السبت، 22 أكتوبر 2011

الشعـــب يريـــــد





مقدمة ملهاش لازمة لا بد منها.. 
وأخيرا رجعت للحاجة اللى يمكن مش بعرف اعملها كويس.. لكن أكيد بعشقها.. الكتابة
التدوينة دى انا كنت عايز أكتبها من حوالى شهر أو أكتر شوية بس طبعا النشاط الزايد وشوية عوامل مساعدة منعتنى من انى اكتبها.. بداية السنة الدراسية وما يصاحبها من فجعة طبيعية دا غير توهان السنين فى الباطنة التى لا أفقه فيها شىء والأطفال اللى ما اعرفش عنها غير ان الأطفال بتنونو فى الضلمة.
وطبعا مرور الكرام  بـ واحات الآى كيدى ووديان السيلات وغابات استخدام السلاح تحت اشراف my master mr. president
البقين اللى فاتوا يمكن مالهومش لازمة لكن انا بكتبهم عشان أطمأن جمهورى العريض اللى بيتكون من شخصى المتواضع فقط انى بخير وصحة وسلامة حالى حال كل المشاهير بداية من ماريا كارى وانتهاءا بالراجل اللى اخد البرادعى بالحضن فى الحسين
كل هذه العوامل وغيرها ادت لأن الواحد بلا قافية ما يكتبش.

لــب الموضوع(بس بقشره)..
التدوينة زى ما انتوا شايفين بعنوان "ألشعب يريد" وهنا أحب انوه انها مش رد فعل لقناة بلال الفضل المزعوم انشاءها بنفس المسمى لأنى مختار الاسم من وقت ما فكرت اكتبها.
<<ثوانى أطلع الغسيل من الغسالة..فاصل ونعود>>
.
.
.
<<عدنا>>

من ساعة نهاية الثورة المجيدة وكل يوم والتانى ينطلنا حد يقولنا: "الشعب يريد .........".. كل الناس دلوقتى بقت بتتكلم باسم الشعب.. الليبرالى والإسلامى والمسيحى والحزبى والشباب واللى ملوش فيها.. كله بيتكلم باسم الشعب.. يا راجل دا حتى عصام عبده وهو بيعلق على ماتش الزمالك بيقول الشعب يريد الدورى جميل قدر الامكان.
تلاقى الليبرالى يقولك.. الشعب يريد دولة مدنية
والاسلامى يقولك: الشعب يريد دولة اسلامية
والمسيحى يقولك. الشعب يريد قانون موحد لدور العبادة
و6 أ بريل تقولك: الشعب يريد اسقاط المشير
و ريم ماجد تقولك: بقى بالصلاة ع النبى بقى منك له عشان ما اخليش وشك شوارع يا عسكرى.. الشعب عايز يكمل أم الثورة بتاعته.
اما الأحزاب.. فحدث ولا حرج.. دول بقى عايشين فى دنيا تانية لوحدهم
كل دا و المذكور آنفا-الشعب يعنى- قاعد ساكت بيتفرج او يمكن مديها الطرشة ومش مهتم أصلا
اللافت للنظر بقى ان كل الأطراف دى بتتكلم عن نفس الشعب لكن بتطرح مطالب مختلفة وأحيانا كتيرة.. متناقضة
ودا بيحتمل معنى من تلاتة:
- اما ان الشعب دا عنده سكيتزوفرنيا.
- واما ان كل واحد من اللى بيتكلموا باسم الشعب بيتكلم عن شعب مختلف.
- واما بقى ان محدش من اللى بيتكلموا باسم الشعب بيعبر فعلا عن الشعب.

الكوميدى فى الموضوع ان الأطراف اللى بتهتف دايما باسم الشعب دى وبتحط مطالبها هى فى قالب الارادة الشعبية, محدش منهم أخد باله أبدا ان الشعب المصرى دا فيه صفة مميزة حبتين.. انه لما بيريد شىء.. بيقوم هو يطالب بيه مش بيستنى لما حد يطالبله بيه.. خلونا نشوف أمثلة على كدا
- من كام شهر كنا بنسمع بين النشطاء دعوات مازال بعضها مستمر حتى الآن لاسقاط المجلس العسكرى واسقاط المشير.. وطبعا كان الهتاف: "الشعب يريد اسقاط المشير".. وبالفعل توجهت فئة من أصحاب الدعوات دى لمقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة عشان يزقوا المشير من على الكرسى واتفاجأوا ان اللى حال بينهم وبين المشير وكرسيه كان أهالى المنطقة.. اللى هما الشعب يعنى.
- فى نفس السياق لو نفتكر ان قبل كام شهر برده كان فى دعوات للاعتصام فى الميدان وطبعا كان الهتاف.. الشعب  يريد الاعتصام فى الميدان.. ولكن المعتصمين اتفاجأوا ان اللى ساعد قوات الأمن على فض الاعتصام كانوا أهالى منطقة وسط البلد.. اللى هما الشعب برده يعنى.
- و الأحلى بقى ان فى حاجة محدش من الناطقين باسم الشعب غصبا اخد باله منها.. وهى ان من كام سنة كان فى مشروع ماسومباركى لتوريث الحاجة أم الدنيا للنوس الصغير.. وفضل المشروع يتعمل ويكبر يوم بعد يوم,, وكانوا القائمين عليه برضه ماليين البلد بلافتات مكتوب عليها: "الشعب المصرى العظيم يبايع ويهنىء القائد ابن القائد جمال مبارك رئيسا لمصر".. لغاية ما قام "الشعب" بثورة يناير معلنا رفضه للهتش دا كله وان الناس اللى بتقول ان الشعب عايز الننوس دول مش بيعبروا عن الشعب.
- وفى نفس السياق كنا دايما على مواسم الانتخابات نلاقى التليفزيون الرسمى لدولة آل مبارك-غضب الله عليهم ولعنهم حيث ثقفوا هم ومن والاهم- مغرق القنوات كلها باعلانات تفيد ان الشعب اختار الحزب الوطنى "من أجلك أنت" وعشان ينفذ "الفكر الجديد" و "يعبر للمستقبل".. وطبعا عشان الفلاح الآلافرانكا اللى الحزب الوطنى ركبله طلمبة مياة "زد ام اف اح" خلته عنده دايما مياة نضيفة يحطها فى القلة..
ورغم كل دا يا مؤمن.. أول ما الثورة قامت كانت تسالى الأطفال وقتها حرق مقارات الوثنى المنحل.. الواد من دول يطلع من المدرسة, يروح يعمل الواجب وينزل يحرق مقر للحزب ويرجع يشرب اللبن وينام
يبقى اذا الشعب لما أراد انه يعبر عن رفضه للحزب الوثنى عبر عن دا بنفسه وبشخصه كريم العنصرين.


الزتونة:
نخلص من دا لأن الشعب المصرى مش عبيط(وان كان يمكن أن يضلل أو يغيب أحيانا حاله حال كل شعوب العالم) ومش عاجز.. واللى بيعوزه ""فعلا"" بينفذه بعون الله تعالى بنفسه دون الحاجة لأفشاخانات من نوعية" الشعب يريد......."
التدوينة دى كتبتها عشان تكون ناقوس ينبهنا للحقيقة المهمة اللى للأسف غابت عن كتير.. والناصح بس هو اللى هياخد باله بسرعة قبل ما يدفع "التمن غالى".
اللى بيتكلموا باسم الشعب دول مش بيعملوا أكتر من "الكلام".. أما الشعب نفسه لما يريد فانه يقوم بالـ"أفعال".
يا رواد الميكروفونات: "أنتم تريدون.. وغيركم يريد.. والشعب المصرى باذن الله.. يفعل ما يريد".

والله الموفق

visitors