعكس غير صحيح.
إذا اهتم دعاة السلفية أكثر بنشر صحيح الدين فى القلوب بدل من التطبيق الإجبارى لمظاهر الدين بأمر القانون فسيؤدى ذلك حتما لاعادة بناء الدولة الإسلامية على الأرض.. وأى طريق آخر فى رايى لن يؤدى لبناء الدولة..
المسلمون الأوائل كانوا يتركون الحرام لله لا للقانون.. والسبب ان الرسول صلى الله عليه وسلم اهتم ببناء دولة الإسلام فى قلوبهم قبل بناءها على أرضهم..
ولعل فى إختيار الحق سبحانه وتعالى لشخص محمد بن عبد الله-صلى الله عليه وسلم- يحمل نفس المعنى.. فالله تعالى لم يختر شخصا فاسدا لكى يؤدبه بالقوانين ثم يستخدمه فى نشر الرسالة.. بل اختار سبحانه وتعالى شخص قلبه عامر بالخير والرشاد لأنه تعالى يعلم ان مثله هو من يصلح لإقامة دولة الإسلام.


أختم مقالى أرض النفاق بآية من سورة التوبة نزلت فى المنافقين: " وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ "
صدق الله العظيم

والله الموفق

visitors