الأحد، 5 أبريل 2009

و "الدستور" تبقى..

"الصحافة المصرية تعيش ازهى عصور الديموقراطية والحرية منذ نشأتها".

كلمة من الديباجات المكررة اللى بنسمعها فى اى حوار لسيادة الريس او اى حد من الاديش الحكم(جمع الدوش.. ومعرفش معناها).. المهم انا مش مختلف ابدا ان الصحف المصرية مزهزهه ومتزهزهه فى الديموقراطية وغرقانة حتى الصفحة الاخيرة فى شروبة حرية الرأى بالكوارع لدرجة ان ورقها اتبل وما بقتش تنفع تتقرى

لو كنت من اللى ربنا ابتلاهم بقراءة الصحف القومية فى مصر فالله يكون فى عونك بجد لانك هتلاقى نوع من الصحافة حصرى ومفيش زيه غير فى مصر والدول المجاورة(باستثناء اسرائيل).. هتلاقى التالى..-الصفحة الاولى بيتصدرها صورة حامى البلاد وناصر العباد وملك ملوك الدنيا والاخرة.. فخامة الرئيس حسنى مبارك-هتلاقى فى الغالب ان ده الخبر الوحيد فى الصفحة الاولى والباقى اعلانات مهما كان حجم الاحداث السياسية والاجتماعية اللى بتحصل فى مصر-هتلاقى ان الجريدة بتحتوى على الاقل على 500 خبر عن رئيس الجمهورية من مجموع اخبار الجريدة اللى مش بيتجاوز 40 خبر لو جريدة عادية و50 لو سوبر (وكل واحد وصحته)

المهم انى كنت زمان من اللى ربنا ابتلاهم وبقرا جرنال الاهرام وساعات اخبار اليوم لغاية ما ربنا ارشدنى للطريق القويم ووقعت فى ايدى عدد من جريدة الدستور الاسبوعى(قبل صدور الجريدة اليومية) من حوالى اربع سنيين.. ووقتها انا اندهشت ان احنا عندنا فى مصر صحافة بالقوة والجمال ده وعرفت ان فى فرق بين كلمة "صحافة" وكلمة "سخافة" وعرفت ان اللى كنت بقراه كان اسمه "سخافة"الدستور جريدة بجد بتحترم قارئها وبتقدر عقله وحقه فى معرفة احداث الدولة زى ما هى بكل حياد وبدون تحيز.. محرريها شوية شباب عندهم طاقات جبارة عايزة تطلع "حظ مصر" ارشدهم للاستاذ المبدع / ابراهيم عيسى.. اللى علمهم يعنى ايه يبقوا صحافيين شرفاء همهم الاول مصلحة مصر ومطاردة الفساد فيها دون الخضوع لحاكم او مؤسسة.. وانما ولائهم الاول والاخير للنيل اللى طلعوا من خيره
انا مش بحاول انى اكتب عن الدستور كجريدة لانى لو حاولت ممكن افضل اكتب لحد ما الجهاز يطلعلى نوع من الموسيقى "البشرية" اللى بيتميز بيها الاسكندرانية.. لكن انا فى صفحتين عندى شوية كلام عايز اقوله عنهم هما.. "قلمين" و "ضربة شمس"

*صفحة قلمين.. كان بيحررها الاستاذ بلال فضل واستمرت اكتر من سنتين تقريبا وكانت اول حاجة انا قريتها فى الدستور وكانت بتتميز بالنقد الساخر الواقعى للاحداث اللى بتجرى فى الدولة والدول العربية.. وكانت من اهم الصفحات اللى فى العدد الاسبوعى وكان ليها جمهور بجد محترم.. لكن الشيطان لعب بدمغ عمنا بلال واقنعه انه يسيب الجريدة ويسيب صفحة "قلمين" اللى كانت "معلمة" على الصحافةى المصرية.. وللاسف استاذ بلال اتجه بعديها لكتابة افلام هابطة مالهاش لازمة زى ابو على و سيد العاطفى والهبل ده..المهم ان بعد اختفاء صفحة بحجم قلمين(او هما صفحتين فى اواخر ايامها) توقع ناس كتير ان مستوى توزيع الدستور يقل وان مبيعاتها كجريدة تتهز فى السوق.. لكن اللى حصل ان ابراهيم عيسى زى ما عمل بلال فضل.. قدر يعمل جيل تانى شال الجريدة ووصل بتوزيعها لسقف توزيع الجرائد المصرية

*الصفحة التانية هى صفحة ضربة شمس.. واللى كان بيحررها خالد كساب ودى بجد كانت ظاهرة لا تقل فى قوتها وجمالها عن القلمين بتوع بلال فضل.. كانت صفحة بيكتبها شوية شباب تحفة بيعرفوا ازاى يعملوا صحافة sarcastic وبسبب نجاحها الهايل الدستور زودتها لصفحتين وفتحوا المجال للقراء انهم ينشروا فيها فزاد نجاح الصفحة وانتشارها..للاسف انا السنة دى مقصر فى حق الدستور لاسباب خارجة عن ارادتى.. بس من كام اسبوع جبت عدد اسبوعى وبدور على صفحة ضربة شمس ما لقيتهاش.. استغربت شوية وبعد كدة عرفت ان خالد كساب قرر انه يستقل بجمهورية "ضربة شمس" اللى هو زعيمها عن القارة الام "الدستور" ومش فاهم ليه.. وبعدين سمعت كلام ان الصفحة احتمال تتنشر تانى فى "جريدة تانية" لحين نشرها فى جريدة مستقلة اسبوعية غالبا.. هنا بقى انا بجد اتدايقت من خلود اوى لان ده معناه ان فى خلاف بينه وبين الدستور ودى حاجة ما تصحش لان الدستور هى اللى عملت خالد كساب وهى اللى عملت "ضربة شمس" مش العكس..وايا كان اللى حصل مينفعش باى حال من الاحوال انك تاخد ابن حد وتكتبه باسم حد تانى.. ده يبقى اختلاط انساب وده حرام شرعا
المهم ان بعد ما مشى بلال بالقلمين بتوعه ومشى خلود بالجمهورية الضربشمساوية بتاعته(واللى كنت احد افرادها بكل فخر) فضلت الدستور قايمة وقوية وستدة تخرج الاف من خالد كساب وبلال فضل..انا مش قصدى اهاجمهم بس انا فعلا زعلان من موقفهم لان انا انتمائى الاول للدستور قبل ما يكون ليهم كقراء وهما كمان مش كان لازم انهم "ينقلبوا" على القارة الام ويقولوا احنا ماشيين..

الدستور اثبتت على مدى 5 سنيين انها اشرف وافضل الصحف المصرية من حيث الجرأة والحرية والاسلوب واحترام القارىء ومعاراة ربنا فى المادة اللى بيقدموها.. وهتفضل للابد كده باذن الله طول ما فيها الاستاذ الرائع/ ابراهيم عيسى واى حد يجى من بعده يكون شرب من نيل مصر

visitors